فنون

مسلسل حدث بالفعل «حكاية تحت الحزام».. ما علاقة غادة عبدالرازق بسفاح القرب العاطفي


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الخميس 14 سبتمبر 2023 – 4:22 م
| آخر تحديث:
الخميس 14 سبتمبر 2023 – 4:22 م

يتصدر اسم الفنانة غادة عبدالرازق تريند محرك البحث “جوجل” بعد عرض أول حلقتين من مسلسل “حدث بالفعل” حكاية تحت الحزام، تأليف فادي النجار، وإخراج هشام الرشيدي.

وحكاية تحت الحزام جزء من حكايات منفصلة، وتدور أحداثه في إطار تشويقي حول الأمراض النفسية، وكيفية تأثيرها على حياة مصابيها، وعلى حياة المقربين منهم، وكيف ممكن أن يكون أقرب الناس إليك مريضًا ومجرمًا دون علمك، ويؤكد العمل في تتر بدايته أن جميع الأحداث مستوحاه من وقائع ووثائق حقيقية لمرضى نفسيين.

– الحكاية.. هوس أم بابنها
حكاية “تحت الحزام” بطولة غادة عبدالرازق، والتي تجسد شخصية أم، طبيبة نفسية، لديها حالة تعلق شديدة بابنها، الذي يلعب شخصيته الممثل الشاب خالد أنور، ولكن يقترب موعد زفافه على خطيبته أميرة “سلمى أبوضيف”، وتلاحظ الأم التغيرات التي طرأت على ابنها وتغيير خطيبته لكل الترتيبات التي تقوم بها، وذلك يزعجها، وتكون القشة التي تقسم ظهرها هو خبر قرار سفر ابنها وخطيبته بعد إتمام الزفاف، وهنا تقرر الأم التدخل.

تظهر ملامح سيطرة الأم على ابنها ومعرفتها بكل تفاصيل حياته من المشاهد الأولى في الحلقة، ولكن يحدث التصاعد في الأحداث سريعا، عندما تلاحظ الأم محاولة خطيبة ابنها تغيير مسارات الابن والابتعاد عنها، من خلال إقناعه بالحصول على فرصة وظيفة خارج مصر.

وتستغل الطبيبة النفسية معرفتها السابقة بخطيبة ابنها، لأنها كانت مريضة اكتئاب حاد وإحدى مرضاها، لذلك تستغل الثقة بينهما وتضع لها مخدر ثم تخطفها في إحدى الأماكن النائية، وتقيدها بسلاسل وتعطيها حبوب مهدئة لكي تحاول السيطرة عليها.

– التفاصيل تبدو جيدة في بداية الحلقات
عمل صناع المسلسل على التأكيد على سيطرة الأم على كل خيوط اللعبة التي تقوم بها، منذ البداية، فهي من تخطط لابنها كل شيء، وهو لا يستطيع رفض لها أي طلب ويخشى مواجهتها، ولكن خطيبته تحاول دعم قراراته بالابتعاد عن والدته.

يظهر في الحلقتين الأولى والثانية بعض المشاهد التي توضح مدى ارتباط الأم بابنها، من خلال تسجيلها لجميع لحظاتهم سوياً، صور ومقاطع فيديو في مراحل عمرية متنوعة، ولحظة بكاءها عندما يرفض تناول الأكل معها، وعندما يعلم بحضور خطيبته يترك والدته ويذهب سريعاً، ومن مشاهد سعادة الأم وشعورها بعودة ابنها لها مرة أخرى، عندما تعود من المكان الذي خطفت فيه الفتاة، وتجد ابنها ينام في سريرها بعد ليلة من الإرهاق والبحث، وذلك يسعدها لأنها تشعر بعودته إليها مرة أخرى بعد فقدانه الثقة في خطيبته؛ لظنه أنها هربت منه ليلة الزفاف.

– ما هي المشكلة النفسية التي يطرحها المسلسل
وفقاً للملامح شخصية الدكتورة عليا التي تقدما غادة عبدالرازق، فإن المؤلف يخطط لتقديم شخصية أم مريضة بحالة تعرف بـemotional incest أي ما يعرف بسفاح القرب العاطفي، وبحسب جمعية علم النفس الأمريكية “APA”، هو شكل من أشكال الإساءة العاطفية، يحدث ذلك عندما يستخدم أحد الوالدين أبنائهم لتلبية احتياجاته العاطفية التي يجب أن يحصل عليها من شريكه البالغ، وهذا ينتهك الحدود بين الوالدين والطفل.

ويطلق علماء النفس أحيانًا على هذا المرض سفاح القربى السري، وهو جزء من حالة أشمل تسمى “التشابك”، وينجم عن هذا التشابك وضع الشخص البالغ لنفسه الأولوية، مما يؤدي في هذه العملية إلى الإضرار بمصلحة الأبناء.

وفي علاقة سفاح القربى العاطفي يعتمد “الوالد/ الأم” على الابن كغطاء أمان عاطفي، وهذا يعني أنه يجب على الطفل أن يضع رغبات الوالدين أولاً للحصول على موافقة الوالدين، وما يجعل هذا النوع من الاضطراب مختلف عن أنواع أخرى هو عدم وجود اتصال جنسي أو رغبة جنسية، الأمر متعلق بالبعد العاطفي فقط، بحسب مقالة للمتخصصتين النفسيتين دانييل وود ورينيه أكيرز بمنصة “medicalnewstoday”

ووفقا لكتاب “متلازمة سفاح القرب العاطفي ماذا تفعل عندما يحكم حب أحد الوالدين حياتك” للدكتورة باتريشيا لوف، هناك عدة علامات لهذه الحالة منها، الاعتماد الكلي على “الابن/الابنة” في الدعم العاطفي، ووضع احتياجات الآباء أولا على رغبة الأبناء، ورغبة “الأب/ الأم” في الحصول على ثناء لا نهائي من الابن، والسعي إلى أن يكون الشخص الأكثر أهمية في حياة الابن والتدخل حد الضرر في علاقات الابن الأخرى، بالإضافة إلى انتهاك خصوصية الابن بصورة كبيرة والتدخل في كل مساحاته الخاصة.

وأضافت لوف، أن هناك شعور بالغيرة من علاقات الطفل، وعندما يصبح الطفل بالغاً، قد يشعر الوالد أو الأم بالغيرة من علاقاة الابن الرومانسية، وقد يتنافسون على جذب الانتباه، أو يتطفلون عليهم، وقد يصل الأمر إلى تخريب حياتهم مع الآخرين للاحتفاظ بهم.

نلاحظ أن شخصية الدكتورة عليا التي رسمها المؤلف تجمع بين كل هذه الصفات تقريباً، وعبر العمل عن هذه الصفات من خلال المشاهد التي سبق وذكرت بعضها وأيضاً بالصورة، من خلال اللوحات التشكيلية الموجودة في غرفة عليا، والتي تعبر عن سيدة ممزقة وتحمل وجهين ينظران في اتجاهين مختلفين.