حوادث وقضايا

لحظات دامية.. الأم والشيطان والابن في المنتصف

بريء أنت يا “يوسف” متى ضحِكت انتشت الأرض وغرّدت السماء.. أين ضحكاتك التي كانت ملء فمك الآن يا ابن التراب، علِمنا أن أمّك “هادمة اللذات” أخفتها بين أطباق الثرى، لا حظَّ لك في محبّتها كمنقار طائر انغمس في ماء بحر خضمٍّ، لا بأس إنها آثمة فتبًا لها، حتمًا ستبكي عليك دمًا ليل نهار.. ولكن خلف الأسوار!

 

ألا فتعسًا لأمٍ شهدت شمس الجُمعة عليها وعلى ما فعلته في حق ابنها فلذة كبدها، دون أن تذرف دمعة، أو تطلق آهة، دون أن يتمكن منها وجع ولا ألم، ولو استطاعت أن تقذفها بنارها المستعرة لتخلّص العالم من أشباه الأمهات أمثالها لفعلت.

 

اقرأ أيضًا: اللص والدجاج.. طرائف خلف القضبان

 

القتل اللذيد.. أنهت حياة ابنها وأعدت جثمانه “وجبة غداء”

 

في واقعة انفطر لها القلب حزنًا، واكتسى منها الوجه بغيمات الدموع، إذ خلعت سيدة ثلاثينية عن نفسها ثياب الأمومة وارتدت بدلًا منه ثياب إبليس، وأقدمت على إنهاء حياة ابنها الذي كان يخطو خطواته الأولى في عامه الخامس خنقًا دون الاكتراث لصرخاته واستغاثاته وعبراته المتناثرة على وجهه الأسيل الملائكي، حتى فارق الحياة واعتلته صفرة الموت وسكونه، ولم تكتفِ بذلك بل فعلت بحقّه ما طعن الإنسانية في مقتل، إذ دنت منه وجثتْ على رُكبتيها ومدّت راحتيها إلى جثمانه وقطّعته وحولته إلى أشلاء باستخدام الساطور، ووضعته داخل “جردل”، بعدما تهشمت عظامه وجمجمته من أثر الساطور، فصار يسبح في بحر من الدماء، وطهت من الجثمان “الرأس”؛ وتناولتها كـ”وجبة غداء”.

 

بين ليلةٍ وضحاها باتت “هناء” مثار حديث قريتها أبوشلبي التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، بعدما كتبت كلمة الختام في جريمتها الشنعاء بدماء نجلها الصغير وبمجرد أن تُسرد على المسامع تسري في الجسد قشعريرة باردة وشعور بالانتقام من أم بمثابة الجماد بلا شعور، تحولت لعاصفة أشبه بريح عاتية، مدمرة، وكان أول ضحاياها ابنها الوحيد.

 

الكل يتساءل.. هذا يسترق السمع وذاك يستشف ما حدث، قالوا إن غياب زوجها عنها طيلة ثلاث سنوات أفقدها رشدها وأذهب صوابها وأثر على قواها العقلية، فتخلصت من صغيرها دون وعي منها بما فعلته، وقالوا إنها زوجها جار عليها وتزوج بأخرى فتخلصت من الصغير انتقامًا منه.

 

ومن الحب ما قُتِل.. تحتفظ بجثمان “ابنها” داخل أحشائها

 

ولكن جاءت أقوال الأم المتهمة في تحقيقات النيابة صادمة بكل المقاييس لتضرب بالأقاويل عُرض الحائط، إذ قالت إنها أقدمت على إنهاء حياة ابنها حبيبها بطريقة وحشية تصورًا منها أنها ستكفيه بطش الأيام العصيبة بعد انفصالها عن زوجها وستحميه من ريب المنون في بطنها، فهو الباقي لها بعد تخلي الزوج والأسرة، فأرادت أن تُحسن مقامه وتحفظه في بطنها

حيث وُلِد -على حد قولها-، ولم تكن ثمة طريقة لوصول ابنها إلى بطنها “أأمن مكان” سوى أكله!

 

تمكن من المرأة الشيطانية خوف لا حدود له عندما سألها الضابط عن سبب التخلص من صغيرها، فعادت تتلعثم مؤكدة أنها لم تتعمد ذلك، ولكنها  تعاني من مرض نفسي حال دون إدراكها بأفعالها، قامت على أثره بخنقه حتى لفظ أنفاسه ثم تقطيع جثمانه وتحويله إلى أشلاء باستخدام الساطور.

 

هزّ الضابط رأسه في أسفٍ بالغٍ قائلًا: “صرنا في زمن تتخلص فيه الأم من ابنها، وما أرى القيامة إلا قريبة، أوشكت على أن تدقّ أجراسها”.

 

بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي الأجهزة الأمنية بالشرقية إخطارًا يفيد بالعثور على جثمان الطفل “يوسف” البالغ من العمر 5 سنوات مقطع إلى أجزاء داخل جردل بأحد المنازل الكائنة بقرية أبوشلبي التابعة لمركز فاقوس.

 

وجرى تشكيل فريق بحث جنائي على أعلى مستوى من المديرية برئاسة رئيس قسم المباحث الجنائية، وتحت إشراف مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الحادث.

 

وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطها، وبمواجهتها أقرّت بارتكاب الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبالعرض على النيابة قررت التحفظ على المتهمة؛ تمهيدًا لعرضها على الطب الشرعي؛ لبيان مدى سلامة حالتها العقلية، وندب الطبيب الشرعي لتشريح جثمان الطفل وإعداد التقرير اللازم، وطلبت تحريات المباحث عن الواقعة وظروفها وملابساتها.

موضوعات ذات صلة:

الحنة لا تزال في يدي

أرجوك سامحني.. ياسمين تنهى حياة أخيها

ليلة القبض على «أنوش»

دماء طاهرة على سُلّم المدرسة

كنز وثراء.. أحلام خلف القضبان

سعيدة تسطر نهاية حزينة بـ«حبة الغلة»

المخدرات تخرب بيت «غادة»

جبروت رجل.. ذئب ينهي حياة ابنته بمساعدة شقيقيها

العم الذئب.. استغل غياب أخيه واغتصب ابنته المعاقة

اجتمعوا في الشباب.. وتفرقوا في المشيب
طـــلاق.. فــــي خــريـــف الـعــــمر!

“الوفد” تكشف المسكوت عنه خلف الأبواب المغلقة
التحرش بالصغار.. جريمة لا تسقط بالتقادم