الجيش الإسرائيلي ينشئ مستشفى ميدانيا في تركيا؛ وفريق البحث والإنقاذ الإسرائيلي يبدأ العمل

غادر وفد من القوات الطبية واللوجستية التابعة للجيش الإسرائيلي متوجها إلى تركيا صباح الأربعاء لإنشاء مستشفى ميداني لعلاج المصابين في زلزال مدمر وهزات ارتدادية أصغر أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي.

كانت الاستعدادات جارية يوم الثلاثاء، وقال الجيش الإسرائيلي إن الوفد سيتألف من حوالي 230 شخصا، بما في ذلك خبراء بحث وإنقاذ ومسعفون عسكريون وأطباء  وممرضات ومسعفون من وزارة الصحة.

هبطت طائرة نقلت فريقا أوليا في تركيا في وقت مبكر من صباح الأربعاء لاستكشاف المنطقة وتحديد مكان إنشاء المستشفى الميداني.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن “الوفد سينشئ مستشفى ميدانيا ويركز على توفير العلاج الطبي باستخدام معدات متطورة يتم جلبها من إسرائيل”.

بالإضافة إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن الوفد سيساعد فرق البحث والإنقاذ التابعة لقيادة الجبهة الداخلية، والتي بدأت العمل في جنوب شرق تركيا مساء الثلاثاء.

أرسل الجيش الإسرائيلي وفدا أوليا مساء الإثنين، تلاه وفدا أكبر قوامه 150 شخصا فجر الثلاثاء.

وبحسب تقارير، تأخر وفد البحث والإنقاذ الذي غادر فجر الثلاثاء عدة ساعات بسبب ظروف الطقس الشتوية القاسية وحركة المرور، قبل أن يبدأ عملياته.

ليل الثلاثاء، تمكنت فرق قيادة الجبهة الداخلية من إنقاذ شابة وصبي كانا عالقين تحت الأنقاض في منطقتين منفصلتين في كهرمان مرعش.

وقال الميجر (احتياط) متان شنايدر، قائد إحدى الفرق، “كنا في طريقنا إلى موقع متضرر، عندما تم استدعاؤنا من قبل سكان محليين قالوا لنا إنهم سمعوا أصواتا قادمة من تحت الأنقاض… وقمنا بإنقاذ شابة تبلغ من العمر 23 عاما في صحة جيدة عانت فقط من كسر في الحوض”.

على رأس وفد المستشفى الميداني قائد لواء البحث والإنقاذ بقيادة الجبهة الداخلية العقيد إلعاد إدري.

وقاد الاستعدادات نائب قائد الفيلق الطبي، العقيد الدكتور تومر كولر، الذي سيكون أيضا على الأرض لإدارة المستشفى.

في بيان مصور، تطرق قائد الفيلق الطبي في الجيش الإسرائيلي، البريغادر جنرال دكتور إيلون غلاسبرغ، إلى قرار إرسال مستشفى ميداني “وسط الكارثة الكبرى في تركيا”.

قال غلاسبرغ “هذه ساعة صعبة للأمة التركية، ونحن فخورون بقدرتنا على القدوم وتقديم المساعدة”.

وتابع قائلا “القدرة على إرسال مستشفى إلى بلد آخر هي قدرة فريدة. قلة من البلدان قادرة على القيام بمثل هذا الشيء ونحن فخورون بأن نكون من يأتي ويقدم يد العون”.

وأضاف “لقد فعلنا ذلك في الماضي، وسنفعل ذلك هذه المرة، وسنفعل ذلك كما هو الحال دائما، باحتراف، من إحساس بالمسؤولية ، وبشعور بالفخر… سنجلب الفخر لدولة إسرائيل”.

أطلق الجيش على عملية الإغاثة اسم “أغصان الزيتون”.

يتم إرسال قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي بانتظام حول العالم للمساعدة في الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل وحرائق الغابات والفيضانات وانهيارات المباني.

كما يتم إرسال المستشفى العسكري الإسرائيلي الميداني بانتظام إلى مناطق الكوارث لتقديم الإغاثة الإنسانية.

كما توجهت عدة وفود طبية إسرائيلية من منظمات الطوارئ إلى تركيا لمساعدة السلطات المحلية في علاج ضحايا الزلزال.

وتدرس وزارة الخارجية ارسال طائرة إضافية إلى تركيا تحتوي على مواد إنسانية وأدوية.

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين إن إسرائيل تعتزم أيضا ارسال مساعدات إلى سوريا، بما في ذلك الخيام والأدوية والبطانيات.

لكن مصادر سورية نفت بشدة طلب المساعدة من إسرائيل، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف للصحفيين إن الجيش لا يشارك في مساعدة محتملة لسوريا.

تعتبر إسرائيل سوريا دولة معادية، وليس بين البلدين علاقات دبلوماسية. ومع ذلك، خلال الحرب الأهلية الدامية في الدولة المجاورة، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية إنسانية ضخمة لمساعدة المدنيين السوريين.

وبلغت حصيلة قتلى الزلزال حتى وقت متأخر من ليل الثلاثاء ما لا يقل عن 7100 شخص في كل من تركيا وسوريا.

ويُعتقد أن المئات لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، حيث قام عمال الإنقاذ بالبحث تحت الأنقاض في المدن والبلدات في جميع أنحاء المنطقة.