منوعات

قرارات منع جديدة.. مسؤولة أممية تدعو طالبان إلى إعادة جميع الحقوق والحريات للمرأة

منعت حركة طالبان النساء من دخول المنتزهات والصالات الرياضية في كابول، متهمة إياهن بخرق الشريعة الإسلامية في العاصمة، وقال متحدث باسم وزارة منع الرذيلة ونشر الفضيلة، إن الأفغان الذين يديرون حدائق المدينة وصالات الألعاب الرياضية والمعارض صدرت لهم أوامر بإبعاد النساء، بما في ذلك أولئك الذين يرافقهم ذكور.

وكانت طالبان تطبق قواعد الفصل بين الجنسين، التي منحت النساء حق دخول الحدائق العامة لمدة 3 أيام في الأسبوع، بينما سمح للرجال بالزيارة في الأيام الـ4 المتبقية، قبل صدور القرار الأخير بالمنع نهائيا، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية .

وقالت مُمثلة الأمم المتحدة في أفغانستان، أليسون دافديان، إن “ما حدث مثال آخر على محو طالبان المستمر والمنهجي للنساء من الحياة العامة. ندعو طالبان إلى إعادة جميع الحقوق والحريات للمرأة والفتيات”.

وفي هذا الصدد، قالت هند الحناوي، محاضر أول بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة “نوتنجهام ترنت” البريطانية، إنه في الـ50 عاما الماضية -بدءا من احتلال القوات السوفيتية والقوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، وحتى استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021- غالبًا ما تم استغلال حقوق المرأة لتحقيق مكاسب سياسية تم تجميعها كمبرر للحرب، وفي بعض الأحيان تحسنت الأمور بشكل طفيف بالنسبة للنساء، ولكن في معظم الأوقات تم انتهاك حقوقهن بشكل كبير على الرغم من أن حقوق المرأة وضعت بعض المحاولات لحمايتها، مثلما حدث في دستور ما بعد الغزو، بدعم من الولايات المتحدة في عام 2004، حيث خصص هذا الدستور 25% من مقاعد البرلمان ومجالس المقاطعات، للنساء، بالإضافة إلى 30% من وظائف الخدمة المدنية، وفق موقع “ذا كونفيرزيشن”.

وأضافت أن الدستور ألزم الحكومة الأفغانية باحترام وتنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق المرأة، وأنشأت وزارة شؤون المرأة لتكون الهيئة الرئيسية المسؤولة عن حقوق المرأة وتمكينها، ولكن بعد وصول طالبان إلى السلطة سرعان ما انقلب هذا التقدم، على سبيل المثال بعد شهر واحد فقط، قامت حكومة طالبان بحل وزارة شؤون المرأة واستبدالها بما أسموه “وزارة لنشر الفضيلة ومنع الرذيلة”، واستبعدت النساء تماما من العمل في حكومة طالبان المؤقتة، باستثناءات بسيطة.

من القرارات الأخرى المضادة للنساء التي ذكرتها الحناوي، ما حدث في مايو 2022، عندما أمرت طالبان، النساء، بتغطية وجوههن في الأماكن العامة وأمرتهن بالبقاء في منازلهن إلا في حالات الضرورة، ومُنعت النساء من السفر لمسافات طويلة دون مرافقة رجل، وأغلقت أماكن استضافة الفتيات الهاربات من العنف المنزلي.

ولكن هناك الكثير من الأفغانيات اللاتي يحاولن كسر الحصار المفروض عليهن، والاستمرار في عملهن رغم العقبات التي تواجههن، مثل الفنانة التشكيلية معصومة لشكري، التي استمرت في الرسم وعرض أعمالها الفنية في المنزل بعد إغلاق المدارس الفنية بأفغانستان.

كما شكلت بعض النساء حركات احتجاجية ووقفات رافضة لما يحدث في أفغانستان ضدهن، ففي مايو 2022، احتج نحو 24 امرأة أفغانية في العاصمة على القيود الصارمة التي تفرضها طالبان على حقوقهن في العمل وهن يرددن “خبز، عمل، حرية”، رافعين في أيديهن أوراق مؤهلاتهن التعليمية.