تكنولوجيا

مراجعة لعبة Call of Duty: Modern Warfare III

أتعلمون شعور الـ Deja Vu، هذا الشعور الذي يأتيك في بعض مواقف الحياة عندما يُخبرك عقلك بأنك قد عشت نفس هذا الموقف من قبل؟ حسنًا هذا هو مُلخص تجربة لعبة Call of Duty: Modern Warfare III، فهي لم تُقدم لنا أي جديد يُذكر في نمط الأونلاين Multiplayer و الزومبيز، وفي نفس الوقت قتلت نفسها بنمط قصة من أسوأ ما تم تقديمه على العموم في سلسلة Call of Duty مع منظومة مهمات مفتوحة عبارة عن نسخة ولصق من Spec Ops بدون أي إبداع. إليكم مراجعتنا النهائية للعبة Call of Duty: MWIII.

قصة MWIII لا تؤثر على أحداث السلسلة إذا أزلت 90% منها!

تبدأ أحداث قصة Modern Warfare III بعد الجزء السابق مباشرةً حيث يجب على فرقة Task Force 141 بقياة Captain Price القضاء على الإرهابي الورسي Makarov الذي ينوي بدء حرب عالمية ثالثة في العالم. إنها نفس قصة MW3 القديمة، ولكنها على أسوأ هنا، فلا يوجد أي تطور ولا بناء لشخصية Makarov وبعض الأمور التي يقوم بها ليس لها أي داعٍ ولا تنتهي بالشكل الذي يريده في الأصل.

ضفّ على ذلك أن معظم أحداث اللعبة ليس لها أي أهمية، ومن الممكن أن تُزيل تقريبًا 90% من مهمات اللعبة وتُبقي على بعض المهام البسيطة فقط وستصل في النهاية لنفس النتيجة التي وصلنا لها، وهي بدورها تفتح الأحداث للجزء الرابع الذي نتمنى أن يختم قصة السلسلة بشكل أفضل من ذلك عندما يتم إصداره في عام 2025 من تطوير استوديو Infinity Ward.

تعودنا دائمًا من قصة Call of Duty أن تكون تجربة خطية سينمائية مليئة بمشاهد الأكشن والـ Set Pieces العملاقة ذات الإنفجارات والأحداث الضخمة، لكن هذا غير موجود هنا معظم الوقت مع تقديم استوديو Sledgehammer Games منظومة مهام جديدة تُدعى Open Combat Missions، وهي مهمات تضعك في عالم شبه مفتوح وتطلب منك تنفيذ الهدف بالطريقة التي تراها مناسبة.

على الورق، فالفكرة نفسها جيدة، ولكنها تطبيقها داخل اللعبة كان سيئًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ووجدنا أنفسنا في النهاية أمام مجموعة من المهام المنسوخة من نمط Spec Ops بدون أي إبداع، وحتى جزء كبير من مهام القصة تقع أحداثها في Verdansk و Urzikstan وغيرهما من المناطق التي زرناها سابقًا خلال أحداث أول جزئين. نعم توجد بعض المهام الخطية الجيدة هنا، ولكن التجربة كلها كمجمل ضعيفة للغاية خاصةً مع غباء الذكاء الإصطناعي الذي لا يُقدم لك أي نوع من أنواع التحدي.

بإختصار، قصة Call of Duty: Modern Warfare III هي من وجهة نظري أسوأ قصة تم تقديمها في سلسلة Call of Duty منذ بدايتها بعام 2003 بتصميم مهام لا يخدم التجربة السينمائية، ومجموعة من الشخصيات الضعيفة التي لا تتطور على مدار الأحداث بأهداف غير مُبررة، وهذا ما يحدث عندما تمنح استوديو مهلة أقل من عام ونصف لتطوير لعبة كاملة من الصفر.

تقييمنا النهائي لقصة MWIII هو: 4/10

تحسينات مطلوبة على نمط الأونلاين، بـ 16 خريطة مُعاد استخدامها 

استوديو Sledgehammer Games استمع للاعبين بإعادة مجموعة من الميكانيكيات المطلوبة على أسلوب اللعب مثل الـ Slide و Reload Canceling حيث أزالهما استوديو Infinity Ward من لعبة MWII العام الماضي، مما جعل الحركة والتنقل في الخرائط أكثر سلاسة وسرعة، بالإضافة إلى تقديم خاصية التصويب التكتيكي والتي تُساعدك في المعارك قريبة المدى حتى ترى أعدائك وتصوب عليهم بوضوح أكثر، مع عودة إمكانية التصويت على الخرائط (أخيرًا!!!).

أما الخرائط نفسها، فهم 16 خريطة مُعاد استخدامها من لعبة Call of Duty MW2 القديمة (التي صدرت في عام 2009)، ورغم أن التجربة ككل ممتعة في تلك الخرائط الكلاسيكية التي أعادت لنا ذكريات رائعة مثل Highrise و Rust و Terminal و Favela وغيرهم، إلا أن الفكرة ككل توضح مدى الضغط الذي حدث على فريق التطوير هنا واضطرارهم لاستخدام خرائط قديمة نظرًا لعدم وجود وقتٍ كافي لتطوير خرائط جديدة من الصفر!

وبما أن كل شيء هنا مُعاد استخدامه من الألعاب السابقة، فقد أتاح استوديو Sledgehammer Games إمكانية نقل الأسلحة والشخصيات المفتوحة من لعبة MWII لـ MWIII، ولكننا لا ننصح باستخدام أسلحة الجزء الماضي أمام أسلحة الجزء الجديدة لأنها أضعف بشكل ملحوظ في المواجهات ولا تؤدي الغرض عمومًا.

ورغم متعة الخرائط الكلاسيكية، إلا أن (الحلو مش بيكمل)، فقد قدّم لنا الاستوديو نظام تقدم مزعج للغاية يجعلك تقوم بمجموعة مُحددة من المهام اليومية لتحصل على الخبرة اللازمة لفتح الأسلحة والعتاد بشكل أسرع، والمشكلة هنا تكمن في أن عدد تلك المهام بسيط للغاية وحينما تنتهي منها يُصبح من الصعب فتح أي شيء لأن الخبرة التي تحصل عليها من المباريات نفسها قليلة مقارنةً بالمطلوب لفتح الأسلحة والعتاد. 

ومشاكل إطلاق اللعبة تضمنت نظام Respawn كارثي بمعنى الكلمة، ففي بعض الأحيان تكون عالقًا في مقر فريقك حيث ينهال الفريق الآخر بالنيران والصواريخ عليكم ولا تستطيعون الخروج من المكان لأن اللعبة لا تستطيع تحديد أين تُعيدك للحياة مرةً أخرى. يُذكر أن تلك المشكلة جعلت استوديو Sledgehammer يُزيل بعض الخرائط من اللعبة خلال الأيام الأولى من الإطلاق حتى يحل المشكلة، ولكنها حتى الآن لم تنحل بشكل نهائي!

تقييمنا النهائي للأونلاين Multiplayer هو: 6/10

الزومبي في MWIII يجعلك تحن لتجربة الزومبي في Vanguard! 

تلك هي أول مرة في سلسلة Modern Warfare نرى فيها إضافة نمط الزومبي للتجربة، وكالعادة فهو من تطوير فريق Treyarch، لكنه للأسف لم يُقدم التجربة المثالية التي كنت أريدها. الزومبي هنا هو مزيج بين نمط Outbreak الذي قُدم سابقًا في Cold War، ونمط لعب DMZ من Modern Warfare II.

اللعبة تضعك في خريطة Urzikstan (نفس خريطة Warzone القادمة، نعم الاستوديوهات كسولة لدرجة أنها لم تصنع خريطة خاصة بنمط الزومبي)، ويجب عليك الانتهاء من المهام ومواجهة أعداد الزومبيز المهولة وقتل مختلف الزعماء حتى تحصل على أقوى العتاد، وهذا هو نمط زومبي Outbreak التقليدي، لكن الشيء المختلف هذه المرة هو أنه يجب عليك الخروج من الخريطة بالطائرة مثل DMZ حتى تتمكن من الحفاظ على هذا العتاد.

الخريطة هنا مُقسمة لثلاثة مناطق بدءًا من المنطقة الأقل خطورة والتي تكون على أطراف الخريطة، وتزداد الخطورة والصعوبة كلما تتوغل أكثر وأكثر في منتصف الخريطة لمواجهة أعداء أقوى والحصول على عتاد أفضل. الشيء الجيد هنا هو أن اللعبة ليس بها مواجهة للاعبين الآخرين مثل طور DMZ، وتركز على التجربة التعاونية فقط.

أسلوب اللعب عمومًا يجلب كل شيء تعودنا عليه في أنماط الزومبي السابقة مثل الحصول على الأسلحة من الحوائط وترقيتها وجمع الـ Pack A Punch لتحصيل قدرات أعلى وأقوى تجعلك قادرًا على صدّ هجمات الزومبيز الأقوياء مع تقدمك أكثر في المراحل والمهام، لكنها في نفس الوقت تفتقر لتجربة الزومبي المعتمدة على الـ Rounds المتتالية خاصةً مع عدم وجود قصة قوية تجعلنا نريد حل الـ Easter Eggs لمعرفة السر وراء كل شيء!

باختصار، نمط الزومبي هنا هو مزيج كسول بين Outbreak و DMZ من الممكن أن تستمتع به قليلاً مع أصدقائك، ولكن بعد قيامك بمجموعة من المهام وتجربة الخريطة لبضعة ساعات، ستجد أنه أصبح مملاً خاصةً مع عدم وجود نفس احساس وتجربة Treyarch التي تعودنا عليها بمنظومة الزومبي الـ Round based.

تقييمنا النهائي للزومبي هو: 5/10

كيف كان من المفترض أن يتم إصدار MWIII؟ 

هذا الإصدار الغريب كان من المفترض ألا يكون لعبة كاملة، وكان يجب على Activision أن تلتزم بخطتها الأساسية وهي إصدار توسعة قصصية بالإضافة إلى الـ 16 خريطة الأونلاين Multiplayer كمحتوى مدفوع داخل لعبة MWII بسعر 30 دولار مثلاً. بذلك كان سيُترك استوديو Sledgehammer Games يعمل على اللعبة التي يريدها (والتي كانت Advanced Warfare 2 حسب التسريبات)، وفي نفس الوقت كنا سنرى لعبة MWIII كاملة بالفعل من تطوير Infinity Ward بعد عامين أو ثلاثة.

على العموم، آمالنا تقع الآن على استوديو Treyarch لتقديم تجربة قصصية وزومبيز مميزة العام المُقبل مع الجزء الجديد من سلسلة Call of Duty: Black Ops والذي ستقع أحداثه أثناء حرب الخليج حسب الشائعات. عند إصدار هذه اللعبة، ستكون قد أخذت 4 سنوات تقريبًا في عملية التطوير، ولذلك بنسبة كبيرة ستكون تجربة يستحقها كل مُحبي Call of Duty.

أيضًا أتمنى أن يتم التخلي عن فكرة القائمة الرئيسية العقيمة Call of Duty HQ التي تربط بين كل الألعاب حيث جعلت التنقل بين Call of Duty MWII و MWIII عبارة عن جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى. فقط قوموا بفصل كل لعبة عن الأخرى مثل الماضي حتى لا نُعاني بنفس هذا الشكل في العناوين المستقبلية.

في النهاية

لعبة Call of Duty: Modern Warfare III هي أكثر إصدار كسول في تاريخ سلسلة Call of Duty بتصميم مهام قصصي ضعيف عبارة عن نسخ ولصق من Spec Ops بدون الطابع السينمائي الذي تعودنا عليه، مع 16 خريطة أونلاين Multiplayer مُعاد استخدامهم من لعبة سابقة، ونمط زومبي ليس به أي فكرة أو إبداع يُذكر. إذا كنت ستطلب مني دفع 70 دولار مقابل هذه اللعبة، فعلى الأقل قدّم ليّ ما يستحق ذلك كي لا تظهر أمامي وأنت تحاول أخذ أموالي بأي شكل من الأشكال لضمان أرباح في سنة كان من المقرر ألا يتم إصدار فيها جزء جديد من السلسلة أساسًا! 

?xml>