اخر الاخبار

توقيف 322 شخصاً على خلفية أحداث الشغب الأحد

كييف تتهم شركاء بالمماطلة في تدريب الأوكرانيين على «إف – 16» وتطالب بمزيد من الأسلحة

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت «بعض» الشركاء الغربيين بالمماطلة في ما يتعلق بمشاريع تدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات «إف – 16» التي وعدوا بتزويدهم بها، في حين طالب رئيس أركانه الجنرال فاليري زالوغني الغرب بإمداد قواته بمزيد من الأسلحة، محذّراً من أنّ عدم حصولها على مقاتلات وقذائف مدفعية يعرقل خططها للمضيّ قدماً في هجومها المضادّ، مضيفاً «هذه ليست مسرحية يتفرج العالم بأسره عليها ويراهن عليها. كلّ يوم، يتم انتزاع كل متر بالدماء».

«إف – 16» أميركية تقلع في ختام مناورة جوية شارك فيها 25 دولة بألمانيا في 23 يونيو الماضي (أ.ف.ب)

وتساءل زيلينسكي مخاطباً الدول الغربية، وكان يقف إلى جانبه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، «هل لديهم فكرة عن موعد إمكان حصول أوكرانيا على (مقاتلات) (إف – 16)؟». وأضاف، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية: «ليس هناك جدول زمني لمهمات التدريب. أعتقد أن بعض الشركاء يماطلون. لماذا يفعلون ذلك؟ لا أعلم».

بدوره، قال سانشيز السبت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي في كييف: «سنواصل دعم الشعب الأوكراني حتى عودة السلام إلى أوروبا». وكان سانشيز قد أعلن عن هذه الزيارة خلال قمة للاتحاد الأوروبي الخميس قائلاً: إن الهدف هو إظهار «الدعم الثابت» للاتحاد الأوروبي لكييف التي تتصدى للغزو الروسي. وقال: «وجودي في اليوم الأول من هذه الرئاسة (التي تستمر) ستة أشهر (…) يثبت التزاماً سياسياً واضحاً وراسخاً من جانب مؤسسات» التكتل اتجاه أوكرانيا.

رئيس الوزراء الإسباني يلقي كلمة أمام البرلمان الأوكراني في كييف اليوم (أ.ف.ب)

وقال رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوغني، الجمعة، لصحيفة «واشنطن بوست»: إنّه يشعر بالامتعاض حيال بطء إيصال الأسلحة التي وعد الغرب أوكرانيا بها. وأضاف: «يزعجني» أنّ البعض في الغرب يشتكون من بطء بدء وسير الهجوم المضادّ المنتظر منذ مدة طويلة ضد قوات الاحتلال الروسية في جنوب البلاد.

وذكّر بأن حلفاء بلاده لا يمكن أن يطلقوا هجوماً من دون ضمان تفوقهم الجوي، لكن أوكرانيا ما زالت بانتظار مقاتلات «إف – 16» التي وُعدت بها. وقال: «لا أحتاج إلى 120 طائرة. لن أهدّد العالم بأسره. يكفي عدد محدود جداً». وتابع، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية: «لكن هناك حاجة إليها لعدم وجود طريقة أخرى؛ إذ إنّ العدو يستخدم جيلاً مختلفاً من الطائرات» يتفوّق على تلك التي يمتلكها سلاح الجو الأوكراني حالياً.

القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني (رويترز)

واشتكى أيضاً من أن قذائف المدفعية التي تملكها بلاده أقلّ بكثير من تلك التي تستخدمها روسيا في الحرب. وذكّر زالوجني بأنّه على اتصال دائم مع شركاء بلاده الغربيين الذين يطلعهم على احتياجاتها، مثل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي. لكن لا يمكن لميلي وحده اتخاذ القرار في هذا الشأن، بحسب زالوغني.

وقال: إن الأمر محصور بمسألة اتخاذ قرار، لكن «إلى حين اتخاذ هذا القرار، يموت كثير من الناس كل يوم… فقط لأن القرار لم يُتخذ بعد».

رئيس الأركان الأميركي مارك ميلي للصحافة الجمعة «نحن نقدّم لهم كل مساعدة ممكنة» (أ.ف.ب)

وردّاً على تصريح نظيره الأوكراني، قال رئيس الأركان الأميركي للصحافة الجمعة: «نحن نقدّم لهم كلّ مساعدة ممكنة». وأوضح الجنرال ميلي أنّ تزويد القوات الأوكرانية مقاتلات «إف – 16» أو صواريخ تكتيكية من نوع «أتاكمس» هو موضوع «مطروح على طاولة البحث، لكن أيّ قرار لم يُتّخذ في شأنه حتى الآن». وأضاف أنّ الهجوم الأوكراني المضادّ «يسير بأبطأ ممّا كنّا نتوقّع»، لكن «هكذا هي الحرب. هذا الأمر لا يفاجئ أحداً البتّة». غير أنّ الجنرال ميلي نوّه مع ذلك إلى أنّ الجيش الأوكراني «يحرز تقدّماً مستمراً»؛ إذ إنّه «يتقدّم 500 متر أو ألف متر أو ألفي متر يومياً».

قوات أوكرانية قريباً من خط المواجهة في باخموت (أ.ب)

ذكرت المخابرات البريطانية أن الجيش الأوكراني سيطر على رأس جسر، في الضفة الشرقية التي تحتلها روسيا من نهر «دنيبرو»، في جنوب أوكرانيا. وفي الاستراتيجية العسكرية، يشير رأس الجسر، بين أشياء أخرى، إلى منطقة، على الأرض، في الجانب، الذي يسيطر عليه العدو، من نهر، والتي إذا تم الاستيلاء عليها بنجاح، يمكن أن تؤمّن معقلاً لمزيد من التقدم.

ومنذ نحو أسبوع، ينقل الأوكرانيون قواتهم نحو الضفة الشرقية من النهر، بالقرب من جسر «أنتونيفكا» المدمر، بالقرب من مدينة «خيرسون»، طبقاً لما ذكرته وزارة الدفاع البريطانية، في تحديثها اليومي حول الحرب اليوم السبت.

قوات أوكرانية قريباً من خط المواجهة في باخموت (أ.ب)

وتكافح مدينة «خيرسون»، وهي عاصمة منطقة تحمل الاسم نفسه، منذ أسبوع تحت هجمات روسية مستمرة، في أعقاب فيضانات ناجمة عن حدوث فجوة في سد «كاخوفكا» المجاور في السادس من يونيو (حزيران) الماضي. وذكر تقرير الاستخبارات البريطانية، أن «القتال حول رأس الجسر يكاد يكون معقداً بسبب الفيضانات والدمار والطمي المتبقي من انهيار سد كاخوفكا».

ووصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاصمة الأوكرانية كييف لإجراء محادثات مع الرئيس زيلينسكي اليوم السبت، في اليوم الأول لتولي مدريد الرئاسة التناوبية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر. وكتب سانشيز في منشور على «تويتر» صباح اليوم السبت، الذي اشتمل على صور لوصوله محطة القطارات في كييف: «أردت أن يبدأ الإجراء الأول للرئاسة الإسبانية للاتحاد الأوروبي مع (فولوديمير) زيلينسكي». وقال رئيس الوزراء الإسباني: إن الهدف من رحلته هو إرسال رسالة لأوكرانيا باستمرار التضامن الأوروبي مع الدولة التي تعرضت للغزو. وأكد سانشيز أن الاتحاد الأوروبي سوف يواصل دعم الشعب الأوكراني حتى يعود السلام لأوروبا.

رئيس الوزراء الإسباني أمام البرلمان الأوكراني في كييف اليوم (إ.ب.أ)

وتسلمت إسبانيا الرئاسة التناوبية للاتحاد الأوروبي من السويد في الأول من يوليو (تموز) وسوف ترأس التكتل للأشهر الستة المقبلة، بما في ذلك خلال الفترة السابقة على الانتخابات الأوروبية المقررة العام المقبل. وفي وقت سابق السبت، أكد إعلان مشترك صدر إثر لقاء بين زيلينسكي وسانشيز أن ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيكون ضمن أولويات الرئاسة الإسبانية الدورية للتكتل. وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: إن كييف تحارب التحيزات وسوء الفهم المستمر منذ فترة طويلة بشأن عواقب انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)،

وانتقد المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لرفضها طلب الانضمام قبل 15 عاماً. وقال كوليبا في مقابلة مشتركة مع صحيفة «بوليتكو» الأميركية وصحيفتي «بيلد» و«دي فيلت» الألمانيتين: إن عضوية «الناتو» لن تؤدي إلى حرب أخرى أو حرب أكبر مع روسيا.

وقال كوليبا: إن حصول أوكرانيا على عضوية حلف «الناتو» ستكون «الطريق إلى السلام»؛ لأن روسيا لن تجرؤ على مهاجمة أوكرانيا بمجرد أن تصبح عضوا في الحلف الدفاعي الغربي.

وتعهد كوليبا بأن تقوم أوكرانيا عندئذ بإعفاء حلف «الناتو» من الدفاع عن جبهته الشرقية «سنتحمل نحن هذا العبء».

ووفقاً لكوليبا، لا تتوقع أوكرانيا الانضمام إلى الحلف في ظل استمرار الحرب «ولكن بعد الحرب، عدم قبول أوروبا لأوكرانيا عضواً في (الناتو) سيكون انتحاراً بالنسبة لأوروبا».

وأضاف أن الطريقة الوحيدة لإغلاق الباب أمام العدوان الروسي ضد أوروبا هي قبول أوكرانيا عضواً.

وفي ضوء قمة «الناتو» المقبلة في ليتوانيا بعد أسبوعين، حذر كوليبا الحكومة الألمانية من عرقلة مسار بلاده للانضمام للحلف. وطالب برلين بعدم تكرار «خطأ المستشارة الألمانية ميركل في بوخارست عام 2008 عندما رفضت بشدة أي تقدم لأوكرانيا من أجل الحصول على عضوية (الناتو)».