اخر الاخبار

الحرارة في أوروبا ارتفعت بمعدّل أسرع بمرّتين منذ الثمانينات

روسيا: الاشتباكات محتدمة في أوكرانيا وبعثة السلام الأفريقية تغادر خالية الوفاض

قالت روسيا إن معارك ضارية اندلعت، اليوم (الأحد)، عبر ثلاثة قطاعات على المواجهة في أوكرانيا غداة استضافتها بعثة سلام أفريقية لم تنجح مهمتها سواء في موسكو أو كييف. وقال مسؤول عينته روسيا إن أوكرانيا استعادت قرية بياتيخاتكي في منطقة زابوريجيا في جنوب البلاد، وإن قواتها تتحصن هناك بينما تتعرض لنيران المدفعية الروسية.

أضاف المسؤول، المدعو فلاديمير روجوف، عبر تطبيق «تلغرام»: «أسفرت هجمات العدو الشبيهة بالموجة عن نتائج رغم الخسائر الفادحة».

ولم تذكر وزارة الدفاع الروسية قرية بياتيخاتكي في إفادتها اليومية التي قالت فيها إن قواتها صدت هجمات أوكرانية في ثلاثة قطاعات من خط المواجهة الذي يمتد ألف كيلومتر. وذكر بيان منفصل لمجموعة قوات «فوستوك» الروسية أن أوكرانيا لم تنجح في السيطرة على القرية. ولم يتسن لوكالة «رويترز» التحقق بشكل مستقل من التقارير الواردة من ساحة القتال.

ولم يصدر أي تعليق من أوكرانيا التي قالت الأسبوع الماضي إنها استعادت قرية أخرى قريبة هي لوبكوف وسلسلة من القرى إلى الشرق منها في منطقة دونيتسك مع بدء هجومها المضاد الذي طال انتظاره. ويفرض المسؤولون الأوكرانيون تعتيماً إعلامياً بهدف دعم أمن العمليات، لكنهم يقولون إن روسيا مُنيت بخسائر أكبر كثيراً مما مُنيت بها القوات الأوكرانية خلال هجومها الأحدث.

وقال مسؤول في المنطقة إن القوات الأوكرانية دمرت مستودعاً كبيراً للذخيرة الروسية في منطقة خيرسون المحتلة في إطار جهود كييف المستمرة منذ أسابيع لإحداث فوضى في خطوط الإمداد الروسية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن القتال العنيف في الأيام الماضية تركز على زابوريجيا وغرب دونيتسك ومحيط باخموت التي سيطر عليها مرتزقة روس الشهر الماضي بعد معركة كانت الأطول خلال هذه الحرب. وأضافت عبر «تويتر»: «تواصل أوكرانيا عمليات هجومية في كل هذه المناطق، وقد أحرزت تقدماً طفيفاً».

ووفق تقييم المخابرات العسكرية البريطانية، كانت العمليات الدفاعية الروسية «فعالة نسبياً في الجنوب»؛ حيث مُني الجانبان بخسائر فادحة. وقبل أيام أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نادراً ما يعلق على مسار الحرب، بتعليقين مفصلين بشكل غير معتاد سخر خلالهما من الهجوم الأوكراني وقال إن قوات كييف «ليست لديها فرصة» على الرغم من كونها مجهزة حديثاً بالدبابات الغربية.

ويبدو أن تعليقاته تهدف إلى طمأنة الروس خلال هذا المنعطف الحاسم بعد مرور ما يقرب من 16 شهراً على تفجر الصراع، بينما تسعى أوكرانيا لإنهاء جمود مستمر فعلياً منذ شهور واستعادة 18 بالمائة من أراضيها التي لا تزال تحت السيطرة الروسية.

مهمة سلام

خلال محادثات في سان بطرسبرغ أمس، قدم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا لبوتين مبادرة سلام من 10 نقاط من سبع دول أفريقية، وأبلغه أن الوقت قد حان لبدء روسيا وأوكرانيا مفاوضات لإنهاء الحرب.

ورد بوتين بإطلاق سلسلة من الاتهامات المألوفة التي نفتها أوكرانيا والغرب، وقال إن كييف، وليست موسكو، هي التي ترفض إجراء المحادثات. وشكر الرئيس الروسي رامابوزا على «مهمته النبيلة».

ونقلت وكالات أنباء روسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن بوتين أبدى اهتماماً بالخطة لكن «من الصعب تحقيقها».

وقبلها بيوم واحد قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للوفد الأفريقي، الذي زار كييف للمرة الأولى منذ بدء الحرب لإجراء محادثات منفصلة مباشرة بشأن مبادرة السلام، إن السماح بالمفاوضات الآن من شأنه أن يؤدي فقط إلى «تجميد الحرب» واستمرار معاناة الشعب الأوكراني.

وجرى التأكيد بشكل أكبر على الهوة الشاسعة بين الجانبين عندما استخدم بوتين منتدى اقتصادياً رائداً يوم الجمعة لإهانة زيلينسكي شخصياً، ولإعادة تأكيد أهداف «نزع السلاح» في أوكرانيا التي أعلنها في اليوم الأول من الحرب. وترفض كييف والغرب تلك الأهداف وتصفها بأنها ذريعة زائفة للغزو.

ومع ذلك، سعى رامابوزا إلى إبراز صورة إيجابية لزيارة أوكرانيا وروسيا إذ كتب على «تويتر» اليوم أن «مبادرة السلام الأفريقية كان لها تأثير، وأن نجاحها النهائي سيجري قياسه على أساس الهدف منها، وهو وقف الحرب».

وأضاف أن القادة الأفارقة سيواصلون الحديث مع كل من بوتين وزيلينسكي، وسيُطلعون الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على جهودهم حتى الآن.

دمار على مدى شهور

دمرت الحرب قرى ومدناً أوكرانية، وأجبرت الملايين على ترك ديارهم، وأوقعت خسائر بشرية فادحة بين القوات الروسية والأوكرانية لم يجرِ الكشف عنها، فضلاً على مقتل الآلاف من المدنيين الأوكرانيين.

وتبادل الطرفان الاتهامات بتفجير سد ضخم في أوكرانيا في السادس من يونيو (حزيران)، وإغراق مساحات كبيرة من منطقة الحرب.

وفي بلدة هولا بريستان التي تسيطر عليها روسيا، صورت «رويترز» متطوعين ينزحون المياه بعد أن غمرت المنازل أمس، كما كانوا يوزعون الخبز ومياه الشرب.

وقالت تمارا (78 عاماً)، وهي ممرضة متقاعدة: «لن يعاقب أي شخص في العالم على التعذيب الذي نمر به، على هذه الكارثة الرهيبة».

وأضافت: «هذا ما يحبطني. لن تجري معاقبة أي شخص على ذلك. وأود أن يجري تقديم شخص واحد على الأقل (للمحاكمة) ومعاقبته على كل شيء. حتى يتمكن العالم كله من رؤية ذلك».