اخبار الإمارات

الميليشيات المتناحرة تُقسّم أوصال العاصمة الليبية


تصاعدت الاشتباكات في العاصمة الليبية طرابلس والتي ربما تتجه إلى حرب شاملة بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة أمس بين القوات الموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الديبية وقوات رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا.

وتوقع مراقبون أن تتزايد الاشتباكات خلال الأيام المقبلة إذا لم يتم التدخل العاجل من قبل الأطراف الفاعلة في الأزمة الليبية لاحتواء الموقف ومنع تصاعد الاشتباكات للحفاظ على المدنيين ومحاولة إعادة مؤسسات الدولة الليبية في أسرع وقت.

ما القصة ؟
نقلت وسائل إعلام ليبيا تفاصيل المشهد، حيث بدأت الميليشيات الموالية لرئيس الحكومة المكلف من البرلمان فتحي باشاغا، اليوم، أن تتقدم باتجاه وسط طرابلس، بعد سيطرتها على البوابة الواقعة غرب العاصمة، فيما أعلنت الميليشيات المحسوبة على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة النفير العام ونشبت اشتباكات بين الطرفين.

وقالت مصادر محلية بحسب موقع “أخبار ليبيا” إن ميليشيا “فرسان جنزور” نجحت في صد تقدم الميليشيات الموالية لباشاغا نحو وسط العاصمة، بينما شوهد رتل عسكري ضخم يضم عشرات العربات المسلحة تابع لباشاغا، وهو يتوجه من مدينة مصراتة نحو العاصمة طرابلس، كما تحركت الميليشيات التابعة لـ”اللواء أسامة الجويلي” الداعم لباشاغا جنوب العاصمة طرابلس.

وفي هذه الأثناء، وجهت “قوة العمليات المشتركة” الموالية للدبيبة نداءً عبر “راديو مصراتة” إلى كافة منتسبيها للالتحاق بمقراتهم بكامل تجهيزاتهم العسكرية والاستعداد وإعلان حالة التعبئة.

صراع الديبية وباشاغا
وقال المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري إن رئيس الحكومة المكلف من البرلمان الليبي فتحي باشاغا ليس لديه الشرعية لدخول طرابلس وتحريرها حسبما يقول، حيث هناك حكومة معترف بها دولياً وهي حكومة الديبية.

وأوضح الفيتوري لـ24 أن مجلس النواب الليبي لم يعد له الشرعية الكافية حيث يدعم المجلس الأعلى للدولة الذي يحكمه الإخوان وأصبح البرلمان به جزء كارتوني وليس له القوة الفاعلة في تعزيز وإصدار التشريعات والقوانين والقيام بالدور المنوط به.
وأشار الفيتوري إلى ضرورة تغليب الحوار بين كافة الأطراف وتقديم تنازلات من أجل الشعب الليبي وحقن الدماء المستمر منذ سنوات طويلة.

في المقابل رأى عضو مجلس النواب، علي التكبالي، أن عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة هو المحرك للاشتباكات العنيفة المسلحة التي تشهدها العاصمة طرابلس بين مجموعات مسلحة.

واعتبر التكبالي، في تغريدة له عبر موقع الاخبار السعودية الاجتماعي توتير، أن الدبيبة يستهدف من اشتعال هذه الاشتباكات طرد كل المليشيات التي لا تدين له بالولاء، والإبقاء على جهاز حماية الاستقرار الموالي له.

وقال عضو مجلس النواب: “اشتباكات البارحة في طرابلس ليست من أجل باشآغا، ولكنها استباق من الديبية: لا نريد الا جهاز حماية الاستقرار الموالي لنا، كل الميليشيات المترددة ليس لها إلا أن تخرج”.

إدانة دولية وعربية
ودانت الولايات المتحدة “تصاعد العنف” في طرابلس، داعية إلى “وقف فوري” لإطلاق النار، وإلى محادثات تيسّرها الأمم المتحدة بين الأطراف المتصارعة.

وطالب السفير الأميركي لدى لبييا، ريتشارد نورلاند، “بإنشاء ممرّات إنسانية لإجلاء الضحايا والمدنيين المحاصرين في تقاطع النيران”، مرجعا تدهور الموقف سريعا إلى “الجمود السياسي الذي استمر فترة طويلة”.

وبالمثل كان موقف بريطانيا وإيطاليا، حيث دعا كل منهما إلى استعادة الاستقرار بالعاصمة، وعبرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “قلقها العميق من ذلك القصف العشوائي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين، مما تسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين وإلحاق أضرار بالمرافق المدنية بما في ذلك المستشفيات”.

فيما دانت دول عربية أحداث العنف التي شهدتها طرابلس مؤخرا بين فصائل مسلحة متناحرة، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات، داعية إلى وقفها على الفور.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في تغريدة على “تويتر”: “أستشعر قلقا كبيرا إزاء الأوضاع في طرابلس، وأطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم”، وأضاف أبو الغيط: “أدعو الجميع إلى الحوار وليس استخدام السلاح”.

ودعت مصر جميع الأطراف والقوى الوطنية والمكونات الاجتماعية الليبية إلى “وقف التصعيد وتغليب لغة الحوار وتجنب العنف وضبط النفس حقنا للدماء، مؤكدة على ضرورة حماية المدنيين وتحقيق التهدئة بما يحفظ للشعب الليبي الشقيق أمنه واستقراره ومقدراته ويعلي المصلحة العليا للبلاد”.

وفي السياق ذاته، عبرت تونس عن “عميق القلق وبالغ الانشغال للتطورات الخطيرة في ليبيا”، ودعت إلى ضبط النفس والتهدئة والوقف الفوري للعمليات المسلحة “حقنا لدماء الأشقاء الليبيين”.

 كما أعلنت الجزائر أنها “تتابع بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في طرابلس، إثر تجدد المواجهات المسلحة منذ مساء الجمعة، داعية جميع الأطراف الليبية إلى السعي الفوري من أجل إيقاف العنف والاحتكام إلى لغة الحوار.

فيما أكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي “متابعتها ببالغ الانشغال للتطورات الأمنية في طرابلس”، حسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس).

واندلعت اشتباكات بين فصائل متناحرة في أنحاء طرابلس، السبت، في أعنف معارك تشهدها العاصمة الليبية منذ نحو عامين.

وقال مصدر في وزارة الصحة أن 23 شخصاً قتلوا في معارك السبت، من بينهم 17 مدنياً، وكانت الوزارة ذكرت في وقت سابق أن 87 شخصا أصيبوا.