المتهم بإحراق 5 من أسرة واحدة يمثّل الجريمة أمام جهات التحقيق بالإسكندرية

مثّل المتهم بإشعال النار بمنزل قديم في منطقة بحري الإسكندرية، وتسبب في مصرع خمسة أشخاص من أسرة واحدة، مساء الجمعة، طريقة إقدامه على سكب مادة سريعة الاشتعال “بنزين” وإشعال النيران في الشقة، قبل إغلاقها على سكانها.

جاء ذلك عقب ضبطه واعترافه بارتكاب الحادث أمام جهات التحقيق، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتباشر نيابة الجمرك في الإسكندرية، التحقيق مع المتهم بارتكاب حادث مصرع 5 أشخاص من أسرة واحدة “محترقين” وهم: “خالد.ب”، وزوجته “مريم.م”، ربة منزل، وأبناؤهم “أحمد، ونور، ورقية”، 10 و13 و17 عاما على الترتيب في المراحل التعليمية المختلفة “ابتدائي، إعدادي، ثانوي”، وذلك إثر نشوب حريق بمسكنهم، وسقوط السقف عليهم من شدة النيران.

وطلبت النيابة مواصلة تحريات المباحث، حول ملابسات أسباب الحريق الذي نشب في العقار رقم 7 كائن في شارع سوق الميدان “الجمرك القديم”، مكون من دور أرضي وطابقين علويين، وجزء من السطح غرف ذات أسقف خشبية، منطقة بحري.

وتلقت النيابة العامة تقريري الأدلة الجنائية، والحماية المدنية، الخاصين بتحديد بداية ونهاية الحريق، واستمعت لأقوال شهود العيان من الجيران، وسلمت جثث الضحايا لذويهم لمواراتهم الثرى “دفنهم” عقب مدها بتقارير الطب الشرعي الخاصة بهم.

وجاء بالتحقيقات الأولية أن الضحايا فارقوا الحياة متأثرين بالاختناق وحروق بعضهم، والبعض الآخر؛ بسبب الهدم، وذلك بعد سقوط سقف الحجرة أثناء نومهم، وعدم تمكنهم من مغادرة المنزل، بسبب الحريق الذي اندلع داخل الشقة محل سكنهم.

وأضافت التحريات أن الضحايا من أسرة واحدة، مقيمين في منطقة العجمي، وكانوا في زيارة لدى أقاربهم، فيما جرى القبض على شاب يعمل “علاف” مشتبه به بتهمة إشعال النيران، ما أسفر عن مصرع الضحايا، وذلك بعد أن قال شهود عيان إنه وراء الحادث، ويعاني من اضطرابات نفسية.

وذكر جيران الضحايا للشرطة أنهم ليسوا من سكان المنزل الأساسيين، بل من منطقة العجمي، وكانوا في استضافة أقاربهم “أبناء خالتهم”، بسبب تعثرهم ماليًا، حيث حضروا للمطالبة بحقهم في الميراث والمنزل محل الحريق، وقاموا بالإقامة في غرف مسقوفة بالخشب أعلى العقار الذي شهد الحادث.

وأضاف الجيران أن المشتبه به رفض بقاء الضحايا في المنزل، وهدد بإشعال النار فيه، إلا أن الأسرة لم تأخذ الأمر على محمل الجدية، واعتبروه يهذي، وقرروا الإقامة بإحدى الغرف أعلى العقار، مشيرين لسابقة محاولته التخلص من حياته بإلقاء نفسه من أعلى العقار منذ بضعة أشهر، إلا أن شقيقه والجيران أنقذوه.

وأوضح الجيران أن مرتكب الحادث من أقارب أسرة الضحايا وأنه أشعل النيران في المنزل باستخدام مادة سريعة الاشتعال “بنزين”، بعد أن أغلق الأبواب عليهم حتى لا يتمكن المجني عليهم من الخروج، مشيرين إلى أنه سبق وهدد بحرق المنزل عقب وصولهم، إثر خلافا على الميراث.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء خالد البروي، إخطارات من إدارتي: الحماية المدنية، وشرطة النجدة، ومأمور قسم شرطة الجمرك، تفيد ورود بلاغات من الأهالي، حول وقوع حريق بشقة سكنية في نطاق حي الجمرك، وأتى على محتوياتها وقاطنيها.

وبانتقال الشرطة، رفقة سيارات الإطفاء، والإسعاف إلى موقع البلاغ، تم السيطرة على النيران إخمادها وتبريد آثارها؛ لمنع وصولها إلى باقي المنطقة المجاورة، وجرى فرض سياج تأميني في محيط الحريق، حتى انتهاء عملية التبريد، ورفع آثاره.

جرى نقل الضحايا إلى المستشفى، ومنها إلى المشرحة؛ وقطع المرافق عن العقار، وعرض ملفه على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط لإعداد تقريرها بشأنه وبيان حالته الإنشائية، وتحرير محضر إداري بالواقعة بقسم شرطة الجمرك.