مقالات

«عمرة» ودعوة «الشعراوي».. لهذه الأسباب اعتزلت شادية «دلوعة السينما»

رغم اعتزالها قبل وفاتها بـ30 عاماً تقريباً، إلا أن الفنانة شادية «دلوعة السينما المصرية» بقيت الصوت العذب والنجمة القريبة من قلوب جماهيرها، وكما كانت شادية تتميز بطلتها الخفيفة على الشاشة، وصوتها المبهج الذي كانت تشدو به، كذلك كانت سنوات اعتزالها عاشتها الفنانة المصرية في خفة وبساطة وحافظت على حب الجماهير لها رغم قرار اعتزالها في عز مجدها ونجاحها.

Picture from the 1950s shows popular Egyptian singer and actress Shadia, who after starring in 110 films and several musical plays since her debut in 1947, took the veil and gave up both singing and acting in the mid 1980s. Since then, Shadia, born in 1931 as Fatma Shaker, has only made a few public appearances on religious occasions.
AFP

بمناسبة عيد ميلادها الذي يوافق الثامن من فبراير، نرصد أسباب اعتزال “شادية” وكيف قضت 30 عاماً بعيدة عن الأضواء.

اعتزالها بعد “العمرة”

حافظت شادية على علاقاتها بالجميع، داخل الوسط وخارجه ورغم اختفائها وقرار ارتداء الحجاب، إلا أنها لم تسيء في أي تصريح لزميلاتها أو تتهمهن بالبعد عن الدين، وأعلنت أكثر من مرة أنها فخورة بتاريخها الفني.

وفى لقاء نادر بعد اعتزالها جمعها بالفنان محمد عبدالوهاب، تحدثت شادية عن أسباب اعتزالها وأكدت اعتزازها بفنها، وقالت إن الفن رسالة وعمل كبير وموهبة خلقها الله في الإنسان، وكانت اتخذت “شادية” قرار الاعتزال بعد أدائها العمرة، هناك قابلت الشيخ الشعراوى بالصدفة على باب المصعد وفرحت لرؤيته.

وطلبت منه أن يدعو لها بالتوبة والمغفرة، ثم سافرت إلى أمريكا لإجراء جراحة استئصال الثدي وعادت من رحلتها وقررت ألا تغني إلا الأغاني الدينية وقدمت عدداً من الأغاني بالتعاون مع الشاعرة “علية الجعار” كان من بينها أغنية “خد بإيدي” التي غنتها في آخر ظهور لها من بعدها فشلت “شادية” في حفظ أي أغنية حتى الدينية وقررت الاعتزال.

العمل الخيري

ركزت “شادية” كل جهودها بعد الاعتزال على الأعمال الخيرية، حتى قامت بهدم فيلتها الخاصة وتبرعت بنصف الأرض لإقامة مجمع خيري، والنصف الآخر من الأرض باعته وكانت تعيش من أرباحه، واختارت الإقامة في منزل صغير بجوار نجل شقيقتها حيث كان يرعاها، وكانت ترفض “شادية” الظهور الإعلامي أو الفني حتى تحظى بحياة هادئة، فيما كشف المقربون منها أنها كانت تتابع كل ما يكتب عنها وتغمرها سعادة بالغة عند قراءة مقال أو مشاهدة تقرير يمدحها.

الأيام الأخيرة

في آخر سنوات حياتها تدهورت حالتها الصحية وكانت تتلقى أدوية كثيرة، فكانت تستغرق في النوم لساعات طويلة ولا تستيقظ إلا للصلاة والطعام، ومن النوادر التي كشفها المقربون منها خلافاتها مع أسرتها بسبب الحلويات، فـ”الدلوعة” كانت عاشقة للحلويات وتطلبها باستمرار، ولكنها أُصيبت بمرض السكري مما كان يلزمها بتجنب الحلوى، لذا كانت تقوم بتخبئة قطع الحلوى بغرفتها لكي تتناولها سراً.

وكانت تقضي شادية أيامها في استقبال أصدقائها وأقاربها، في حياة هادئة وبسيطة عاشتها النجمة الكبيرة قبل وفاتها، لتبقى “شادية” الحاضرة رغم الغياب بفنها وصوتها العذب.