اخبار فلسطين

مقتل جندي إسرائيلي مع انتهاء العملية العسكرية الواسعة في جنين وانسحاب كل القوات من المدينة

قُتل جندي إسرائيلي بعد أن تعرض لإطلاق النار في مدينة جنين بالضفة الغربية مساء الثلاثاء، حيث بدأت القوات الإسرائيلية بالانسحاب من المنطقة، بعد نحو يومين من إطلاقها لعملية عسكرية واسعة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي، الذي نُشر اسمه يوم الأربعاء ويدعى الرقيب أول دافيد يهودا يتسحاق من وحدة النخبة “إغوز”، تلقى العلاج في مكان الحادث، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى في إسرائيل، حيث أُعلن عن وفاته.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيئل هغاري إن الضابط أصيب بينما كان يقوم بتأمين بداية انسحاب الجيش من جنين.

وأضاف أن الجيش يحقق في ما إذا كان ضابط الصف قد أصيب بنيران فلسطينية أو ما يسمى “بنيران صديقة” أطلقتها قوات إسرائيلية أخرى في المنطقة.

ومن المقرر دفن يتسحاق (23 عاما)، وهو من سكان مستوطنة بيت إيل بالضفة الغربية، في مقبرة جبل هرتسل العسكرية في القدس بعد ظهر الأربعاء.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في بيان إن “قلبي وأفكاري” مع عائلة يتسحاق.

ووقعت اشتباكات متفرقة أخرى بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية عند انسحاب الأخيرة ببطء من المدينة الواقعة بالضفة الغربية في وقت لاحق من مساء الثلاثاء. اكتمل الانسحاب خلال ساعات ما قبل فجر الأربعاء.

وقال هغاري إن القوات ستبقى في حالة تأهب في المنطقة رغم ذلك، “من أجل الاستعداد لكل ما يلزم”.

عربة مدرعة اسرائيلية في نهاية شارع مغلق في الضفة الغربية، 4 يوليو، 2023. (Jaafar ASHTIYEH / AFP)

بعيّد منتصف الليل، قال سكان في مخيم جنين إن الجيش غادر المنطقة وبدأ الناس في العودة إلى الشوارع.

وصف السكان العائدون الدمار الذي لحق بالطرق حيث تحولت المباني إلى أنقاض.

مع بدء الانسحاب، قال الجيش الإسرائيلي إنه شن غارة جوية على مسلحين فلسطينيين متمركزين في مقبرة على مشارف جنين، والذين “شكلوا تهديدا لقوات الأمن أثناء مغادرتها المخيم”.

وأفادت وسائل الإعلام الفلسطينية بسقوط عدد من الإصابات في الغارة، ولم تُعرف حالاتهم على الفور.

أطلقت إسرائيل عملية واسعة فجر الاثنين للقضاء على ما تقول إنه بؤرة للإرهاب في المدينة. ونفذ فلسطينيون من المنطقة عددا من الهجمات ضد إسرائيليين في السنوات الأخيرة، ويقول المراقبون إن السلطة الفلسطينية ليس لديها سيطرة تُذكر على الأرض.

ركزت عملية الجيش الإسرائيلي على الجناح المحلي لحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية المعروف باسم “كتيبة جنين”، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى أصغر في المدينة والمخيم.

وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 13 شخصا قتلوا، وأصيب ما لا يقل عن 100 آخرين، من بينهم 20 مدرجين في حالة خطيرة، خلال غارات جوية إسرائيلية واشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

وقال هغاري ان القوات الاسرائيلية قتلت 18 مسلحا فلسطينيا على الاقل.

جميع القتلى الفلسطينيين شاركوا في القتال، لكن هناك بعض غير المتورطين في القتال من بين الجرحى، بحسب الجيش الإسرائيلي.

#صور شهداء #مخيم_جنين حتى الساعة 6:53 من مساء اليوم.

١ الشهيد سميح أبو الوفا
٢ الشهيد حسام أبو ذيبة
٣ الشهيد أوس حنون
٤ الشهيد نور الدين مرشود
٥ الشهيد محمد الشامي
٦ الشهيد أحمد عامر
٧ الشهيد مجدي عرعراوي
٨ الشهيد علي الغول
٩ الشهيد مصطفى قاسم
١٠ الشهيد عدي… pic.twitter.com/Y6OmxpapkI

— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) July 4, 2023

شارك أكثر من 1000 جندي إسرائيلي في العملية، والتي بدت أنها الأكبر في الضفة الغربية منذ حوالي 20 عاما.

وقال رئيس بلدية جنين نضال العبيدي إن حوالي 4000 فلسطيني، أي ما يقرب من ثلث المخيم، فروا للإقامة مع أقاربهم أو في ملاجئ.

وقالت كفاح جعايصة، وهي من سكان المخيم، إن الجنود اقتحموا منزلها بالقوة وحبسوا الأسرة بداخله.

وقالت إن الجنود “أخذوا شباب عائلتي إلى الطابق العلوي، وتركوا النساء والأطفال محاصرين في الشقة في الطابق الأول”.

وزعمت أن الجنود لم يسمحوا لها بنقل الطعام إلى الأطفال ومنعوا طاقم سيارة إسعاف من دخول المنزل عندما طلبت المساعدة، قبل أن يسمحوا للأسرة في النهاية بالتوجه إلى المستشفى.

ونفى الجيش الإسرائيلي منع سيارات الإسعاف أو طواقم الطوارئ من ممارسة عملها.

وقال الجيش إنه منذ الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، استجوبت القوات أكثر من 300 فلسطيني مشتبه بهم، ولكن تم احتجاز 30 منهم فقط لمزيد من الاستجواب.

بدأت العملية العسكرية بعيّد الساعة الواحدة من فجر الاثنين بسلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف متعددة في المدينة، بما في ذلك غرفة حرب مشتركة لمختلف الجماعات المسلحة في المدينة.

خلال الحملة، قال الجيش الإسرائيلي، إن القوات عثرت على ما لا يقل عن ثمانية مواقع لتخزين الأسلحة، وستة مختبرات للمتفجرات مع مئات الأجهزة الجاهزة، وثلاث غرف حرب استخدمها مسلحون فلسطينيون لمراقبة القوات الإسرائيلية، وغيرها من “البنية التحتية للإرهاب” وقامت بهدمها. وأضاف الجيش الإسرائيلي إنه صادر أيضا 24 بندقية هجومية و 8 مسدسات وعشرات الرصاصات.

كما نفذت القوات حوالي 20 غارة بطائرات مسيرة ضد أهداف مختلفة في مخيم اللاجئين.

أنقاض في شوارع مدينة جنين بالضفة الغربية في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية واسعة، 4 يوليو، 2023. (Nasser Ishtayeh / Flash90)

داخليا، أشار الجيش إلى العملية بالاسم “بايت فاغان”، وهو ما يعني بترجمة حرفية “بيت وحديقة”، في إشارة إلى اسم جنين التوراتي، وقد استخدم نتنياهو المصطلح أيضا. لكن وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أصرت على أن العملية ليس لها اسم رسمي.

وبدا أن الجيش يحاول التقليل من حجم العملية من خلال عدم منحها اسم. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هغاري وصفها بأنها “هجوم على مستوى لواء”.

لأسابيع كانت هناك تكهنات حول عملية عسكرية إسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية، بعد سلسلة من هجمات إطلاق النار والمقاومة الشديدة لعمليات الجيش الإسرائيلي في المدن الفلسطينية.

لطالما اعتبر الجيش الإسرائيلي شمال الضفة الغربية، وخاصة مدينة جنين ومحيطها، “بؤرا للإرهاب”، أبرزتها سلسلة من الهجمات في أوائل عام 2022 والتي نفذ العديد منها مسلحون من سكان المنطقة.

بحسب الجيش الإسرائيلي، منذ العام الماضي، نفذ سكان من المنطقة حوالي 50 هجوم إطلاق نار، وفر 19 فلسطينيا مطلوبا إلى جنين لالتماس اللجوء هناك من القوات الإسرائيلية.

تصاعدت التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية على مدار العام ونصف العام الأخيرين، حيث شن الجيش عمليات ليلية شبه يومية وسط سلسلة من الهجمات الفلسطينية.

منذ بداية هذا العام، قتلت الهجمات الفلسطينية في إسرائيل والضفة الغربية 24 شخصا.

وفقا لحصيلة جمعها “تايمز أوف إسرائيل”، قُتل ما لا يقل عن 147 فلسطينيا من الضفة الغربية خلال تلك الفترة، معظمهم أثناء تنفيذ هجمات أو خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، لكن بعضهم كان من المدنيين غير المتورطين في القتال والبعض الآخر قُتل في ظروف غامضة.

ساهم في هذا التقرير طاقم تايمز أوف إسرائيل.