همسات ملهمة

في عالم الفن والثقافة، تقف السينما كمنارة تعكس حياة المجتمع ورحلته التحويلية. وتحتل السينما العربية مكانة خاصة في هذا العالم الفني، فهي لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تعمل كقناة قوية للتأمل الاجتماعي والتغيير.

تكشف مسيرة المرأة في السينما العربية عن قصص مليئة بالمثابرة والإنجازات الرائدة. منذ الأيام الأولى، التي ميزتها جهود جريئة لشخصيات خالدة، وصولاً إلى الوقت الحاضر حيث تتردد أصوات النساء بقوة في صناعة الفن

لا يمكن المبالغة في تأثير السينما على تشكيل الإدراك، خاصة لدى الشباب. منذ صغري، كانت الأفلام التي تضم بطلات صاحبات شخصيات قوية مصدر إلهام ضروري في تشكيل فهمي للعالم ومكاني فيه. لقد كانت منارة توجهني نحو مسار التمكين والإيمان بالذات.

يشهد تزايد عدد صانعات الأفلام في السينما العربية تغييراً في السرد. لم تقم المخرجات مثل نادين لبكي وهيفاء المنصور بصناعة أفلام فحسب، بل صغن ثورات في الأوساط السينمائية وخضن في مواضيع كثيرة كان يصعب مناقشتها في مجتمعاتنا مع أنها موجودة فيه.

على الرغم من التقدم، تواجه النساء في هذا المجال كغيره من المجالات، تحديات عديدة. ومع ذلك، ترسم الانتصارات، المميزة بالاعتراف المتزايد والنجاح، صورة مليئة بالأمل. هذه الانتصارات ليست فقط لأولئك في الصناعة ولكن لكل امرأة ترى انعكاساً لإمكاناتها على الشاشة الفضية.

السينما أكثر من مجرد تسلية أو أداة لسرد القصص؛ بل هي شرارة تشعل التغيير وتمهد الطريق لعالم يكون فيه التساوي ليس طموحًا بل حقيقة.

في عالم الرمال المتحركة والأفكار العنيدة

تقف نساء الشاشة لسرد أحلام شهرزاد البعيدة

يعانقن الضوء شامخات

يهمسن للريح ويراقصن الذكريات

في كل مشهد ومع كل إطار 

ترتفع أصواتهن، لتحطيم كل جدار 

كلحنٍِ يضيئ ظلمات الليل نحو آفاق جديدة