حوادث وقضايا

زوجة في دعوى خلع .. حماتي عذاب

على كرسى خشبي يقع في ركن هادئ بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة، جلست سيدة أربعينية متكئة برأسها على راحة يديها، تغمض عينيها التى بدت عليهما علامات التعب والإرهاق، كما أنها بدت تائهة وكأنها تهرب من شئ ما، ربما من ذكريات مؤلمة عصفت بذهنها، وربما من الخوف من المستقبل المجهول الذي يطاردهاوينتظرها .

 

“مقصرتش معاه كان كل همى ان انال رضاه لكنه طلع ما يستاهلش» بتلك الجملة وبوجه ترتسم عليه علامات الحزن وصوت تتلون نبراته بالبكاء ولكنها حاولت منع دموعها من التساقط خوفا من ملاحظة رواد المحكمة دموعها”، بدأت السيدة الأربعينية في سرد مأساتها، بعد عدة محاولات لمعرفة سبب حضورها إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى خلع ضد زوجها.

 

وقالت الزوجة أنها تزوجت قبل 12 عاما زواج الصالونات فلم تربطها علاقة حب أسطورية بزوجها قبل الزواج لكنه تقدم لخطبتها بطريقة عادية، ونظرا لجمالها ومظهرها الجذاب جعله يُصر على الزواج منها، كما أنها وافقت عليه أملا في الحصول على الاستقرار وبناء أسرة سعيدة بعد ما لمست فيه الطيبة والاحترام  تمسكه الشديد بها وبعوده البراقة بحياة وردية.

 

“تزوجنا في شقة بمنزل العائلة” واصلت السيدة حديثها قائلة بأنها تزوجت في منزل أسرة زوجها ولم تعترض على ذلك طالما هناك شقة منفصلة ستجمعهما أخر الليل، لكنها فوجئت منذ اللحظات الأولى لدخولها عش الزوجية بأن زوجها عديم الشخصية أمام والدته وأشقائه البنات مما جعلها في مهب الريح، ومطالبة دائما بالتصدى لهم للدفاع عن نفسها وحقوقها التى يتنازل عنها الزوج بكل بساطة أمام جبروت  تسلط أمه ولاتفه الأسباب بل وأحيانا بدون اسباب كانت تفاعل معها المشاكل وكأنه اصبح كيفا لديها تعكير صفو حياة زوجة إبنها وأمام تساهل الزوج فى الدفاع عن حقوق زوجته أو حمايتها أصبحت الزوجة لعبة فى يد الحياة وبناتها.

 

وأشارت الزوجة في حديثها أنها فوجئت بأن زوجها ليس لديه أى وظيفة يعمل بها بل كل اعتماده في تلك الحياة على الميراث الذي تركه له والده، ورغم محاولاتها لاستثمار ذلك الميراث في عمل مشروع يحقق ربحا لزوجها وأبنائهما إلا أنه كان يُفضل كان يعشق  البقاء في المنزل على العمل، مما كان يزيد الخلافات والمشكلات الأسرية فهو عاطل بالراحة ويرى أنه لا يحتاج للعمل طالما لديه الكثير من الأموال.

 

وأضافت الزوجة في كلامها بأنها تعمل في وظيفة مرموقة لكن زوجها وأسرته لم يراعوا تعبها وجهدها في وظيفتها وكانت دائما مطالبة بخدمة زوجها ووالدته وأشقائه، ولم تدخر جهدا في تلبية طلباتهم حرصا منها على استقرار بيتها وعدم السماح بهدمه بسبب محاولتهم لاستفزازها والإيقاع بينها وبين زوجها بإثارة المشكلات والخلافات العائلية.

 

لم تنجح محاولات الزوجة في الحفاظ على بيتها أمام هواية حماتها وبناتها  الدائم على افتعال المشكلات معها مما تسبب في اصابتها بحالة نفسية ودخلت فى نوبة من الحزن والقلق على مستقبل زواجها واطفالها وأن بقالها فى المنزل اصبح مهددا ولم تكتفى حماتها بذلك بل وبدت في افتعال المشكلات مع أطفالها لزيادة

الضغط عليها، وأمام كل تلك المشاكل كان يقف الزوج مكتوف الأيدي لم يتدخل لنصرة زوجته وأبنائه ورفع الظلم عنهم ضد عائلته، مما اضطر الزوجة إلى اللجوء لأسرتها لإنصافها، ولم يرضوا بما تتعرض له ابنتهم خاصة بعد سلبية زوجها في مواجهة تلك الخلافات العائلية وإصابة ابنتهم باليأس والاحباب من ان ينصلح حالها أو حال زوجها بل وأصبح مستقبل اطفالها مهمد بعد حاولت جدتهم السيطرة عليهم وابعادهم عن امهم

حاولت الزوجة اقناع زوجها بالسكن فى منزل بعيدا عن مسكن عائلته لانهاء الخلافات الدايرة بينها وبين والدته وشقيقاته والتى لا تكاد ان تنتهى حتى تبدأ مرة اخرى وهذا سوف يؤثر عل علاقتهما الزوجية وعلى مستقبل اطفالها وخاصة مع موقفة الضعيف أمام اسرته ولكنه رفض طلبها تماما اصر على البقاء فى منزل عائلته  ضاربا براحتها واطفالها وحياتهما الزوجية عرض الحائط.

وهنا ايقنت الزوجة ان الحياة مع خذا الرجل مستحيلة واذا ما بقيت هكذا سوف تفقد حياتها واطفالها ليس فقط حياتها الزوجية وقررت ترك المنزل دون عودة وارسلت له فى طلب الطلاق وارسال نفقات اطفاله دون اللجوء الى محكمة الاسرة.

 

ولكن كان راى امه كالعادة الرفض كى تغصبنى على العودة ولكن لم تعلم اننى لن اعود حتى لو اتى الى ابنها بقصر بعيدا عنها فالمشكلة اصبحت ليست فى ما تفعله هى بل فى هذا الرجل عديم الرأى  والشخصية القابع فى المنزل العاطل بالوراثة.

 

وانتهى بها المطاف إلى القرار الذى تأخر كثيرا وهو الذهاب الى محكمة الاسرة وطلب الطلاق من هذا الرجل طلقة بائنة خلعا  والذى سيكون ايضا الخلع من حماتها كما ارفقت بدعوى الخلع دعوى  نفقة لأولادها بما يتناسب مع ثروة والدها التى ورثها كى تربيهم التربية التى تليق بهم وترسل بهم الى مدارس راقية  حتى تخرجهم للمجتمع أشخاص اقوياء لا يشبهون والدهم فى شيء أكملت الزوجة حكايتها وتنفست الصعداء وكأنها إزاحة حجرا كان جاثما على صدرها. وتركتنى وتاهت فى الزحام لتكمل إجراءات دعواها.