عرفت أمسية تكريم الراحل محمد طلال، أحد مؤسسي المعهد العالي للإعلام والاتصال في الرباط، حضور عدد من الشخصيات التي شاركت الحاضرين لحظات من مسارات الرجل.
وتميز الحفل التأبيني، الذي عقد مساء أمس الأربعاء في الدار البيضاء، بمشاركة أسماء معروفة في عالمي الصحافة والسياسة، يتقدمها مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عبد اللطيف بنصفية، ومدير نشر جريدة الاتحاد الاشتراكي، عبد الحميد الجماهري، ورئيس قسم الأخبار بالقناة الثانية حميد السعدني، وشخصيات من عالم الرياضة.
وقدمت خلال الحفل التأبيني بمناسبة مرور السنة الثانية على وفاة الإعلامي والمناضل اليساري شهادات حول مسار الرجل، وما قدمه طوال حياته للصحافة المغربية.
وقال مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال، عبد اللطيف بنصفية: “حين استحضار محمد طلال نستحضر تاريخا وزمنا بأكمله، عرفته وأنا حينها في السنة الأولى مديرا للدراسات بالمعهد العالي للصحافة، وكأستاذ ومؤطر ومشجع ومحفز للطلاب”، وتابع في كلمته: “لن نبكيه اليوم، لكن نستحضر الرجل الذي كان نموذجا ومثالا؛ وكان صاحب نكتة بقدر جديته وصرامته”.
وبعدما عرج على مسار الرجل الطويل، تحدث مدير المعهد عن الشراكة التي تم إبرامها بين المؤسسة العمومية ومعهد الصحافة والاتصال الخاص بالدار البيضاء، الذي أسسه الراحل محمد طلال، قائلا: “فكرنا في شراكة مع هذه المؤسسة الخاصة التي أسسها الراحل، بالنظر إلى وجود تحديات كبيرة تواجه بلدنا؛ لذلك فالتوجه الوطني اليوم حول تقارب القطاع الخاص والعام، ما يجعل شراكتنا من أجل جعل مهنة الصحافة اخبار السعودية دورها النموذجي داخل المجتمع”.
من جهته، أكد مدير الأخبار بالقناة الثانية، حميد السعدني، أن الأجيال التي تتلمذت على يدي الراحل لا يمكنها نسيانه، فالرجل وفقه “لم يكن يكتفي بالجانب التقني، بل كان يستغل الفرصة ليشعرنا بأننا سنكون مسؤولين بممارسة الصحافة”.
وشدد السعدني في كلمته على أن محمد طلال “كان يربط الصحافة بالسياسة والانفتاح على المجتمع، لكن لم يكن السياسي الذي يستقطب”، وزاد: “لم نشعر يوما بأنه يستقطبنا للتيار الذي يؤمن به، وهذه قمة النزاهة الفكرية”.
وتحدث الدكتور الصافي الناصري عن مسار الراحل الحافل، الذي أكد أنه “كان يقوم بدور كبير في الدبلوماسية الموازية، ويشتغل في الظل بعيدا عن الضجيج”.
ولفت المتحدث نفسه إلى أن الملك الراحل الحسن الثاني كان قد استقبل محمد طلال بقصره في مراكش، “لكونه يعرف قيمة الرجل”، مسجلا أن الراحل، الذي ساهم في تأسيس صرح المعهد العالي بالرباط، “كان صلة وصل بين المغرب والعراق الذي كان يدعم المملكة بفضله”.
وجرى خلال اللقاء التكريمي توقيع كتاب “مسار حياة”، الذي يسرد فيه الكاتب والصحافي عبد العزيز بلبوداني مسار الراحل محمد طلال.
كما جرى توقيع اتفاقية شراكة تجمع بين مدير المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، عبد اللطيف بنصفية، والمعهد العالي للصحافة والاتصال، في شخص مديره أحمد طلال، نجل الراحل.
