خاص| مصري قرر العودة للوطن ففاجأه زلزال المغرب على سلم الطائرة

“تأتي أقدار الله بألطافه”.. هذا ما انطبق على قصة قد تبدو غريبة، بطلها مصري خمسيني نجا من زلزال المملكة المغربية دون ترتيب مسبق!

إنها ليلة الزلزال، يوم السبت، تبدو الأمور طبيعية في مطار محمد الخامس الدولي بالرباط، حركة الطيران ميسرة والحالة الجوية مستقرة، وبين وفود القادمين والمسافرين كان مجدي عمران أحد أبناء الجالية المصرية بالمملكة يرتب أوراقه للتحليق من الرباط للقاهرة في زيارة سريعة للوطن بعد قضاء 4 سنوات متواصلة في الغربة.

قبل نصف ساعة بالتقريب من وقوع الكارثة، دقت الساعة تمام الحادية عشرة ليلا في صالة الاستقبال، وكان عمران، 52 عاما، مسرعا لتسليم أوراق سفره، فقابل بمحض الصدفة لاعبي فريق كرة القدم “المصري البورسعيدي”الذي كان يستعد لإقامة معسكر إعداد موسم رياضي جديد في مراكش فالتقطت صورا تذكارية سريعة معهم في أجواء سادها اللطف.

ذهب الفريق إلى وجهته، وتوجه عمران لركوب الطائرة، وبينما كان يصعد السلم عند الساعة الحادية عشرة والنصف، ضرب زلزال بقوة 7 درجات ريختر المملكة، فوجد نفسه يهتز بقوة مع المسافرين الذين انتابتهم حالة من الذعر والصدمة، بينما لم يتعرض أي منهم للإيذاء.

يروى عمران تفاصيل ما بعد الصدمة قائلا: “كان شعور صعب أوي سلم الطائرة اهتز بينا واحنا طالعين، لكن ركبنا الطيارة وسافرنا ووصلت مصر الحمد لله”.

وأضاف في أول تصريحاته الخاصة لـ”الشروق” قائلا: “الغريب والعجيب في قصتي إني شغال ومستقر في كازا بالمغرب وبقالي 4 سنين منزلتش مصر خالص، واليوم اللي قررت أسافر فيه عشان أزور بلدي الزلزال فاجأني على سلم الطيارة، كأني نجوت منه، الحمد لله وسبحان الله في لطفه”.

يقول عمران، الذي عاد لمسكنه في حي مصر القديمة، إن المصريين لم يصابوا بسوء من الزلزال الذي خلف أكثر من 2000 قتيل ومصاب؛ نظرا لتركزهم في المدن الجديدة والأخرى التي كانت بعيدة عن مركز الهزة، ولبعدهم عن المدن الأثرية العتيقة أو الجبلية التي كانت أكثر المناطق تضررا وكارثية جراء الزلزال.

اقرأ أيضا:

خاص| من تازة والرشيدية والجديدة.. الشروق تتفقد أحوال المصريين في المغرب عقب الزلزال

* الجالية المصرية بخير ولا إصابات أو وفيات

في نفس السياق، تواصلت “الشروق” مع بعض المصريين المقيمين في مدن مختلفة غرب وشرق المملكة (الجديدة – تازة – الرشيدية)، للاطمئنان على سلامتهم، وجميعهم أكدوا عدم تعرضهم للإصابة أو الوفيات أو تعرض أبناء الجالية المصرية في محيطهم للأذى.

وفي وقت سابق، قالت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن المصريين في المغرب يتركزون في عدد من المدن تتصدرها الدار البيضاء باعتبارها العاصمة الاقتصادية وتتوافر بها فرص العمل، وفي طنجة حيث يوجد الميناء على البحر المتوسط، وفي الرباط والمدن المحيطة بها باعتبارها العاصمة السياسية، ويقيم عشرة أشخاص مصريين في مراكش تم الاطمئنان عليهم وجميعهم بخير حتى الآن، ولا توجد أى بلاغات عن ضحايا أو مصابين مصريين.

كما أوضح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية، أن السفارة المصرية فى الرباط شكلت خلية أزمة للتواصل مع الجمعيات والروابط الخاصة بأبناء الجالية المصرية فى مختلف المدن المغربية للاطمئنان على أوضاعهم.

وتتابع وزارة الهجرة، من خلال غرفة عمليات الوزارة، على مدار الساعة الموقف للاطمئنان على المصريين في المغرب.