هل ستأخذ أجهزة الكمبيوتر المحمولة للألعاب مكان المنصات المحمولة؟

عندما تم إطلاق جهاز Steam Deck وتبعه أجهزة كثيرة مثل ROG Ally وAya Neo 2، بدأ الكثير من المستخدمين والجماهير بالمقارنة بين هذه الأجهزة وما قدمته Nintendo مع جهاز Switch وما قدمته Sony في الماضي مع أجهزة PlayStation Vita وPlayStation Portable، والتي تركت جميعها بصمتها في عالم الألعاب.

لكن هل هذه المقارنة عادلة؟ في الواقع ليست عادلة، أو بالأصح ليست صحيحة. هناك بعض المفاهيم التي يجب أن نوضحها قبل أن ندخل في هذا النقاش الذي وضع فئة الـ “PC جيمرز” ضد عشاق أجهزة الكونسول من فئة الأجهزة المحمولة.

أجهزة الكمبيوتر المحمولة تلك ما هي إلا..أجهزة كمبيوتر

دعنا نأخذ جهاز Steam Deck في جولة تشريحية سريعة لكي نبثت لك أنه مجرد جهاز كمبيوتر مجمع. تحدثنا عنه بشكلٍ أوسع في هذه المقالة، ولكن دعونا نأخذ المواصفات معنا في جولة:

• معالج: AMD Zen 2 بأربع أنوية وثمان خيوط للمعالجة مع شريحة رسومية مدمجة بمعمارية RDNA 2.
• وحدة تخزين: بسعة تصل إلى 512 جيجابايت من الـ PCIe 3.0 SSD.
• رامات: سعة 16 جيجابايت من الـ LPDDR5.
• الشاشة: بدقة 800p من نوع IPS بمعدل تحديث 60 هرتز.

هذه المواصفات قد تكون مواصفات لاب توب أو جهاز كمبيوتر “عادي” لكنها بحجمٍ أصغر على تصميمٍ مختلف. ما يثبت نظرية أن الجهاز ما هو إلا كمبيوتر هو أنه يعمل بنظام SteamOS المبني على نظام تشغيل Linux، بل ويمكنك أن تضع عليه أي نظام آخر إن كنت تريد لأن الجهاز بمعالجه وقطعه مصممة للتعامل كجهاز كمبيوتر طبيعي.

أما بالنسبة لأجهزة الكونسول…

تظل أجهزة كونسول. أجهزة Nintendo Switch وPlayStation Vita/Portable تظل أجهزة تعمل بعتادٍ محدد يقوم بتشغيل النظام الخاص بالجهاز وبنظامه فقط لا غير. هذه الأجهزة صممت بنظام تشغيل مشابه لأنظمة UNIX، والتي تقدم بدورها بيئة تشغيل ثابتة وأمنة لمستخدمها.

لكن هذه البيئة مصممة لوظيفة محددة في نطاق هذه الأجهزة، وهذه الوظيفة هي تشغيل هذه الألعاب فقط لا غير مع بعض الخيارات التي تقدمها المنصات مع مرور الوقت، مثل تشغيل التطبيقات مثل YouTube وما شابهها من تطبيقات من السهل أن تجدها على أي جهاز.

تشغيل الألعاب على هذه الأجهزة مرتبطٌ فقط بالألعاب المرخصة من خلال متجرها، وليكن PlayStation Store، ولا يتم تشغيل الألعاب من خلال أي طرف ثاني. على عكس أجهزة الكمبيوتر المحمولة تلك، لا يمكن للجهاز تشغيل متاجر مثل Epic Games أو Steam أو حتى الألعاب الـ Portable من GOG.

الأجهزة المحمولة تعامل معاملة أجهزة مكملة للكمبيوتر

هذه نقطة أخرى. الكثير من الناس يشعرون وكأن هذه الأجهزة بالفعل هي أجهزة مكملة لأجهزة الكمبيوتر. أنت تأخذ مكتبة الألعاب الخاصة بك بشكلٍ محمول، ومكتبة الألعاب تلك أنت بالفعل بنيتها على الكمبيوتر الخاص بك من قبل والذي قد لا تستطيع الوصول إليه بشكلٍ دائم.

حتى المادة الدعائية الخاصة بـ Steam Deck تقول:

• “عندما تفتح حسابك من Steam Deck، مكتبة Steam الخاصة بك ستظهر لك. سترى تقييم توافق كل لعبة [مع المنصة] لكي تعرف مدى جودة اللعب التي تتوقعها لها. يمكنك أن تنقي الألعاب بتقييم التوافق إن كنت تبحث عن التجربة الأفضل لك.”
• فكر في الأمر. هل كنت لتفكر في جهاز مصمم من أجل ألعاب الكمبيوتر على جهازٍ صغير إلا لو كنت في مهتماً بالكمبيوتر من الأساس؟ في الأغلب ستكون الإجابة لا، وهذا لأنك تعرف الألعاب المتواجدة على المنصة ومقتنعٌ بها.
• لكن فوارق الأداء على هذه المنصات تجعلك تفكر في شرائها من أجل لعب الألعاب الخفيفة. هذه الأجهزة لا تعطيك أكثر من ساعتين بأداءٍ كامل تقريباً بدون الشاحن، مما لا يجعلها الخيار الأمثل بالنسبة لمن يريد اللعب طويلاً على منصة محمولة. على صعيدٍ آخر، منصة مثل Switch ستستطيع اللعب عليها لخمس ساعات ونصف مع الألعاب الثقيلة، وقد تلعب لما يصل إلى 9 ساعات مع الإعدادات المناسبة.
• لنلخص كل هذا، الساعات التي تقضيها خارج المنزل أو أثناء السفر يمكنك أن تستغل فيها Steam Deck، وستلعب الألعاب الأخف في معظم الأحوال لكي تحافظ على البطارية.

جزئية الألعاب يهمنا التركيز عليها

هذه الجزئية ليست لقسم الهاردوير الذي ينشر هذه المقالة، ولكن الكل يعرف أن فارق الألعاب هو المهم في جميع الأحوال. ألعابٌ مثل Assassin’s Creed أو Cyberpunk 2077 لم تصنع من أجل هذه الأجهزة، وحتى عندما تعمل عليها ستعمل لفترةٍ قصيرة مقارنةً بألعابٍ أخرى.

 

لو فكرت في الحصول على Steam Deck أو ما شابهه من أجهزة وأنت لا تملك جهاز كمبيوتر بمكتبة ألعاب جيدة على منصة Steam أو غيرها، فأنت لن تحب التجربة بنفس الشكل لأنك ستقارنها دائماً بما تقدمه الأجهزة المنزلية لأنه يشغل نفس الألعاب في جميع الأحوال، وستجد أن الألعاب الخفيفة التي قد لا تروق لك ستكون أنسب للتجربة التي تتوقعها من جهازٍ صغير.

على صعيدٍ آخر..

هناك أجهزة Nintendo Switch فقط في المنافسة الآن. لا وجود لجهاز من PlayStation ولا وجود لجهاز من Microsoft، والأجهزة المعلن عنها هي أجهزة بث ألعاب وليست أجهزة للعب الألعاب مباشرةً من خلال الجهاز. هذه هي النقطة التي ترجح كفة أجهزة الكمبيوتر تلك.

ألعاب Nintendo Switch ليست الألعاب التي يهتم بها الجميع. هناك الكثير من العناوين المتاحة للحاسب وليست متاحة للـ Switch، وبما أنه لا يوجد منصة أخرى تشغل هذه الألعاب محمولة في الخارج عدا أجهزة الكمبيوتر تلك، فهذه نقطة البيع الهامة التي تمتلكها.

لن نقول أنها ستبيع الملايين من الوحدات، لكن هذه الحالة النادرة التي نراها حالياً هي نتاج التركيز على المنصات المنزلية من Microsoft وSony ووجود منافس واحد بألعابٍ لا تروق للكل، وضف على هذا أنه من النادر أن تجد الألعاب بسعرٍ رخيص على منصة Nintendo eShop، ولكنها ستكون أرخص بكثير في الحسومات المستمرة على منصة Steam.

ملخص كل هذا..

الفكرة رائعة. أن ترى هذه الأجهزة في السوق حالياً بهذه القوة أمرٌ رائع لعشاق أجهزة الكمبيوتر ومن يريد بعض الألعاب الخفيفة لأطول فترة ممكنة على البطارية، خصوصاً من لا يروق لهم ألعاب Nintendo ولا يحبون العناوين مثل Zelda أو Super Mario.

لكنها تظل هنا بهذه القوة لغياب المنافسة من المنصات الالأخري وحتى إن قررت Sony أو Microsoft إطلاق أجهزة جديدة، فالألعاب المصممة لها لن تكون نفس الألعاب التي نراها على المنصات المنزلية وستحصل على نسخ خاصة بها في الأغلب.
 

مما يعني أن المقارنة غير صحيحة، لأنك في النهاية تقارن بين كمبيوتر ومنصة ألعاب بحصرياتها، نظامها وتجربتها الخاصة.