اخبار الإمارات

خبيرة في الشأن الإيراني ترسم لـ24 سيناريو إحياء الاتفاق النووي


ما تزال المفاوضات بين إيران والقوى الغربية بشأن إحياء الاتفاق النووي “متعثرة” ولن تجد مسارها الصحيح من أجل الوصول إلى نقاط اتفاق تساهم في إعادة إحياء الاتفاق المتوقف منذ عام 2018.

ورغم تقديم إيران رد خطي على النص الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي وما تتضمن من مقترحات نهائية من قبلها، إلا أن هناك مقترحات لم تلق قبول الطرفين سواء الأمريكي أو الإيراني بشأن بنود الاتفاق والوصول إلى نتائج مرضية لمصالح الجميع.

الكل رابح في النهاية
ورسمت أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة البارزة في الشأن الإيراني الدكتورة هدى رؤوف ملامح سيناريو إحياء الاتفاق النووي، وقالت إن كل الأطراف في كل الأحوال والمجتمع الدولي أيضا يرى أن أفضل سيناريو للتعامل مع المسألة الإيرانية أن يتم استئناف الاتفاق النووي ويرجع الاشراف للوكالة الدولية على المفاعلات النووية الإيرانية، في الوقت التي تتحدث فيه إسرائيل أن الاتفاق شيء سيء بالنسبة لهم ولكن يعتبر ضمن سنياريوهات أخرى أسوأ ومتفقون على إن إعادة احياء الاتفاق هو الأفضل.

وأضافت رؤوف في حديث لـ24 أن هناك ممطالة من قبل إيران أو أمريكا حول إعادة إحياء الاتفاق، حيث يكون هناك مفاوضات ثم يحدث تراجع نتيجة المطالب الإيرانية رغم تنازل طهران عن بعض المطالب التي أعلنتها مثل رفع اسم الحرس الثوري من المنظمات الإرهابية الأجنبية ومازالت تطالب بضمانات حال الانسحاب من الاتفاق ولكن أكثر شرط متمسكة به إيران وتربطه بإحياء الاتفاق وهو الشرط الخاص بإغلاق التحقيقات للوكالة الذرية للطاقة فيما يتعلق بوجود آثار اليورانيوم في مواقع إيرانية وتريد اغلاق باب التحقيق على غرار عام 2015 حين تم اغلاقه من قبل إدارة أوباما ووقتها وتم الاتفاق على غلق التحقيق.

وأشارت أستاذة العلوم السياسية الدكتور هدى رؤوف أن ايران تريد تكرار السيناريو بخصوص المواقع النووية التي تم العثور عليها في 2018 ولكن أمريكا ترفض هذا المطلب، والأوروبيون اقترحوا أن يتم اغلاق باب التحقيقات وإيران تقدم إجابات مقنعة للوكالة الدولية وبالتالي إسرائيل ترفض ذلك والولايات المتحدة ترى أن الوكالة الدولية ليست طرفاً في الاتفاق واغلاق باب لتحقيقات سيكون له تأثير سلبي على مسألة التفتيش على البرامج النووية.

اتفاق غير جاد
وفيما يخص تعامل إيران مع المماطلة الجارية بشأن إحياء الاتفاق النووي، قالت الدكتورة هدى رؤوف إن إيران طوال الوقت رغم تشاؤم الغرب تحاول توحي للمجتمع الدولي أنها أوشكت على الاقتراب من الاتفاق وتعطيهم الأمل بأن الاتفاق سيتم ولأنه مرحب للطرفين ومفيد لإيران في الغاء العقوبات وبدء تصدير النفط، وفي الوقت نفسه سيكون الاتفاق مربح لأمريكا لتعويض النقص الروسي من الطاقة ومع الوقت القريبة سنرى نتائج ذلك.

وأشارت إلى أنه في كافة الأحوال إذا لم يتم استئناف الاتفاق نجد أن إيران لديها خطة باء لتهريب النفط وتبحث دائماً عن البدائل، وإسرائيل أيضاً لديها خطة باء لحماية نفسها وتحتفظ بحق التصرف فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

كما أكدت رؤوف أن الاتفاق حتى هذه اللحظة إذا تم إعادة إحيائه لن يكون ذو جدوى مثل عام 2015، والفكرة إن الاتفاق استمر بنفس بنوده وشروطه السابقة ولكن للمجتمع الدولي والولايات المتحدة هو الآلية الوحيدة للتعامل مع البرنامج النووي الإيراني.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، سنة 2018، بقرار من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أعادت واشنطن فرض عقوباتها على طهران، مما دفعها إلى خرق القيود النووية الواردة في الاتفاق وإحياء المخاوف الأمريكية وحتى العربية والإسرائيلية
من سعيها لامتلاك قنبلة ذرية. بينما تنفي إيران أي طموحات نووية.

وتسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لضمان عدم قيام أطراف معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بتحويل مواد نووية سرا، والتي تمكن من صنع سلاح نووي.

وتجري مجموعة 5+1 (وهي روسيا وبريطانيا وألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا) حاليا مفاوضات مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني بشكله 5+1الأصلي منذ أبريل (نيسان) من العام الماضي في فيينا.