فنون

حوار| سميرة محسن: تكريمي من مهرجان المسرح الشبابي لم يتأخر وطبيعي أن يأتى بعد الأساتذة

• خالد النبوى ابنى البكر فنيًّا ويسير على نفس قيمى.. السقا والكدوانى وحلمى صنعة إيديا
• كل جيل يفرز وقته والجيل الحالى يجب أن يدرك أن التمثيل ليس مهنة لجمع المال فقط وإنما وعى عام للمجتمع

تحمل الدورة الثامنة من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى اسم الفنانة الدكتورة سميرة محسن، تكريما لها والتى شهدت ميلاد المهرجان، وكانت متواصلة مع جميع دوراته، وعلى الرغم من أنها ممثلة ومؤلفة ومنتجة فقد كان لها دور كبير فى التدريس الأكاديمى ودعمها للشباب، حيث شغلت رئيس قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحية.

وقدمت مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية مع كبار المؤلفين والمخرجين المسرحيين، منها عرض «وابور الطحين» تأليف نعمان عاشور وإخراج نجيب سرو،ر و«بستان الوهم» إخراج عبدالعليم، «خيال الظل» تأليف الدكتور رشاد رشدى واخراج منير التونى، بينما قدمت مع الدكتور نبيل الألفى مسرحية «شمشون ودليلة»، وقدمت أيضًا مع شيخ المخرجين حسن عبدالسلام مسرحية «الإنسان والظل» تأليف دكتور مصطفى محمود، كما قدمت مجموعة من الأعمال المسرحية مع الفنان والمخرج كرم مطاوع والمخرج جلال الشرقاوى وغيرهما من كبار المخرجين، «الشروق» التقت بها لتسألها عن رؤيتها للتكريم فى هذا الوقت ودورها نحو الشباب.

< كيف ترين التكريم فى هذا التوقيت من مهرجان شبابى وهل تأخر هذا التكريم كثيرًا؟

ــ لم يتأخر تمامًا، تم تكريمى من المعهد العالى للفنون المسرحية قبل ذلك، وكذلك تكريمى من أكاديمية الفنون ومن المهرجان القومى للمسرح، إلى جانب تكريمى من مهرجان السينما للأفلام التى أنتجتها، وأخيرًا تكريمى من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، كل تكريم منهم يأتى فى وقته.

من تم تكريمهم قبلى هم أساتذتى، مع حفظ الألقاب، كرم مطاوع وسعد أردش وجلال الشرقاوى، فكان من الطبيعى أن تكون لهم الأولوية، وتكريمى بعدهم تسلسل طبيعى للتكريمات.

وأعتقد أنه تم تكريمى لأننى قضيت عمرى كله للتدريس الشباب، هذه قيمة كبيرة لم أنتظر عنها تكريما ولم أتوقعه، فكل الشكر للقائمين على المهرجان لتكريمهم لى فى هذا التوقيت، على مجهوداتى كما يرون، واختيارهم جاء فى وقته جدًا.

< من ترينه من تلاميذك يمثل امتدادا لسميرة محسن؟

ــ خالد النبوى الابن البكر فى التخرج من تحت يدى، ويسير على نفس القيم، وهناك الكثير من تلامذتى الذين أفتخر بهم وأصبحوا نجوما ومنهم: أحمد السقا وماجد الكدوانى وأحمد حلمى ومجدى كامل وروجينا وسوسن بدر وكمال أبو رية وماجدة زكى وإلهام شاهين وحسن الرداد ومحمد رياض وطارق لطفى، جميعهم أبنائى، وهم يقدمون حركة فنية كبيرة، سواء تليفزيون أو سينما، جميعهم «صنعة إيدية وحياة عنية».

< كيف ترين مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى بعد 7 دورات، هل استطاع أن يصل لهدفه؟

ــ هناك تطور كبير يسير مع سُنّة الحياة، كان صغيرًا وأصبح كبيرًا، وهذا أفضل بكثير، وهم فى كل دورة يتقدمون أميالا وليس خطوات، دكتورة إنجى البستاوى مدير المهرجان من تلامذتى، وهى تسير على نهجى أكاديميًّا.

< أكثر ما يميز المهرجان من وجهة نظرك؟

ــ إن جميع القائمين عليه شباب، المشاركين من داخل وخارج مصر شباب، وهذا شىء مهم لأنه يمثل اسم المهرجان، أصبحنا نرى مهرجانات لا تنتمى لفكرتها ومحتواها بعيدة عن أساس فكرة إنشائها، ولكن هذا المهرجان من دورته الأولى وهم يرسخون فكرة أن الشباب هم الأساس وهم الحاضر والمستقبل.

< كيف ترين التجارب الشبابية فى الحركة المسرحية الآن؟

ــ أنا مؤمنة بالشباب طوال عمرى وخصوصًا أصحاب المواهب، المخرج سامح بسيونى وهو فى عامه الرابع فى المعهد العالى للفنون المسرحية، قدمت معه مونودراما على أحد مسارح الدولة، أعطيته اسمى ووجودى حتى أبرز اسمه كمخرج، وكذلك مؤمنة بشادى سرور كمخرج وممثل وأعلم قيمته جيدًا فهو تلميذى، وتجربته الأخيرة «قرب قرب» على الرغم من أننى لم أشاهدها، إلا أننى واثقة أنها كانت جيدة ومختلفة.

سعيدة بشدة أن مديرى المسارح شباب، فكرة إعطاء الريادة فى الإدارة للشباب، خطوة مهمة ومؤمنة بها وأتمنى تنفيذها على نطاق أكبر.

الحالة المسرحية من وجهة نظرى متوقفة بعض الوقت للظروف التى نعيشها، ولكن فى ظروف أخرى كنا بالتأكيد سنجد أعمالا مسرحية أخرى شبابية مختلفة.

كل مسرح من مسارح الدولة يقدم مسرحية واحدة تقريبًا فى السنة، لذلك إنتاج المسرحيات لم يعد كسابق عهده، ومع ذلك لفت نظرى المخرج محسن رزق، هو مخرج جيد ومختلف، له الآن عرض على المسرح القومى بطولة الفنانة داليا البحيرى، مسرحية «سيدتى أنا»، استطاع أن يقدم عرضًا قويًّا.

إن كان لدى مقاومة للمسرح كنت أحب أن أقدم عملًا من إخراج واحد ممن ذكرت أسماءهم، ولكن توقفت عن استهلاك القوى الباقية منّى، اتركها للمعهد، ولكن أكرر أن المخرجين الثلاثة الذين ذكرت أسماءهم (محسن رزق، سامح بسيونى، شادى سرور) مبدعون ومختلفون وأعلم أن مازال لديهم الكثير والكثير لم يقدموه بعد.

< ما الذى تنصحين به الشباب المقبلين على تجربة التمثيل والإخراج؟

ــ كل جيل يفرز وقته، بمعنى أن المبادئ التى علمتها لخالد النبوى وما بعده تختلف، الجيل الحالى يجب أن يدركوا أن التمثيل ليس مهنة لجمع المال فقط، وإنما وعى عام للمجتمع، من يعمل فى الفن يجب أن يدرك أنه لا يعمل من أجل الأموال فقط، وإنما الفن ثقافة عامة واجتماعية وسياسية واقتصادية فى يد الممثل والمؤلف والمخرج.

من يعمل من أجل تحقيق أهداف شخصية مادية عمره قصير، ويصبح فى الماضى، البلد يحتاج إلى رؤى واجتهاد لصالح الوطن والشعب، وهذا ما أعلمه للطلاب، اعمل لأنك قيمة ورسالة مهمة للمجتمع.

والثقافة أهم شىء، ويجب أن يكون مثقفًا ويعرف أهداف واحترام وأصول مهنته، وأن يدرك معنى هذه المفردات ويؤمن بها.