منوعات

السكتات الدماغية الصغيرة.. معظم النار من مستصغر الشرر


ليلى إبراهيم شلبي


نشر في:
الجمعة 13 يناير 2023 – 7:09 م
| آخر تحديث:
الجمعة 13 يناير 2023 – 7:09 م

نوبات نقص التروية الدموية العابرة (السكتات الدموية الصغيرة) والتى قد تمر على الإنسان فلا يعيرها اهتماما أو يوليها عناية قد تكون مقدمة لسكتة دماغية مباغتة تداهم الإنسان فتطال نشاطه بتغييرات قد تدوم مخلفة عجزا دائما.
تحدث تلك النوبات عندما لا يصل إلى المخ القدر الذى يحتاجه من الدم المحمل بالأكسجين وغالبا ما يكون السبب الأهم هو وجود ترسبات من اللويحات الدهنية داخل شرايين الرقبة أو ربما داخل نسيج المخ ذاته. وجود تلك اللويحات الدهنية يؤدى بالطبع إلى تضييق مسار الدم السارى فى الشرايين وقد تتكون الجلطات فوقها. من الممكن أيضا أن تحدث الجلطة فى شريان ما من شرايين الجسم لتسرى مع تيار الدم وتستقر فى أحد شرايين الرقبة أو شرايين نسيج المخ.
نوبات نقص التروية العابرة تحدث أثرا مماثلا للجلطة الحقيقية التى تحدثها السكتة الدماغية المعروفة بآثارها القاسية لكن الأعراض هنا قصيرة الأمد عكسية أى أنها تمر ويعود الإنسان لطبيعته فيعزو هذا لإرهاق أو إجهاد ما ويتناسى الأمر لكنه فى الواقع بمثابة جرس إنذار يدق منبها إلى حدث قادم يجب الانتباه له ومحاولة تفاديه.
الأعراض المتشابهة مع السكتة الدماغية المعروفة يمكن رصدها كالآتى:
< خور أو ضعف فى الوجه والذراع والساق عادة فى جانب واحد.
< تشوش فى الأفكار وارتباك فى النطق والحديث.
< مشكلات فى الرؤية كالازدواجية أو فقدان الرؤية فى إحدى العينين.
< صعوبة المشى أو الدوار وفقدان التوازن بلا سبب معروف.
قد تتكرر تلك النوبات التى تختلف مدتها بين الثوانى والدقائق وقد تزداد أو تختفى لحين وقد تتواتر أثناء النوم فلا يشعر بها أحد. غالبا ما يعزو كبار السن ذلك لأمراض الشيخوخة والتقدم فى السن لكن الواقع أن رصدها بدقة ومتابعتها قد يكفى الإنسان قدرا مختبئا فى تلك الدقائق من عمره.
صاغت الجمعية الأمريكية للسكتات الدماغية مصطلحا قصيرا لمعاونة الناس على تشخيص السكتة الدماغية بأنفسهم أو لمساعدة الغير إذا ما حدث هذا الأمر إذ إن سرعة التدخل هى العامل المحدد لمستقبل الإنسان فى تلك الأحوال.
يرمز المصطلح لما يحدث ساعتها FAST وترجمته تشى بمعناه من تدلى الوجه وضعف الذراع وصعوبة الكلام ثم ضرورة الاتصال بالطوارئ (٩١١) تشير الاحصائيات إلى أن حدوث السكتة الدماغية الصغيرة فى الولايات المتحدة الأمريكية من بين ٩ ــ ١٧٪ من حالات الإصابة بها فإنه خلال ثلاثة أشهر يصاب الإنسان بالسكتة الدماغية الكبرى لذا تعد إشارة هامة لخطر قادم يجب العمل على تفاديه.
الفحوص الدورية هى أهم ما يمكن الاعتماد عليه لتفادى السكتة الدماغية الكبرى فكثيرا ما تتشابه الأعراض مع اختلاف الأمراض التى تصيب الإنسان. لخلل التوازن والدوار مسببات كثيرة قد تختلط مع تشخيص متاعب السكتة الدماغية على سبيل المثال.
تشترك نوبات نقص التروية العابرة والسكتة الدماغية فى العديد من عوامل الخطر مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين والإفراط فى الكحوليات أيضا أعراض مرض السكر وما ينتج من زيادة نسبة الكولستيرول فى الدم.
أيضا من مضاعفات الإصابة بالذبذبة الأذينية وعدم انتظام نبض القلب أن تحدث جلطة صغيرة بالأذين تسافر عبر تيار الدم السارى لتصل إلى المخ فتحدث ذلك الأثر لبعض الوقت.
هناك أيضا ذات الأثر الذى يمكن التعرض له لدى الرجال الذين يتناولون مركبات التيستوستيرون بغرض تعزيز الحيوية والنشاط من نوبات نقص التروية العابرة أو السكتة الدماغية الكبرى.
نوبات نقص تروية المخ العابرة يجب ألا يتم إهمالها تحت زعم أنها حادث عابر. قد يكون هذا بالفعل كل ما فى الأمر لكن التأكد من وجود سبب أمر قد يحجب أخطارا قد تقضى على مستقبل الإنسان بلا رحمة لذا يجب الانتباه وضرورة حسن التصرف بحسم.