حوادث وقضايا

.‫. وسقط قناع المدمن | الوفد

زوجة فى العقد الثانى من العمر تدخل إلى قاعة محكمة الأسرة فى خجل شديد ترتدى نظارة سوداء كبيرة محاولة إخفاء وجهها وملامحها كانت تحمل فى يديها حقيبة من الأوراق فى محاولة لإثبات حقها الذى ضاع على يد زوج مستهتر حول حياتها إلى جحيم.

 

جلست الزوجة فى أحد جوانب القاعة منتظرة دورها فى رول المحكمة الوقت كان يمر عليها ببطء شديد حتى سمعت حاحب المحكمة وهو ينادى على رقم دعواها لتقف أمام المحكمة وتروى قصتها القصيرة مع زوجها.

 

قالت الزوجة والدموع تملأ عينيها عشت عامين مع زوجى فى حسرة وعذاب بسبب سوء أخلاقه الذى حولت حياتى إلى جحيم لا يطاق.

 

تعرفت على زوجى من خلال صديق العائلة وتصورت أنه زوج مناسب فقد تمكن من ارتداء قناع الاحترام والتدين وعن طريق تلك الأقنعة وافقت على الزواج منه دون تردد لتتم الخطبة فى حفل عائلى بسيط بعدها بفترة بسيطة بدأنا فى إعداد عش الزوجية وكانت من أجمل أيام حياتى، مر عام والنصف عام على خطوبتنا عشت خلالها أجمل اللحظات كنت أتمنى أن نتزوج سريعا لأنتقل إلى بيت زوجى ونعيش فيه سويا.

 

تم الزفاف فى حفل كبير ضم الأهل والأصدقاء، سافرت مع زوجى الى إحدى القرى السياحية لقضاء شهر العسل، بعد فترة قصيرة عاد زوجى الى عمله وبدأت حياتى فى الاستقرار.

 

صمتت الزوجة فجأة الدموع ملأت عيونها وقالت بصوت ملئ بالحزن: بعد شهر واحد فقط من الزواج اكتشفت أن زوجى مدمن للمواد المخدرة، كان هذا عن طريق الصدفة حيث شاهدته وهو يتعاطى المواد المخدرة شعرت بصدمة قوية كدت أفقد وعى وقتها لكنى تماسكت حاولت ترك البيت لكنه منعنى وبكى بين يدى طالبا منى أن أسامحه وأغفر له وأساعده على التخلص من تلك العادة.

 

ومثل أى زوجة قررت الوقوف مع زوجى ومساعدته فى العلاج من الإدمان خاصة وأنه أكد لى أنه لم يتعاط تلك المواد المخدرة إلا من فترة قصيرة جدا.

 

فى بداية الأمر تمكن زوجى من خداعى وإيهامى بأن أقلع عن هذه التصرفات لكن سرعان ما اكتشفت أمره وقررت اللجوء

إلى أسرته لمساعدتى فى تلك الورطة لأكتشف كارثة من العيار الثقيل فزوجى له تاريخ طبى مع المخدرات وأن أسرته وضعته أكثر من مرة فى مصحات علاج الإدمان لكنه كان يعود إليها مرة أخرى بسبب أصدقاء السوء.

 

شعرت بأن زوجى وأسرته قاموا بخداع أسرتى وإخفاء تلك الأمور عننا حتى يتخلصوا من وجوده معهم عن طريق الزواج تركت منزل الزوجية وأخبرت أسرتى بما اكتشفته وطالبتهم بتطليقى منه وبعد مناقشات ووعود كثيرة بأنه سوف يتلقى العلاج اللازم للخروج من تلك المحنة عدت إلى زوجى مرة أخرى لكن بعد أن عقدت العزم على ضرورة عدم انجابى من زوجى خوفا من أن أعيش معه خاصة وأننى فقدت الثقة فيه.

 

بدأت فى تناول حبوب منع الحمل من وراء زوجى وعندما اكتشف الأمر اعتدى عليّ بالضرب وحبسنى فى البيت لمدة أسبوع عقابا لى على رفضى الإنجاب منه، تمكنت من التواصل مع أسرتى الذين حضروا فوجدونى فى حالة من الإعياء الشديد وتم نقلى إلى المستشفى لتلقى العلاج المناسب وحررت محضرًا بالواقعة.

 

عدت إلى بيت أسرتى وأعلنت رفضى التام العودة إلى زوج مدمن لا يدرك خطورة تصرفاته معى، وبسبب رفض زوجى منحى حريتى قررت اللجوء الى محكمة الأسرة وأقمت دعوى طلاق للضرر كما طالبت بالحصول على كافة حقوقى المالية تعويضا لى على ما عشته مع زوجى من ألم وخوف وحسرة على حالى.