فنون

عائشة.. قصة طفلة سورية أبهرت لجان التحكيم في مهرجان القاهرة للفيلم القصير وحصدت جائزتين

تعالت صوت التصفيق الحاد عندما نطقت لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير اسمها، ونظر الجميع إلى خشبة المسرح منتظرين الفتاة التي وصفتها اللجنة بكلمات قوية عن أداءها التمثيلي وإتقانها الشديد للدور الذي لعبته، وفجأة ظهرت عائشة طفلة لم تتجاوز الحادية عشر من عمرها تركض نحو المسرح وتلتقط الجائزة في سعادة بالغة.

عائشة محمد أحمد بلاسم، طفلة سورية في الصف الخامس الإبتدائي، كانت بطلة فيلم ” تالافزيون”، وهو إنتاج أردني للمخرج مراد أبوعيشة، وحصد الفيلم جائزتين، الأولى تنويه خاص وشهادة تكريم لعائشة عن دورها في الفيلم، والثانية جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام العربية وأعلن الجوائز أعضاء لجنة مسابقة الفيلم العربي وهما المخرج أشرف فايق والممثلة لبنى ونس بالتعاون مع الممثلة ثراء جبيل.

حفاوة بالغة تلقتها عائشة على خشبة المسرح من الممثلة لبنى ونس التي احتضنتها بقوة بينما شجعها فايق وأخبرها أنه يريد أن يصنع لها فيلماً ورحب بيها الحضور عندما صعدت مرتين سواء لاستلام جائزة الفيلم أو شهادة التقدير الخاصة بها.

في الأردن بدأت الحكاية

عندما كانت تقيم عائلة عائشة في الأردن رأى والدها إعلان تمثيل يطلب أطفال لأداء دور في أحد الأفلام، وقرر الوالد فوراً الذهاب بها لتخوض التجربة، قال والد عائشة في تصريح ل”الشروق”: لديها موهبة لاحظتها منذ وقت مبكر، وعندها موهبة الحفظ بقوة، لا تحتاج مذاكرة كثيرة لتستوعب الدروس الخاصة بها، وهذا ساعد أثناء التصوير كانت تلتقط التعليمات سريعاً، وظل التصوير حوالي 15 أو 20 يوماً، وموهبتها جعلتنا نريد دعمها ومساعدتها أن تجد فرصة لها”.

ذهبت عائشة للاختبار وطُلب منها أن تؤدي بعض المشاهد، حيث قالت في حوارها مع “الشروق”: “عندما ذهبت طلب مني المخرج أن أنظر إلى الشباك بنظرة حزينة والتعبير عن مشاعر الخوف والذعر، ثم أبلغوا والدي بقبولي في الدور بعد شهر تقريبا، والتصوير كان مرهق قليلا لأن به مشاهد عنف وجري، ولكن كنت سعيدة مع المخرج لأني أحب التمثيل جداً، وأحب متابعة الأفلام والمسلسلات الأجنبية، وآخر عمل شاهدته مسلسل Wednesday”.

كان التصوير في مخيم زيزيا في الأردن لأنه مناسب لأجواء الفيلم، على حد قول عائشة، حيث تدور الأحداث حول طفلة سورية تدعى تالا تعيش في منطقة لا تظهر منها سوى منازل مدمرة تماما، تعشق كرة القدم وتحب لاعب الكرة العالمي ليونيل ميسي، ولكنها لا تتمكن من مشاهدته بسبب تخلص والدها من جهاز التلفاز إنصياعا لأوامر تنظيم الدولة الإسلامية بعدم امتلاك هذه الأجهزة في المنازل، ولكن الطفلة تظل تحلم وتحاول إدخال أحد الأجهزة إلى البيت في غياب والدها.

قالت عائشة إن عائلتها تركت مدينة حمص السورية منذ ثماني سنوات وأقامت في الأردن ثم جاءوا إلى مصر منذ ما يقرب من عام، ويمتلك والدها مشروعاً يتعلق بصناعة الرخام وديكورات المنازل، ولديها 7 أخوة وأخوات. وحضر معها حفل ختام المهرجان عمها وشقيقتها الكبرى واثنين من أشقائها الأولاد.

يعد المخرج الأردني مراد أبو عيشة أحد الوجوه الإخراجية الشابة الطموحة في الوطن العربي، وهو خريج أكاديمية بادن فورتمبيرج للسينما في مدينة لودفيغسبورج الألمانية، وأعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، عن اختيار “تالافيزيون” في القائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم قصير، ليكون ضمن 15 فيلماً تنافس على الجائزة من بين 145 فيلماً تأهلوا في هذه الفئة، وجاءت مشاركته بعدما فاز بجائزة أفضل فيلم روائي في مسابقة جوائز الأوسكار الطلبة مُسجلا أول فوز عربي في هذه الفئة.

الفيلم مدته 27 دقيقة تقريبا، ومن بطولة زياد بكري، وعائشة بلاسم، وخالد الطريفي، وتصوير فيليب هانز، وهو إنتاج مشترك بين الألماني فيليب موريس روبي والأردنية جود كوّع وتتولى شركة “MAD Solutions” مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.