تكنولوجيا

مراجعة لعبة Dragon’s Dogma 2

هذا الشهر لدينا حدث هام جدًا حيث يتم إطلاق لعبة Dragon’s Dogma 2 اللعبة المُنتظرة بشدة والتي تأتينا من تطوير ونشر شركة كابكوم، وهي لعبة تقدم تجربة تقلد أدوار من منظور الشخص الثالث.

لعبة Dragon’s Dogma 2 تحمل على عاتقها إرث كبير حيث تم إطلاق جزء أول من اللعبة في مايو 2012 وتمكن هذا الجزء من تحقيق نجاح كبير جدًا خاصة بين اللاعبين أنفسهم لأن اللعبة قدمت وقتها أفكار عديدة جديدة في عالم صناعة الألعاب.

الآن تعود السلسلة مع المزيد من الوعود، حيث كشف المطور عن الكثير من المعلومات القوية التي روج من خلالها للجزء الجديد، لدينا خريطة أكبر 4 مرات من الخريطة الأولى مع وعود بتجربة لعب تقنية من الدرجة الأولى وبالطبع نظام تقلد أدوار فريد.

شخصيًا أنا عاشق لفئة ألعاب تقلد الأدوار ولا يهمني أي معلومات يروج لها فريق التطوير أو الشركة الناشرة ولا يهمني أي أفكار متعارف عليها في صناعة الألعاب بخصوص هذه الفئة من الألعاب، كل ما يهمني هو تقديم تجربة لعب غنية تجعلني أنغمس فيها، أحتاج إلى شخصية أتوحد معها بحيث أشعر وكأنني دخلت إلى عالم اللعبة بوجداني بالفعل، والآن كفانا حديثًا ولنرى هل تمكنت اللعبة من تحقيق هذا الأمر بالفعل؟

قصة لعبة Dragon’s Dogma 2

على الرغم من أن لعبة Dragon’s Dogma 2 تقدم تجربة تقلد أدوار إلا أنها تقدم قصة بسيطة نوعًا ما، القصة تدور حول عودة التنين من جديد ومع التنين يعود المستنير، والمستنير هو بطل قادر على قتل التنين.

أنت تلعب بدور المستنير، ولكن تجد نفسك ضائعًا وتم استبدالك بـ مستنير مزيف ومن هنا تبدأ رحلتك في عالم اللعبة لتثبت أنك المستنير الحقيقي وبالطبع تقتل التنين الذي بوصوله ساد الذعر وانتشرت الوحوش في كل أرجاء عالم اللعبة المثير.

في الحقيقة القصة بسيطة جدًا ويمكن أن نقول أنها نمطية ومكررة في الكثير من الألعاب وهي حقيقة، ولكن الحرفة هنا تكمن في طريقة تقديم القصة نفسها.

المستنير قادر على استدعاء البيدق والبيدق هو محارب قوي يأتي من وراء الصدع وهذا البيدق سوف يخدم المستنير بكل إخلاص وهذه هي الفكرة التي تدور حولها اللعبة في الأساس.

مع بداية اللعبة ومثل أي لعبة تقلد أدوار تقوم بتصميم الشخصية الخاصة بك واختيار الفصيل الذي تنتمي إليه واختيار إسم الشخصية وهو أمر شائع في ألعاب تقلد الأدوار، الجديد هنا هو أنك تقوم أيضًا بتصميم البيدق الخاص بك وسوف نشرح لاحقًا أهمية هذا البيدق لأن هذه هي الفكرة الأساسية من اللعبة.

على الرغم من أن البيادق ليس لها دور أساسي في أحداث القصة إلا أن طريقة تقديمها وتصميمها نتج عنها رابطة فريدة بين الشخصية الأساسية والبيدق واللاعب، مع مرور الوقت في اللعب بدأت أتعلق جدًا بشخصية المستنير وتعلقت أكثر بالبيدق الخاص بي.

الوقت يحكم اللعبة

هذه اللعبة تقدم نظام تعاقب ليل ونهار هو الأفضل من وجهة نظري، لقد رأيت الكثير من الألعاب التي تقدم هذا النظام وتجعل له تأثير على الأحداث ولكن ليس بهذا الشكل الفريد من نوعه، كل شيء داخل اللعبة مربوط بالوقت ويتأثر به بشكل تقني رائع.

لنبدأ أولًا بالأمور الملحوظة والموجودة في الكثير من الألعاب المشابهة، وهي الخضروات والطعام الذي تقوم بتجميعه حيث يتلف هذا الطعام مع مرور الوقت، وهو نظام رأيناه في الكثير من الألعاب لعل كان أخرها Avatar Frontiers of Pandora فهذه اللعبة قدمت نفس الفكرة تقريبًا.

مع الانغماس في عالم اللعبة تجد أن فكرة الوقت لها دور أكبر بكثير بل وهي محور هام في التحكم بعالم اللعبة كله، على سبيل المثال عندما تقتل وحش معين فإن جثة هذا الوحش تظل باقية في عالم اللعبة وتبدأ في الحلل مع مرور الأيام وتصل الدقة والعبقرية التقنية في طريقة محاكاة هذا التحلل، في اليوم الأول سوف تجد الجثة وبعد أيام سوف تجدها والذباب يحيط بها وبعد ذلك تبدأ بالتحلل إلى أن تختفي.

نفس الدقة والتفاصيل مستمرة معنا في نباتات الأشجار التي تنبت من جديد مع مرور الوقت، وكذلك الوحوش يطرأ عليها تغيرات مع مرور الوقت بشكل ساحر يجعلك تشعر بحجم المجهود والاهتمام من مطور اللعبة.

الآن هل يمكنك تخيل مدى تأثير هذا النظام على المهمات الموجودة في اللعبة؟

نعم الوقت يؤثر بشكل مباشر وصريح على المهام التي تقوم بها لأنه في الوقت الذي تأخذ فيه المهمة وتقبلها فإن عالم اللعبة يتحرك بالفعل ويتقدم، على سبيل المثال إذا أخذت مهمة لإنقاذ شخص ما من هجوم وحوش معين، فربما ينبغي الإسراع في الأمر حتى لا يموت هذا الشخص قبل أن تصل إليه، أي أن الوقت عنصر هام وحيوي في تأدية المهمات، وبالطبع قد تجد مهمة تحتاج إلى تأديتها في النهار فقط أو بالمساء فقط.

نظام الوقت هام وحيوي لدرجة أنه يؤثر على طريقة تنقلك في عالم اللعبة نفسه، لأن التنقل تحت ضوء النهار أسلس بكثير وأسهل من التنقل في المساء لأنه في المساء الرؤية تنخفض والكثير من الوحوش تنشط وبالتالي يجب عليك تحسس خطواتك بشكل كبير جدًا في عالم Dragon’s Dogma 2.

مهمات جانبية مميزة

هنا يجب الإشار إلى جودة المهمات الجانبية الموجودة في اللعبة، شخصيًا ظللت فترة عالق في هذه المهام وغير قادر على التركيز في مهام القصة الأساسية بسبب متعة المهام الجانبية.

اللعبة توفر عدد ضخم جدًا من المهام الجانبية و أغلبيتها كانت ممتعة وتأخذك إلى مُدن مختلفة وطُرق جديدة وفي الحقيقة أيضًا كانت هذه المكافأت ذات نفع كبير وعادت بأدوات أو أموال هامة جدًا في عالم اللعبة.

ملف حفظ واحد ورحلة واحدة!

اللعبة تقدم ملف حفظ واحد مُنذ بدايتها، أي أنك من البداية ستكون حبيس الشخصية التي تلعب بها بل يمكن القول أن كل خطوة تقوم بها داخل اللعبة سوف تكون محسوبة عليك بشكل كبير جدًا.

لا يوجد عودة ولا يمكنك تكوين حفظ بديل لاستكشاف منطقة معينة، عندما تدخل منطقة فأنت سوف تتحمل العواقب مهمًا كانت حتى وإن كلفتك المخاطرة الكثير من الخسائر.

هذه الفكرة جعلتني أنغمس أكثر في عالم اللعبة وأفكر كثيرًا في تحركاتي داخل عالم اللعبة وشعرت أن الرحلة خاصة بي وفي الكثير من الأحيان كنت أنسى أنني ألعاب في النهاية.

أسلوب اللعب

ألعاب تقلد الأدوار فكرتها معروفة، لديك شخصية ترتقي بالمستوى كلما قتلت الوحوش وأديت المهام، وكلما ارتقيت بالمستوى تحصل على نقاط خبرة تقوم من خلالها بفتح مهام جديدة في شجرة المهارات وبالطبع تحتاج إلى ترقية العتاد وتحسينه.

في الحقيقة اللعبة لا تقدم هذا النظام على الإطلاق والغريب أنها في نفس الوقت تقدم تجربة تقلد أدوار مثالية بل ومن الطراز الرفيع، وهذا الأمر يمثل عبقرية كبيرة في طريقة تطوير وتصميم اللعبة، لذلك سننطلق الآن لنوضح طريقة بناء اللعبة وعملها.

تقلد أدوار غير عادي

نظام تقلد الأدوار الفريد يبدأ مع تصميم الشخصية فهو بسيط جدًا بشكل بعيد كل البعد عن هذه النوعية من الألعاب خصوصًا في السنوات الأخيرة.

لديك الجنس والنوع والحرفة وفقط، لا يوجد حرف فرعية ولا يوجد نقاط وسمات شخصية ولا أي شيء من كل العناصر التي أصبحت موجودة في ألعاب تقلد الأدوار مؤخرًا على وجه الخصوص.

ومع ذلك وبالرغم من بساطة هذا النظام للوهلة الاولى إلا أنه في حقيقة الأمر معقد جدًا وبه الكثير من التفاصيل، ولكي نشرح هذا التعقيد يجب أن نشرح أولًا ماذا يحدث عندما ترتقي بالمستوى.

في الحقيقة عندما ترتقي بالمستوى لا يحدث أي شيء حيث لا يمكنك رفع قدرات معينة أو فتح شجرة مهارات معينة، ولكن يمكنك الذهاب إلى سيد الحرفة وتخصيصها.

كلما ارتقيت بالمستوى تقوم اللعبة بفتح مهارات جديدة في الحرف المختلفة الموجودة في اللعبة وهنا يمكنك الاختيار بين هذه المهارات وتخصيص الشخصية الخاصة بك عن طريق إنفاق نقاط معينة تكتسبها مع الارتقاء بالمستوى.

هذا النظام يعطي عمق فريد لفكرة تقلد الأدوار وفي نفس الوقت حرية كبيرة جدًان لأنك في أي وقت يمكنك الانتقال إلى حرفة جديدة، على سبيل المثال بدأت رحلتي مع حرفة المشعوذ وبالفعل قمت بفتح مهارات عديدة وقمت بالكثير من التخصيصات والسمات الشخصية، وبعد ذلك بسهولة تامة انتقلت إلى حرفة الصياد ثم عدت بعد ذلك إلى المشعوذ.

ومع وصولك إلى مستوى متوسط داخل اللعبة سوف تجد أنك تمتلك الكثير من النقاط التي تمكنك من فتح أكثر من حرفة وفي نفس الوقت كلما استمريت باللعب باستخدام حرفة معينة كلما أثقلت مهارتك في الحرفة وفتحت سمات ومميزات جديدة. وبالمناسبة هذا النظام يتم تطبيقه على البيدق الخاص بك أي انك تقوم بنفس الأمر مع بيدقك الخاص وبالتالي أنت تتمكن من تخصيص شخصيتين داخل اللعبة.

البيادق محرك لعبة Dragon’s Dogma 2

مُنذ بداية المراجعة وأنا أتحدث كثيرًا عن البيدق فربما حان الوقت لنشرح ما هو البيدق وما هي فكرته التي تقوم عليها اللعبة بشكل كامل.

كما ذكرنا أنت المستنير قادر على استدعاء البيادق وضمها إلى تشكيلتك وفي الحقيقة أنت كلاعب تقوم بتصميم بيدق واحد يكون مصاحب لك طوال رحلتك في اللعبة.

الآن يجب أن نوضح أن التشكيلة يمكن أن تتكون كحد أقصى من 4 شخصيات وهذه الشخصيات هي المستنير والبيدق الرئيسي وبيادق فرعية، والسؤال الآن من أين تأتي البيادق الفرعية؟

في الحقيقة البيادق الفرعية تاـي من اللعبة نفسها أو من اللاعبين الأخرين، نعم كما قرأت البيادق الخاصة بباقي اللاعبين تتجول في عالم اللعبة ويمكنك الاستعانة بهم وضمهم إلى التشكيل الخاص بك، وإلى جانب بيادق اللاعبين تقوم اللعبة بنشر بيادق خاصة بها يمكنك الاستعانة بهم أيضا.

المستوى الخاص بالبيادق الفرعية لا يزيد مع مرور الوقت وهذا يعني أنك سوف تحتاج بعد فترة تحرير البيدق والاستعانة ببيدق أعلى في المستوى وعند ترك البيدق يمكنك أن تترك هدية معه كتعبيرًا عن شكرك لخدمة البيدق لك.

هذا النظام عبقري بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لا يمكنني وصف الشعور بالسعادة عندما عاد بيدقي أول مرة وذكر أنه ساعد مستنير أخر وحصل منه على هدية، متعة لا يمكن وصفها وتنوع كبير جدًا في طريقة اللعب.

طوال رحلتي مررت بالعديد من البيادق وقمت بتجربة الكثير منهم بل وغيرت التشكيل وأسلوب اللعب بسبب أحد البيادق، هنا توقفت عند هذه الفكرة ووجدتها فريدة من نوعها وأصلية وغير موجودة في أي ألعاب أخرى سواء تقلد أدوار أو أي نوع أخر وفريدة حتى ومميزة عن فكرة Baldur’s Gate III التي كانت تحتوي على تشكيل به عد شخصيات ولكن كانت شخصيات من داخل اللعبة أو حتى لاعبين عن طريق طور الأونلاين.

كيف نتحكم بالبيادق؟

انت المستنير أي أنت القائد في عالم لعبة Dragon’s Dogma 2 وبالتالي أنت لك مطلق الحرية في التحكم بالبيادق الموجودة في التشكيل، ويمكنك التحكم بالبيادق عن طريق 4 أوامر:

هيا: مخصصة لأمر البيادق بالهجوم أو الاستمرار فيما يفعلونه.

النجدة: تجعل البيادق تلتف حولك وتحاول حمايتك.

مهلًا: تأمر البيادق بالتوقف.

إلي: تأمر البيادق بالتحرك إليك.

هذه هي الاوامر الموجودة داخل اللعبة والتي يمكنك من خلالها توجيه البيادق الخاصة بك، وهنا تظهر عبقرية تقنية مرة أخرى في اللعبة تتمثل في الذكاء الاصطناعي الرائع الخاص بالبيادق.

البيادق تلعب معك كأنها أشخاص حقيقية وفي نفس الوقت تدرك دورها، على سبيل المثال مررت بمكان به موارد خام قابلة للتجميع سوف تجد البيادق تتحدث عن الأمر وعن وجود موارد، هنا إذا اخترت الأمر “هيا” سوف تجد البيادق تتحرك لتجميع الموارد.

أو مثلا قد تضم بيدق يعرف طريق معين لمهمة معينة هنا سوف تجد البيدق يخبرك أنه يعرف الطريق وإذا استخدمت الأمر “هيا” سوف تجد هذا البيدق يدلك على الطريق ويرشدك.

الحديث بين البيادق وأنفسهم مثير للاهتمام وبه الكثير من المعلومات الهامة، في إحدى المرات وجدت بيدق يحذرني من حمل الكثير من الامتعة وبالفعل وجدت أن الوزن ثقيل على الشخصية ويؤدي إلى بطئ الحركة، وفي مرة أخرى قبلت مهمة تحتاج إلى حرفة الصياد وفي هذا الوقت كنت مشعوذ ووجدت أحد البيادق ينبهني بان الحرفة الحالية لا تصلح لهذه المهمة.

البيادق تتحدث حتى عن المهمة التي تنوي خوضها وربما يعطيك أحد البيادق فكرة لإنهاء المهمة، بكل بساطة البيادق هي رفيق حقيقي يمكنك ويساعدك من استكشاف عالم لعبة Dragon’s Dogma 2 ويجعلك تشعر أنهم أشخاص حقيقيون.

على الرغم من نظام البيادق التقني العظيم والفكرة الأصلية الغير موجودة إلا أني واجهت مشكلة وهي أن البيادق يتم توجيهها جميعًا في نفس الوقت وهو ما أثر على نظام المعارك الموجود في اللعبة، في كثير من الأحيان تمنيت لو أني قادر على توجيه كل بيدق في مكان معين أو القيام بأمر معين، هذا الأمر كان سيضيف بُعد استراتيجي رائع في اللعبة.

نظام قتال ملحمي

هذه النوعية من الألعاب قد تجد بها بعض العيوب في نظام القتال أو حتى تجد عدم اهتمام من المطور بخصوصها لأن ألعاب تقلد الأدوار تركز على ترقية مستوى الشخصية والعتاد وبعض الألعاب التي تقدم تجربة تقلد أدوار لا تهتم أصلًا بنظام القتال وتجعله نظام رقمي بحت قائم على فوارق الأرقام بين الشخصيات.

لعبة Dragon’s Dogma 2 تأتي على النقيض تمامًا وتقدم نظام قتال ملحمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في البداية نوضح أن اللعبة تحتوي على عدد كبير جدًا من الوحوش و تتنوع أحجامها من الصغيرة إلى المتوسطة وبالطبع الوحوش العملاقة جدًا.

نظام القتال يعتمد على التعاون الكبير بين أفراد التشكيل وهنا يجب الاستماع إلى صيحات المعركة وتعليقات البيادق لأنها تعليقات حاسمة في المعركة.

البيادق قادرة على ملاحظة سلوك العدو بشكل كبير وتنبيهك له، فمثلًا قد تسمع البيدق يقول أن هذه الفرصة جيدة للهجوم وبالتالي يمكنك الهجوم واستغلال هذه النقطة، أو قد تجد تحذير من أحد البيادق يقول لك أن هذا العدو ليس بمفرده وبالتالي تدرك أن المزيد من الأعداء قادمون.

البيادق تخبرك بنقاط الضعف الخاصة بالوحش وتقول لك أفضل طريقة للقضاء عليه، على سبيل المثال قد تجد البيادق تقول لك أن نقطة ضعف هذا الوحش هي النيران وبالتالي يمكنك استخدام أدوات قابلة للاشتعال أو استخدام تعاويذ نارية إذا كنت مشعوذ أو يوجد في تشكيلك بيدق يمتلك حرفة المشعوذ.

الذكاء الاصطناعي في هذه اللعبة متقدم جدًا ومن أفضل ما رأيت لان البيادق تتعاون في المعركة بشكل يجعلك تشعر أنهم لاعبون حقيقيون ويظهر الأمر بشكل جلي عند الهجوم على عدو عملاق لأن العدو العملاق يمكن إسقاطه أرضًا عن طريق التشبث به ودفعه.

في هذه الحالة تجد البيادق تتحدث وتحاول أن تضع خطة لإسقاط العدو الضخم على الأرض والنيل منه، وفي حالة وجود مهارة معينة مع أحد البيادق تخدم الفريق تجده يستخدمها بشكل تلقائي وفي التوقيت المناسب على سبيل المثال أمتلكت بيدق يمكنه من إعادة مستوى قدرة التحمل فكان هذا البيدق يستخدم المهارة من تلقاء نفسه كلما انخفض مستوى التحمل الخاص بالشخصية الأساسية.

بكل بساطة أيها السادة نحن أمام تحفة تقنية بكل المقاييس فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، حتى الأعداء قادرون على فهم الخريطة والتعامل معها بل قادرون على فهم التشكيل والتعامل معه في نفس الوقت إذا كنت مشعوذ وتحدث ضرر جسيم فإن الوحش سوف يحاول الوصول إليك أولًا للتخلص من هذا الضرر الضخم.

المعارك في اللعبة ملحمية جدًا وممتعة لاقصى درجة خصوصًا وأن الوحوش عملاقة ومتنوعة وصعبة ولكن للأسف حركة الكاميرا في اللعبة قد تكون صعبة خصوصًا في المعارك التي يوجد بها وحوش ضخمة يمكنها القفز والتنقل باستمرار.

نظام تصنيع بسيط وممتع

اللعبة تحتوي على نظام تصنيع بسيط جدًا وممتع والأهم أنه غير مرهق على الإطلاق، تقوم بتجميع الموارد الخام من عالم اللعبة وتبدأ في دمجها معًا، وعملية الدمج هنا لا تحتاج إلى أي عناصر جانبية فلا تحتاج إلى معمل أو أن تقوم بها في استراحة معينة أو كل هذا التعقيد الموجود في الألعاب الآخرى، كل ما عليك فعله أن تفتح الشنطة الخاصة بك وتبدأ في دمج المكونات وكلما دمجت المزيد من المكونات كلما حصلت على منتجات نهائية أفضل.

نفس الأمر تستخدم الموارد التي تقوم بتجميعها من عالم اللعبة في ترقية وتحسين العتاد الخاص بك وهنا يجب التأكيد على أن موارد اللعبة قليلة جدًا لذلك يجب إنفاق كل مورد بحرص شديد جدًا، وبالطبع استمع إلى البيادق فهم خدام مخلصون.

مستوى صعوبة مرهق أحيانًا

للأسف اللعبة تقدم مستوى صعوبة قد يكون مرهق بعض الشيء ومحبط في أوقات أخرى، ومستوى الصعوبة هنا عبارة عن مزيج من العناصر مجتمعة سويًا.

في البداية لديك ملف حفظ واحد فقط وهو ما يجعلك تتحسس خطواتك بحرص شديد جدًا لان خطوة واحدة أو اختيار توقيت خاطئ قد يجعلك تعلق في نقطة صعبة جدًا من اللعبة تجبرك على العود إلى أخر نزل خلدت للنوم فيه وهو الأمر الذي قد يكون من ساعات.

ثم بعد ذلك لدينا الوحوش، هذه اللعبة تمتلك وحوش بالمعنى الحرفي، كوابي لا تريد أن تحلم بها، الوحوش قوية جدًا وأي ضربة منهم تؤثر في مستوى الصحة بشكل كبير جدًا، يجب التعاون مع التشكيل للقضاء على الوحوش العادية فما بالك بالوحوش المميزة التي تمتلك عداد صحة طويل جدًا، الوحش المميز الواحد قد يحتاج منك 10 دقائق كاملة وربما أكثر للقضاء عليه وهذا الوحش قادر على قتلك بضربة واحدة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

على ذكر مستوى الصحة لدينا كابوس آخر لأن مستوى الصحى يتضرر بشكل دائم، في أي لعبة عندما تتلقى ضربة ينخفض مستوى الصحة الخاص بك ويمكنك استعادته عن طريق تناول جرعة صحة مثلًا، الأمر في لعبة Dragon’s Dogma 2 مختلف كثيرًا لأنه كلما تلقيت ضربات ينخفض مستوى الصحة وينخفض كذلك حد عودة مستوى الصحة.

لنبسط الأمر إذا كان مستوى الصحة الخاص بك مكون من 100 نقطة مثلًا فعند تلقي الضربات لن يمكنك استعادة مستوى الصحة الخاص بك إلا لـ 90 نقطة فقط وكلما تلقيت المزيد من الضربات كلما قل الحد الاقصى لاستعادة مستوى الصحة ونفس الأمر إذا مت في اللعبة وعدت من آخر نقطة حفظ وهذا يعني أنك بعد فترة من الترحال والمعارك قد تجد مستوى صحتك انخفض لأقل من النصف على الرغم من امتلاكك لجرعات الصحة.

الحل الوحيد لهذا الأمر هو الخلود إلى النوم لاستعادة كل مستوى الصحة الخاص بك، والخلود إلى النوم يكون في النزل وهو موجود في المُدن فقط، او يمكنك التخييم في عالم اللعبة ولكن للتخييم تحتاج إلى نقطة تخييم وهي عبارة عن دائرة نيران تنصب المخيم الخاص بك حولها وتحتاج إلى قتل الوحوش التي حولها حتى لا تهاجم الوحوش المخيم الخاص بك.

كل هذا ولدينا دائرة الليل والنهار التي تصعب الأمور فقد يحل الظلام عليك وأنت في البرية ولا يوجد نقطة تخييم قريبة وهنا يبدأ كابوس أخر في التحقق حيث تشعر بضعف التشكيل بشكل كبير في مواجهة كل هذه الوحوش الغاضبة.

لأكون صادقًا هذا المستوى من الصعوبة جعلني أشعر بالحماس والمتعة في أوقات وجعلني أشعر بالغضب والإحباط في أوقات أخرى، حرفيًا مت وأنا امتلك مستوى صحة كامل والوحش كان يلفظ أنفاسه الاخيرة ولكن بسبب حركة واحدة خاطئة تمكن الوحش من ضربي وقتلي بضربة واحدة دون أن يعطيني حتى فرصة أخرى.

الرسوم في Dragon’s Dogma 2

اللعبة رائعة رسوميًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، والغريب هو أن اللعبة رائعة رسوميًا داخل عالم اللعبة ومن داخل محركها، ويمكن أن أقول الرسوم من محرك اللعبة أفضل بكثير من المشاهد السينمائية التي كانت جيدة هي الأخرى ولكن ليست بروعة الرسوم في عالم اللعبة نفسه.

ربما الجودة تقل قليلًا داخل المُدن والمنازل ولكن كلما خرجت إلى البرية والغابات ترى مناظر خلابة بها الكثير من التفاصيل الرائعة وبالطبع اللعبة تقدم تجربة تقنية مذهلة من ناحية التفاصيل والظلال وحركة الأشجار والزرع والشعر، الفيزيائية عمومًا في هذه اللعبة رائعة جدًا.

لكن لكل شيء ضريبة لأن اللعبة متطلبة إلى حد ما من حيث العتاد وعلى الرغم من أن اللعبة متطلبة إلا أنها تقدم أداء ثابت ولكن لا أعتقد أن اللعبة سوف تعمل على عتاد لا يلائم متطلبات التشغيل ولا تنتظر منها معدل إطارات مرتفع وفي الحقيقة اللعبة لا تحتاج إلى معدل إطارات مرتفع.

للأسف على الرغم من الجودة الرسومية التي تقدمها اللعبة إلا أنها تقدم قوائم سيئة جدًا وعتيقة جدًا، وحتى الخريطة الخاصة باللعبة مرسومة بشكل مزعج جدًا للعين ولا يوجد بها تفاصيل وفي الحقيقة الخريطة السيئة أصبحت توجه الكثير من الألعاب في الفترة الاخيرة وكأن تصميم الخريطة أصبح أمر شاق في يوم وليلة.

الموسيقى، السعر والتعريب

الأداء الصوتي الموجود في اللعبة جيد جدًا ولكن الموسيقى أسطورية بالمعنى الحرفي، أثناء المعارك تتصاعد موسيقى حماسية جدًا موترة ومشجعة على القتال وتتغير وفقًا لأحداث المعركة، إذا كنت تنتصر سوف تشعر أنها موسيقى نسر ونشوة وإذا كانت المعركة صعبة والحياة على المحك سوف تشعر أنها موسيقى موترة جدًا.

تأتي اللعبة بسعر 50 دولار على الحاسب الشخصي وهو سعر ممتاز في الحقيقة، اللعبة بها أطنان من محتوى اللعب وأعتقد أن هذه اللعبة يمكنها أن تنفق 100 ساعة بكل سهولة، من المستحيل أن تقوم بإنهاء القصة بشكل متتابع وبتركيز كامل وهو أمر إن فعلته سوف تحتاج على الأقل إلى 30 ساعة.

اللعبة بها أنشطة ومهمات جانبية عديدة وأمور تستغرق الوقت بشكل كبير جدًا وهو ما يجعلها صفقة ممتازة في ظل وقت أصبحنا نرى فيه ألعاب بـ 70 دولار ولا تقدم ربع هذا المحتوى الرائع.

النقطة الأخيرة هو أن اللعبة لحسن الحظ معربة، هذه اللعبة كانت ستكون جحيم لأي شخص ضعيف في اللغة الإنجليزية، لأن القصة بها الكثير من الحوارات الثقيلة وفكرة البيدق والمستنير نفسها غريبة، لحسن الحظ اللعبة معربة بالكامل وفي الحقيقة التعريب رائع ومن أفضل التعريبات التي رأيتها مؤخرًا.

الخلاصة

تمكنت لعبة Dragon’s Dogma 2 من تقديم تجربة أصلية أسطورية، لعبة تقلد أدوار غير ملتزمة بعناصر تقلد الأدوار الشهيرة وفي نفس الوقت تقدم تجربة تقلد أدوار كاملة، جملة غير مفهومة قليلًا ولكنها تعكس عبقرية هذه اللعبة.

مميزات لعبة Dragon’s Dogma 2 لا يمكن حصرها وعيوبها لا تُذكر وبكل بساطة هذه لعبة تجعلك تشعر أنك المستنير بالفعل لعبة تكسر الفاصل بين اللاعب والشخصية و تجعلك تندمج وتتوحد معها بشكل يجعلك ترغب أن يصدر منها جزء جديد كل شهر.

?xml>