اخبار فلسطين

مستوطنون يقتحمون منازل الفلسطينيين في الخليل تحت أنظار جنود الجيش الإسرائيلي

اقتحم مستوطنون مسلحون منازل فلسطينية في قرية بالقرب من مدينة الخليل بالضفة الغربية صباح الثلاثاء وفتشوها بينما كان جنود الجيش الإسرائيلي ينظرون، بحسب مقطع فيديو تم تداوله على الإنترنت.

في مقطع فيديو نشرته منظمة “يش دين” الحقوقية، ورد أنه التقط في قرية بدوية لم يذكر اسمها بالقرب من الخليل، يمكن رؤية مجموعة من المستوطنين، أحدهم كان يحمل بندقية هجومية، وهم ينتقلون من منزل إلى منزل ويصرخون على السكان ويفتشون ممتلكاتهم الهزيلة.

ويمكن رؤية أحد المستوطنين وهو يركل باب خزانة داخل أحد المنازل ويتسبب في ثقبه. ويمكن سماع طفل يبكي في الخلفية.

ولا يمكن رؤية أي جنود من الجيش الإسرائيلي يرتدون الزي الرسمي في هذا الفيديو، على الرغم من أن منظمة “يش دين” زعمت أن العديد منهم وصلوا في وقت لاحق. والقانون يحظر شراء المدنيين الإسرائيليين بنادق هجومية.

وفي مقطع فيديو منفصل نشرته منظمة “كسر الصمت”، وقيل إنه التقط في قرية مجاورة، يمكن رؤية جنود الجيش الإسرائيلي يرافقون المستوطنين وهم يجرون عمليات التفتيش.

وردا على طلب للتعليق، قالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن الحادث “تمت إدارته بالكامل من قبل الجيش”. وقالت الشرطة إنه لم يتم تقديم أي شكوى لها، رغم أن بعض النشطاء الإسرائيليين قالوا إنهم اتصلوا بالشرطة أثناء عمليات التفتيش.

وردا على طلب للتعليق من تايمز أوف إسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى مساء الإثنين تقريرا عن ممتلكات سرقها فلسطينيون من مواطنين إسرائيليين في منطقة تلال جنوب الخليل. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أجرت عملية بحث في المنطقة بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية.

צילום: תושבי מעייר אל עביד pic.twitter.com/WQZZjJcy1x

— ‏‎Ori Givati (@origivati) July 25, 2023

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على أسئلة حول تورط المستوطنين في الحادث ولا وضع البندقية الهجومية التي كانت بحوزة مدني.

وقال أحمد طيبي، عضو الكنيست عن تحالف “الجبهةالعربية للتغيير”، إن المستوطنين “برفقة قوات الاحتلال ويتصرفون مثل الحكام، دخلوا المنازل بالصراخ والعنف”.

“كل هذا في منطقة مهددة بالإخلاء والهدم. فقط في واقع غير معقول من احتلال طويل الأمد يمكن أن يسمى هذا ديمقراطية”، أضاف، في إشارة إلى “قانون المعقولية” الذي تمت المصادقة عليه مؤخرًا، والذي يقيد الرقابة القضائية.

وقد تصاعد عنف المستوطنين في البلدات الفلسطينية بلا رادع في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك هجومان جماعيان منفصلان في حوارة، تسببا في أضرار جسيمة ووفاة رجل فلسطيني في ظروف غامضة.

وتعهدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن هجمات المستوطنين. وتم توجيه تهم إلى اثنين من المشتبه بهم في أعمال الشغب منذ ذلك الحين، واحتُجز ثمانية إسرائيليين رهن الاعتقال الإداري لتورطهم. تم تصوير المئات وهم يشاركون في الهجمات.

ובינתיים במקום שהצמיח את ההפיכה: לאור יום ובפנים גלויות, כנופיית מתנחלים חודרת למשפחה פלסטינית הביתה. אחד מהם חמוש רובה מאבטח את הכניסה, והם? עושים בבית כטוב בעיניהם. מחריד. pic.twitter.com/OIrq1WMDUf

— ישראל פריי (@freyisrael1) July 25, 2023

وقد ندد وزير الدفاع يوآف غالانت بمثل هذه الهجمات، واشتبك مرارا مع وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير وهو ناشط مستوطن منذ فترة طويلة وله تاريخ من الجرائم المتطرفة حول هذه القضية.

وفقا لتقرير صدر في نهاية الأسبوع، رفض بن غفير إرسال قائد رفيع للشرطة إلى جلسة مزمعة بشأن عنف المستوطنين في الضفة الغربية وندد بالجلسة.

ولدى بن غفير تاريخ طويل من الاعتقالات والإدانات لنشاطه اليميني المتطرف، بما في ذلك التحريض ودعم جماعة إرهابية. وقد اعتُبر خطرًا أمنيًا عندما كان مراهقًا لدرجة أن الجيش الإسرائيلي رفض السماح له بالتجنيد في الجيش.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصيب أربعة فلسطينيين في هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون في شمال الضفة الغربية، حسبما أعلن مسؤولو صحة فلسطينيون ومنظمة حقوقية إسرائيلية. كما أصيب إسرائيليان في الحادثة.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا” ومنظمة “يش دين” الحقوقية أن الحادثة وقعت في قرية عرب الخولي القريبة، شرقي كفر ثلث، وبالقرب من مستوطنة معاليه شومرون.

بحسب منظمة “يش دين” فإن المستوطنين أضرموا النيران في عدد من الخيام في القرية واعتدوا على السكان. وزعمت المنظمة الحقوقية إن المستوطنين سرقوا أيضا قطيع ماعز، وأن الشرطة والجيش الإسرائيلي تواجدوا في مكان الحادث دون أن يتدخلوا.

ومنذ بداية هذا العام، أسفرت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية عن مقتل 25 شخصًا.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل 158 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بداية العام، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم إيمانويل فابيان في إعداد هذا التقرير