اخبار المغرب

“هوليود إفريقيا” .. حملة رقمية تحرج المسؤولين عن التدبير بورزازات

تصدر وسم “#هذه_هوليود_إفريقيا_ ورزازات” توجه موقع الاخبار السعودية الاجتماعي “فيسبوك” بإقليم ورزازات والنواحي، وذلك تعبيرا عن رفض المدونين للوضع الحالي للمدينة التي تلقب بـ”هوليود إفريقيا”، ملتمسين من المسؤولين العمل على تأهيلها ورفع عنها التهميش.

وأرفق عدد من رواد “فيسبوك” هذا “الهشتاغ” بصور حديثة عن واقع المدينة، سواء فيما يتعلق بالبنية التحتية الطرقية أو الشوارع والأزقة المهترئة والساحات العمومية، مؤكدين أن هوليود إفريقيا أصبحت “تشبه ساحات دمرتها الحرب”، بتعبيرهم.

وقرر عدد من النشطاء على موقع الاخبار السعودية الاجتماعي “فيسبوك” بمدينة ورزازات، المشهورة عالميا بالسينما والسياحة والطاقة الشمسية، وضع هذا “الهشتاغ” للتعبير عن رفضهم لسياسة التجاهل والصمت أمام كل المشاكل البنيوية والتنموية التي تعرفها المدينة بصفة خاصة، وجماعات الإقليم بصفة عامة، مؤكدين أن المجالس المنتخبة الجديدة يجب أن تعمل من أجل القطع مع جميع أشكال التعثر و”البلوكاج” التنموي والاقتصادي الذي يكون فيها المواطن الضحية الأولى.

مياه راكدة

في تصريحات متطابقة لعدد من سكان ورزازات أو “هوليود إفريقيا”، أكدوا أن المدينة عرفت في السنوات الأخيرة ركودا تنمويا واقتصاديا على الرغم من التدخلات التي تقوم بها السلطة الإقليمية من أجل إحياء مشاريع عديدة بميزانيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وميزانيات مركزية.

وفي هذا الإطار، قال حسن بنعيسى، فاعل جمعوي، إن المسؤولين المنتخبين يتحملون المسؤولية بالدرجة الأولى في ما وصلت إليه المدينة، معتبرا أنه كان عليهم البحث عن تمويلات بتوقيع اتفاقيات شراكة مع القطاعات الحكومية والمركزية وإعداد دراسات مشاريع ذات البعد التنموي والاقتصادي والاجتماعي، إلا أن العكس هو ما يقع، موردا أن “السياسيين مْقابْلين شدْ ليا نْقطعْ ليكْ”.

وأضاف الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الحملة الافتراضية التي أطلقها رواد “فيسبوك”، “هي بداية وعي وفهم الشارع الورزازي بالمخاطر والمشاكل المحدقة به من طرف المسؤولين المنتخبين”، مشددا على أن “لا خير في مسؤول يمر أربع مرات في اليوم على طريق مهترئة وساحات مخربة ويلزم الصمت، كأنه لا يرى ولا يسمع”.

من جانبه، أكد مسؤول منتخب بمدينة ورزازات، في تصريح مختصر لهسبريس، أن “المدينة تحتاج إلى محرك جديد قادر على الاستجابة لجميع مطالب الساكنة المحلية”، مضيفا أن “غالبية المنتخبين، ليس فقط في مدينة ورزازات، لديهم عقلية انتقامية ضد مجالس سابقة، الأمر الذي يجعل مصالح المواطنين تضيع بين مسؤول قديم ومسؤول جديد”.

مسؤول آخر بالجماعة الترابية لمدينة ورزازات، فضل عدم البوح بهويته للعموم، قال إن “المجلس الجماعي للمدينة وصلته أصداء الحملة الافتراضية التي أطلقتها صفحات وحسابات فيسبوكية بالمدينة، والإقليم عموما”، مؤكدا أن “المجلس يعمل ما بوسعه للاستجابة لهذه المطالب”.

مدينة قرية

عبد الحميد نايت أوميمون، تاجر بمدينة ورزازات، قال إن هذه الأخيرة التي تشتهر عالميا بكونها مدينة سينمائية وسياحية وطاقية بامتياز، تشبه لدى الساكنة المحلية “قرية معزولة”، موضحا أن “البنية الطرقية مهترئة، والشوارع والأزقة تآكلت، والساحات العمومية مهملة، الأمر الذي يستحي معه الإنسان وصفها بمدينة، بل هي قرية منسية ومهمشة”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح هاتفي لهسبريس، أن الوضع التنموي الحالي للمدينة، وجماعات الإقليم عموما، “أصبح غير مقبول بتاتا”، مشيرا إلى أنه “يكفي الزائر القيام بجولة قصيرة بالمدينة ليكتشف حجم الإهمال والمشاكل الكثيرة التي تعيشها المدينة”.

من جهته، أكد مسؤول آخر بأحد القطاعات الوزارية على مستوى المدينة أن الوضع الحالي للتنمية بالمدينة في حاجة إلى فتح تحقيق من طرف السلطة الإقليمية ووزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات للوقوف على مكامن الخلل وإصلاح ما يمكن إصلاحه، وذلك بهدف توفير ظروف العيش الكريم للمواطنين.

وقال إن “المشاكل الكثيرة التي مست جميع القطاعات، بما فيها البيروقراطية في الإدارات العمومية، غير مقبولة، ولن يقبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده أن تمارس ضد شعبه الوفي”، موضحا أن “سكان ورزازات، والجنوب الشرقي عموما، هم من استجابوا لتوجيهات الدولة في ما يخص تدابير كورونا، وعلى الدولة أن تجازيهم بمشاريع كبرى”.

زيارة ملكية

إذا كانت مدينة ورزازات، أو “هوليود إفريقيا” كما هي معروفة عالميا، بمثابة صلة ربط بين درعة ومراكش، فإنها ظلت تعيش على وقع تهميش لازمها لسنوات طويلة دون أن تعرف طريقها إلى تنمية تتحقق معها آمال ساكنة تتطلع إلى ظروف عيش أفضل.

وعن الوضع التنموي لمدينة ورزازات، قال عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنه لا يمكن الحديث نهائيا عن شيء اسمه التنمية بورزازات في ظل الهشاشة التي تعرفها بنيتها التحتية، من طرق متهالكة ومناطق خضراء منعدمة وأزبال متراكمة ومياه عادمة تملأ وسط وجنبات الشوارع والأحياء، إضافة إلى الانعدام الكلي لفرص الشغل وجميع الضروريات التي يمكن أن تضمن للمواطن المحلي حياة كريمة.

وناشد عدد من المواطنين الملك محمدا السادس أن يخص المنطقة بزيارة ميدانية، معتبرين أن الزيارة الملكية هي الوحيدة القادرة على انتشال المنطقة من الفقر التنموي الذي تئن تحت وطأته لسنوات وعقود.

ومن أجل نيل تعليق عبد الله حنتي، رئيس المجلس الجماعي لمدينة ورزازات، حاولت جريدة هسبريس الإلكترونية الاتصال به طيلة ثلاثة أيام، لكن دون مجيب، علما أنه توصل برسالة عبر تطبيق “واتساب” في الموضوع.