اخر الاخبار

مقتل 3 بقصف روسي على دونيتسك

مفاوضات أوكرانية – فرنسية لتزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى

مع ازدياد النقاشات حول تكثيف إمدادات أوكرانيا من السلاح الغربي، كشفت كييف، الثلاثاء، أنها تجري مفاوضات مع باريس لتزويدها بصواريخ بعيدة المدى، وأنظمة دفاع جوي حديثة؛ في حين وسعت القوات الروسية نطاق ضرباتها على قوافل الإمداد الغربية، وسط توقعات باشتداد سخونة المعارك على الجبهات خلال الأسابيع المقبلة، في إطار سعي الطرفين الروسي والأوكراني لإحراز اختراقات قبل حلول فصل الخريف.

وبالتزامن مع بحث الولايات المتحدة تقديم رزمة جديدة من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، برزت معطيات، الثلاثاء، حول استعداد بلغاريا لإفراغ مستودعات الجيش من الأسلحة والمعدات السوفياتية الصنع، ونقلها إلى أوكرانيا.

صاروخ «ستورم شادو» البريطاني الذي عُرض في باريس في يونيو الماضي… وتطالب كييف باريس بتزويدها بصواريخ «سكالب» الشبيهة بالصواريخ البريطانية (أ.ب)

وكشف السفير الأوكراني لدى فرنسا فاديم أوملشينكو، في مقابلة صحافية، إن كييف تتفاوض مع باريس لتزويد القوات الأوكرانية بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي حديثة. وجاء إعلان أوملشينكو بعد ساعات من تأكيد معطيات حول نقل الدفعة الأولى من صواريخ «سكالب» من قبل باريس إلى كييف، وأشار السفير إلى أن عمليات التسليم «سوف تستمر».

وزاد السفير: «إذا تحدثنا عن الأمور الاستراتيجية التي نتفاوض بشأنها حالياً مع الفرنسيين، فهذا يتعلق بصواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي. والحاجة الملحة الأخرى هي قطع الغيار؛ لأن كل ما تم توفيره لنا يتم استغلاله بشكل كبير ويتآكل. ونحن نعمل بالفعل مع فرنسا على حل هذه المشكلة».

ووفقاً له، فقد تعهدت فرنسا بتسليم كييف قذائف من عيار 155 مليمتر «بإيقاع معين». وقال أوملشينكو إن «أولئك الذين ينتجون هذه المعدات يعملون الآن على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وقد تحولت الشركات المتخصصة في فرنسا إلى وضع التشغيل في حالات الطوارئ. وهناك أخبار جيدة: قرر الفرنسيون مضاعفة وتيرة الإنتاج والعرض 3 مرات. وهذا أمر مهم للغاية».

وكانت روسيا قد نشطت عمليات استهداف قوافل الإمداد الغربي العسكري، ووجهت سلسلة ضربات خلال الأسابيع الماضية على مستودعات تخزين السلاح في مناطق أوكرانية عدة. وأعلنت القوات الجوية الروسية أنها دمرت بضربة صاروخية دقيقة قطاراً محمّلاً بالأسلحة الغربية في محطة ميجيفايا بمقاطعة دنيبروبيتروفسك، وسط أوكرانيا، في ضربة ثانية من هذا النوع خلال أسبوع.

ونشرت الوزارة شريط فيديو أظهر استهداف مقاتلات من طراز «سوخوي-35» مطارات ودفاعات أوكرانيا الجوية.

وقال رئيس المركز الصحافي لمجموعة «يوغ» (الجنوب)، فاديم أستافيف، إن الضربة الصاروخية دمرت 3 قاطرات كانت محملة بالذخيرة، و10 عربات أخرى للشحن، وقضت على عدد كبير من العسكريين المرافقين للشحنة. وأضاف أن القوات الروسية قصفت براجمات صواريخ «تورنادو» تجمّعاً قيادياً محصناً لقوات كييف بمنطقة نوفودميتروفكا في دونيتسك.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق، إن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا سوف تصبح هدفاً مشروعاً لروسيا. ونبهت وزارة الخارجية الروسية بأن «دول (الناتو) تلعب بالنار» من خلال تكثيف تزويد أوكرانيا بالأسلحة.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

بينما أكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أن ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا من الغرب لن يغير الوضع الميداني، ويعقّد مجالات استئناف المفاوضات الروسية الأوكرانية.

بالتزامن، كشفت معطيات نشرتها وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية الروسية، أن كييف تخطط لتكثيف محاولاتها الهجومية في الأسابيع المقبلة، بسبب المخاوف من أن حلول فصل الخريف وزيادة معدلات هطول الأمطار سيؤدي إلى تعقيد الوضع على الجبهة.

ونقلت الوكالة عن مصادر غربية استندت إلى معطيات الجيش الأوكراني، أن «الأسابيع القليلة المقبلة ستكون حاسمة ووحشية… تشير الدلائل إلى أن الجيش الأوكراني سيحاول القيام بكل ما هو ممكن في القريب العاجل».

وأشارت إلى تصريح ضابط بارز في القوات المسلحة الأوكرانية، قال: «مع ازدياد معدلات الأمطار، سنواجه صعوبات في التحرك وسط تربة رطبة، ثم في الشتاء مع تراكم الثلوج ونقص الغطاء النباتي، سوف نجد أنفسنا في مكان مفتوح. كل شيء يتوقف ويتجمد».

وكانت كييف قد أطلقت بداية الشهر الماضي هجوماً مضاداً واسع النطاق، امتد على كل جبهات القتال، وتركز بالدرجة الأولى في جنوب دونيتسك وأرتيوموفسك، وفي اتجاهات زابوريجيا وخيرسون، قبل أن يمتد ليشمل مناطق في محيط خاركيف.

جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية بالقرب من باخموت (أ.ب)

وبعد مرور أسابيع على شن الهجوم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه منذ بداية «الهجوم المضاد»، فقدت القوات الأوكرانية أكثر من 43 ألف شخص، وأكثر من 4.9 ألف قطعة سلاح. ومن بين المعدات الأوكرانية المدمرة 26 طائرة، و9 مروحيات، و1831 مركبة مدرعة، من بينها 25 دبابة ألمانية من طراز «ليوبارد»، و7 دبابات فرنسية، و21 مركبة مشاة قتالية أميركية من طراز «برادلي»، وفقاً للأرقام التي قدمتها موسكو الشهر الماضي.

وقالت أوكرانيا، الثلاثاء، إن قواتها دخلت قرية روبوتين الاستراتيجية في جنوب شرقي البلاد، بينما يحتمل أن يكون تقدماً كبيراً في هجومها المضاد ضد القوات الروسية. وذكرت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع على تطبيق المراسلة «تلغرام»، أن الجنود الأوكرانيين ينظمون إجلاء المدنيين بعد دخولهم إلى روبوتين؛ لكنهم ما زالوا يتعرضون لإطلاق النار من القوات الروسية. وكتب الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد القوات الأوكرانية في الجنوب، على «تلغرام»، تحت صورة جندي داخل دبابة: «جنودنا في قرية روبوتين». وتقع القرية على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب من بلدة أوريخيف على خط المواجهة في منطقة زابوريجيا، على طريق مهم باتجاه توكماك، وهي محور للسكك الحديدية والطرق البرية تحتله روسيا. ومن شأن الاستيلاء على توكماك أن يكون علامة فارقة؛ إذ تضغط القوات الأوكرانية جنوباً باتجاه بحر آزوف، في إطار حملة عسكرية تهدف إلى تقسيم قوات الاحتلال الروسية.

إضافة إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلة تابعة لأسطول البحر الأسود دمّرت الليلة الماضية زورق استطلاع أوكرانياً، اقترب من منصات استخراج الغاز الروسية في البحر الأسود.

وفجر الثلاثاء، أعلنت موسكو أن دفاعاتها الجوية أحبطت هجوماً أوكرانياً بـ4 طائرات مُسيَّرة استهدف العاصمة موسكو، ومقاطعة بريانسك جنوب غربي روسيا.

كما تصدت الدفاعات الروسية في الليلة السابقة لهجوم أوكراني بطائرتين مسيرتين استهدفتا شبه جزيرة القرم.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان، بأن أنظمة الدفاع أسقطت 4 مُسيَّرات أوكرانية فوق موسكو وبريانسك. و«تم اكتشاف طائرتين مسيرتين بواسطة أنظمة الدفاع الجوي، وقمعتهما أنظمة الحرب الإلكترونية، ما تسبب في تحطمهما فوق أراضي منطقة بريانسك. كما تم اكتشاف وتدمير طائرتين مسيّرتين أخريين بواسطة الدفاع الجوي فوق أراضي مقاطعة موسكو». وأدى الهجوم الجديد إلى إغلاق المجال الجوي للعاصمة الروسية بشكل كامل.

مطار فنوكوفو الذي توقف عن استقبال الطائرات لفترة (رويترز)

وأعلنت خدمة الطيران الروسية عن توقف مطارات فنوكوفو وشيريميتيفو ودوموديدوفو الدولية في موسكو، عن حركة استقبال ومغادرة الطائرات والرحلات الجوية. ووفقاً للوحة النتائج الإلكترونية للمطارات، تم نقل بعض الرحلات الجوية إلى مدن أخرى، إحداها إلى مطار جوكوفسكي، وظل كثير من الرحلات الجوية في الانتظار. في وقت لاحق، أفادت خدمات الطيران بأن مطاري شيريميتيفو ودوموديدوفو عادا إلى العمل بشكل طبيعي، في حين تواصل إغلاق مطار فنوكوفو وهو الأقرب إلى المدينة.

وتعمل أوكرانيا على تطوير مُسيَّراتها القتالية بشكل أكبر. ويعمل الجانبان على نشر مئات من الأجهزة المحمولة جواً التي تم تحويلها لأغراض عسكرية، من أجل الاستخدام في مجال الاستطلاع الميداني في المعركة.

الدمار الذي لحق ببعض السيارات في أحد أحياء موسكو جراء الهجوم بالمُسيَّرات الأوكرانية (إ.ب.أ)

وقال نائب وزير الصناعة الروسي، فاسيلي شباك، لوكالة «تاس» الرسمية للأنباء، الثلاثاء، إن بلاده تسعى إلى زيادة إنتاجها من الطائرات المُسيَّرة للاستخدامات المدنية والعسكرية. وأضاف المسؤول الروسي أن إنتاج روسيا من المُسيَّرات المدنية يجب أن يزيد بحلول العام المقبل، إلى 18 ألف مُسيَّرة سنوياً. وأشار إلى أن البلاد تنتج حالياً نحو 6 آلاف مُسيَّرة سنوياً. وقال شباك، دون الإفصاح عن الأعداد: «إذا تحدثنا عن الحاجة في المجال العسكري، فإن مستوى الإنتاج سيكون أعلى بكثير».