اخر الاخبار

«جوار السودان» يعول على المساندة الدولية لوقف الحرب

السياحة تعود تدريجياً إلى مراكش… والأطفال يتأهبون لاستئناف الدراسة

بينما تكافح السلطات المغربية لإعاشة ناجين في مناطق جبلية نائية ضربها زلزال الحوز المدمر قبل أكثر من أسبوع، باتت الحركة تبدو اعتيادية في مراكش، كبرى المدن التي تضررت من الهزة الأرضية.

وظهر السياح بأعداد كبيرة في مناطق أثرية تشتهر بها مراكش، لكن بحذر بعد أن نصبت السلطات المحلية حواجز لمنع الاقتراب من بعض المعالم التي ظهرت بها بعض الشقوق. وبدت الحركة أقرب للطبيعي في المدينة، التي أبدت منظمة «اليونسكو» قلقاً كبيراً مما أصاب بعض معالمها المسجلة على لائحة التراث العالمي من أضرار.

وبدت الحركة أكبر في الليل، حيث تدفق الزوار الأجانب بأعداد أكبر على قلب المدينة التجاري، بعد أن فتحت المحال التجارية أبوابها، وعادت المطاعم والمقاهي لاستقبال السياح، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.

وتعج مدينة مراكش بكنوز أثرية تاريخية، بينها ما هو مدرج على لائحة التراث العالمي، كسور باب الخميس، الذي انهارت أجزاء منه بفعل الزلزال، الذي بلغت شدته سبع درجات في الثامن من سبتمبر أيلول الماضي. وهنا أيضا عدد كبير من المباني التاريخية، التي عاصرت حقبا من تاريخ المغرب، بينها القبة المرابطية، وقصر البديع ومدرسة بن يوسف وقصر الباهية، إضافة إلى ساحة جامع الفنا التي كانت من بين الأكثر ارتيادا خلال اليومين الماضيين.

وغير بعيد عن مراكش، وفي منطقة أمزميز، التي كانت واحدة من القرى الأكثر تضرراً جراء الزلزال، بدأ مئات الأطفال والصبية يستعيدون بعضاً من الأمل بعد أن دمر زلزال الحوز كثيراً من آمالهم، مع وصول فرق من الجيش لنصب خيام في فناء مدرستهم، استعداداً لاستئناف الدراسة.

عناصر من الجيش المغربي يحملون طاولات دراسية داخل خيمة في أمزميز بالحوز (الشرق الأوسط)

وقامت القوات المسلحة الملكية المغربية، أمس (الجمعة)، بنصب خيام دراسية في المنطقة، فيما شرعت وحدات من الجيش المغربي في نصب 6 خيام مدرسية لتكون بمثابة حجرات دراسية لفائدة تلاميذ المنطقة. وجاء ذلك بعدما أعلنت وزارة التعليم المغربية «تعليق الدراسة في القرى الأكثر تضرراً، جراء تضرر 530 مؤسسة تعليمية بدرجات متفاوتة»، وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد أعلنت الأحد الماضي، تعليق الدراسة في الجماعات القروية والدواوير (الكفور) الأكثر تضرراً، ابتداء من 11 سبتمبر (أيلول) الحالي مع استمرارها في المناطق الأخرى. ويتعلق الأمر بدواوير في أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت (وسط البلاد). وبلغ عدد الجماعات القروية المعنية 42 جماعة (قرية) موزعة بين هذه الأقاليم الثلاثة.

وقالت الوزارة ذاتها إن خلايا الأزمة المحدثة على الصعيد المركزي والجهوي بمراكش وأغادير، تعمل على إيجاد الصيغ التربوية المناسبة في المناطق الأقل تضرراً، موضحة أنه سيتم إيجاد الصيغ التربوية المناسبة لضمان الاستمرارية البيداغوجية للتلميذات والتلاميذ، بما في ذلك اللجوء للمؤسسات التعليمية المجاورة، مع ضمان التواصل المستمر مع الأمهات والآباء وأولياء الأمور وباقي المتدخلين.

أطفال ينتظرون العودة إلى مقاعد الدراسة بعد تهدم مدارسهم جراء الزلزال (أ.ف.ب)

وبخصوص آخر مستجدات جهود الإغاثة، تمكنت السلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي من إنقاذ 5 رعاة كانوا محاصرين في منطقة جبلية شاسعة بين أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة. وأفادت القناة التلفزيونية الثانية (دوزيم) في نشرتها الزوالية، اليوم (السبت)، بأنه تم تحديد مكان وجود هؤلاء الرعاة بعد عمليات تمشيط وبحث، استغرقت 48 ساعة، وسط تضاريس وعرة، من خلال الاستعانة بطائرة من دون طيار.

في سياق ذلك، أكد مدير التخطيط والموارد المالية بوزارة الصحة المغربية، عبد الوهاب بلمداني، أنه تم شفاء أكثر من 4800 من أصل 5200 مصاب جراء الزلزال، الذي ضرب وسط المغرب السبت الماضي.

وقال بلمداني لوكالة أنباء العالم العربي، إنه «تم علاج أكثر من 5200 جريح ومصاب، وتم شفاء عدد كبير منهم، ولا يوجد سوى 420 حالة تتلقى العلاج حالياً في المستشفيات». وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد صرح بأن بلاده وضعت برنامجاً عاجلاً للإيواء يشمل آلاف المساكن، التي انهارت كلياً أو جزئياً في المناطق المنكوبة بالزلزال، مشدداً على أن برنامج إيواء الأسر المتضررة يمثل أولوية قصوى يجب إنجازه. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن بيان للديوان الملكي، القول إن الملك محمد السادس قرر منح الأسر المتضررة من الزلزال مساعدة عاجلة بقيمة 30 ألف درهم.

العاهل المغربي خلال ترؤسه اجتماعاً حكومياً لمساعدة متضرري زلزال الحوز (الشرق الأوسط)

وأضاف بلمداني أن استجابة وزارة الصحة كانت «سريعة ونوعية للتعامل مع المصابين والجرحى، منذ اللحظات الأولى للكارثة، وذلك بفضل توجيهات صاحب الجلالة، وبفضل النظام الصحي القوي والمتكامل في المغرب»، مبرزاً أن «كل المستلزمات الطبية متوافرة، ولا يوجد لدينا أي نقص بها، وذلك بفضل توافر مخزون استراتيجي كبير من المواد الطبية لدينا، بما فيها أدوات العمليات الجراحية. وقد تم إرسال 300 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى مناطق الزلزال، ولدينا مخزون طبي كبير».

كما تحدث بلمداني عن قيام وزارة الصحة المغربية منذ اللحظات الأولى لوقوع الزلزال بوضع «خطة عمل مستعجلة للتعامل مع كل المصابين والجرحى ونقلهم إلى المستشفيات». وقال بهذا الخصوص: «لقد تم إرسال أكثر من 1200 طبيب و1700 ممرض، وبدأوا ممارسة عملهم في الوحدات الطبية المتنقلة والنقاط والمراكز الطبية، التي تم إنشاؤها في المناطق المتضررة بالزلزال. كما تم تخصيص أكثر من 1200 سرير في المستشفيات الموجودة في جهة مراكش وتارودانت وأغادير، وفي الدار البيضاء، إضافة إلى تخصيص 500 سيارة إسعاف توجهت إلى المناطق المنكوبة».