فنون

حكايات من دفتر حوارات إسماعيل عبدالحافظ (2).. رفض العمل في الجامعة وانشغل بالتلفزيون فقط


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الجمعة 24 مارس 2023 – 3:21 م
| آخر تحديث:
الجمعة 24 مارس 2023 – 3:21 م

على مدار سنوات من العطاء الفني، استطاع إسماعيل عبدالحافظ أن يحفر اسماً بارزاً في عالم الدراما المصرية، عشرات الأعمال التي قدمها في موسم دراما رمضان وخارجه، وبالتعاون مع أسامة أنور عكاشة وغيره من المؤلفين، وترك بصمةً واضحة المعالم بأعمال لم تنس ومازال الحديث عنها متناثر على منصات التواصل الاجتماعي، الوسية وليالي الحلمية بأجزاءه، والشهد والدموع، وخالتي صفية والدير، والعائلة وجمهورية زفتى وامرأة من زمن الحب وكناريا وشركاه والأصدقاء وعفاريت السيالة، وغيرها من المسلسلات التلفزيونية المحفورة في الذاكرة الجمعية للكثيرين.

ولد المخرج إسماعيل عبد الحافظ في مارس عام 1941 بمحافظة كفر الشيخ، حصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963، عمل مساعد مخرج بالتلفزيون من 1964-1969 في أقسام مراقبة الأطفال ثم التمثيليات، ثم مخرج دراما ثم مخرج أول 1970 حيث أخرج أعول أعماله ” الناس والفلوس” لتنطلق رحلته مع الدراما التلفزيونية، وعلى مدار عدد من الحلقات المختلفة نتعرف عن قرب على الراحل من خلال كتاب “مخرج الشعب” تأليف الدكتور سامح مهران، ومن إصدارات الهيئة العامة للكتاب وأكاديمية الفنون المصرية.

وفي حلقة اليوم، نتحدث عن حلم التلفزيون في حياة عبدالحافظ، فهو ابن قرية من قرى محافظة كفر الشيخ لم يكن يمتلك جهاز التلفزيون ولكن سُحر به منذ الصغر، وافتتن بالتفكير فيه؛ لذلك اختار كثير من المعارك للوصول إليه والاستمرار رغم المتاعب.

في بداية حياته المهنية وبعد تفوق في قسم اللغات الشرقية بجامعة عين شمس، قرر أن يترك كل هذا ويتوجه للعمل في التلفزيون، حيث قال: “تخرجت من الكلية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف وكنت الأول على دفعتي ولكن رفضت العمل كمعيد، فمنذ يوليو سنة 1960 عندما افتتح التلفزيون المصري وكان جيلنا مبهورا بهذا الجهاز الذي يبث إرساله بالميادين والشوارع عندما كان أغلب المصريين لا يملكون هذا الجهاز وأنا واحد منهم فقد كنت أنزل إلى الميادين لمشاهدة التلفزيون وكنت أحلم بالتواجد داخل هذا الجهاز”.

وبالفعل استطاع تحويل الحلم إلى حقيقة، وبدأ العمل عن طريق ديوان الموظفين حيث كان الخريج يتم تعيينه حينها بعد 3 شهور من تخرجه وهذا ما حدث فقد تم تعيينه في 16 ديسمبر 1963 بلا واسطة أو محسوبية على حد قوله، وبدأ كمساعد مخرج في برامج الأطفال.

رغم تحقيق الحلم إلا أن الصعوبات لا تنتهي، والتي تمثلت في جهاز الرقابة الذي أدى في كثير للمشاكل لعبدالحافظ، كما ذكرنا في حلقة سابقة أنه وقف عن العمل ما يقرب من 10 سنوات، بسبب سهرات تلفزيونية قدمها، ولكنه استمر وواجه، “إصرار وطول نفس وهدف كل هذه الأمور ساعدتني على السعي رغم المعوقات، وكل جملة في حوار داخل مسلسل تمثل قطرة دم من جسدي، وقد تم إيقاف أحد أعمالي ومنع تصويره من قبل أجهزة الأمن وخسرت الشركة المنتجة الجلد والسقط وهذه الذكريات تمثل لي مرارة أحملها في نفسي رغم إصراري على السير، وبالفعل استمر السير وتعرض كل جزء من أجزاء ليالي الحلمية لمشكلة رقابية ولكننا كنا نتجاوزها وكذلك مسلسل الوسية وقهوة المواردي التي تم الحجز عليها لمدة 3 سنوات لأن كم السياسة التي بها كان يقلق الرقابة”.

وقال أيضاً: “كل هذه الأمور لم تجعلني أنزوي إطلاقاً بل إن إصراري زاد وحماسي للعمل الجيد والهادف استمر ولكن من خلال القطاع الخاص الذي وجدت فيه رئة جديدة أتنفس من خلالها الفن الذي أعشقه”.

وحب التلفزيون بلغ عند عبدالحافظ حد أنه كان يرفض إخراج سيناريوهات لشاشة السينما، ويركز في التلفزيون فقط، وكان يقول دائماً أن تركيزه ينصب نحو التلفزيون وهو هدفه الأول وربما يقبل أعمال في السينما فيما بعد، ولكنه على مدار تاريخه بأكمله لم يقدم سوى مسلسلات وسهرات تلفزيونية.