حوادث وقضايا

خيط الود | الوفد

وقفت سيدة فى العقد السادس أمام محكمة الأسرة تطالب بتطليقها من زوجها بعد أربعين عاما من الزواج، قالت الزوجة بصوت مبحوح: لم أعد أتحمل الحياة مع زوجى بعد الآن، كل ما أتمناه أن أعيش الأيام القليلة المتبقية فى الحياة فى هدوء نفسى.

 

تنخرط الزوجة فجأة من البكاء وتقول: عشت حياة قاسية مع زوجى مليئة بالاهانة والظلم، تحملت الحياة معه لمدة تزيد على أربعين عاما بسبب أبنائى وخوفا من بطش والدهم بهم، لكن بعد أن أصبح لكل ابن منهم حياته قررت الانفصال عن زوجى.

 

التقطت الزوجة أنفاسها وقالت: نشأت فى أسرة ميسورة الحال والدى كان موظفًا كبيرًا بالدولة ووالدتى ربة منزل كنت أصغر أشقائى والطفلة المدللة فى نفس الوقت، عشت أجمل أيام حياتى وفى عامى العاشر تزوجت شقيقتى الكبرى ومن بعدها شقيقتى الأخرى وبعد عام واحد توفيت والدتى فى حادث أليم لأجد نفسى يتيمة الأم فجأة وأنا فى سن صغيرة.

 

أصبحت حياتنا كئيبة… الحزن والالم يملآن البيت خاصة وأن والدى كان يعشق والدتى وبالرغم من محاولاته المستميتة فى التماسك إلا أنه فشل تماما وقلبه لم يتحمل فراق شريكة حياته ليتوفى فجأة بعد

ثلاثة أعوام من وفاة والدتى.

 

وبين ليلة وضحاها أصبحت يتيمة الأب والأم، ولأن شقيقى الأكبر كان يدرس بدولة ألمانيا فقررت شقيقتى الكبرى أن أعيش معها ومع زوجها، فى بداية الأمر شعرت بالحزن والقلق لكن شقيقتى وزوجها بذلا أقصى جهودهما لتوفير حياة هادئه لى وبعد فترة قصيرة بدأت أستعيد حياتى.

 

مرت الأعوام سريعا وتمكنت من الالتحاق بكلية التجارة وتعرفت على زوجى والذى تمكن من خداعى بكلامه المعسول ورقته المزيفة معى وبالرغم من اعتراض أشقائى عليه إلا أننى أصررت على الارتباط به والزواج منه.

 

تم الزواج وانتقلت إلى بيت الزوجية لتسقط جميع أقنعة زوجى من أول شهر فى الزواج. تبكى الزوجة فجأة وتقول: تحول زوجى الرقيق الهادئ إلى وحش كاسر يقوم بتحطيم أى شيء أمامه، يعتدى عليّ بالضرب على أتفه الأسباب وعندما أحاول أن أتحاشاه يفتعل المشاجرة بدون أسباب حقيقية وبسبب عجزى عن الشكوى لأسرتى تحملت قسوة الحياة أملا فى تغيير زوجى، أنجبت ابنى الأول بعد عام من زواجى

لم أشعر بفرحة طفلى الأول بسبب أسلوب زوجى القاسى وبعد ثلاثة أشهر اكتشفت أننى حامل، شعرت بصدمة قوية، كنت أبكى ليل نهار تمنيت أن أموت وأن تنتهى حياتى لكن إرادة الله كانت أقوى من كل شيء، أنجبت ابنى الثانى.

 

دعوت الله كثيرا أن تتغير طباع زوجى لكن بكل أسى ازداد زوجى عنفا وقسوة خاصة مع أبنائى لدرجة أننى كنت أشعر بالخوف عليهم لو اضطرتنى الظروف لتركهم معه بسبب عنفه الزائد معهم.

 

بمرور الأيام شعر أبنائى بكراهيتهم لوالدهم وكنت أحاول تجميل صورته أمامهم لكننى عجزت خاصة بعد قيام زوجى بضرب ابننا الصغير بعنف مما أدى الى كسر يده.

تتنهد الزوجة وتقول: قررت إبعاد زوجى عن حياتنا قدر الامكان وتحملت مسئوليه ابناى وحيدة، رفضت تدخل زوجى تماما حتى لا يتعرضا إلى الضرب والاهانة.

 

مرت الأيام وكبر ابناى وتمكنا من إنهاء دراستهما الجامعية لتبدأ حياتهما العملية، وبعد فترة  تمكنت من الوقوف معهما وكون كل منهما أسرته الصغيرة شعرت بأن الله عوضنى عن قسوة وجفاء زوجى بأحفادى وزوجات ابنائى، لكن زوجى كعادته كسر فرحتى بأسرتى الصغيرة بعد أن منعهم من زيارتى بشكل منتظم بحجة أن معاشه صغير ولا يتحمل استقبالهم بشكل مستمر.

 

حياتى تحولت إلى لوحة كئيبة يقوم زوجى كل يوم بتشويهها بتصرفاته قطع كل خطوط الود والرحمة الموجودة داخل أى أسرة، سئمت الحياة معه وقررت الانفصال عنه والمكوث فى أى دار مسنين لأعيش فيها ما تبقى من حياتى فى هدوء.