اخبار الكويت

الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي يؤكدان التزامهما بتعميق العلاقات وتعزيز التعاون

أكد الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم الخميس التزامهما بتعميق العلاقات وتعزيز آفاق تعاونهما.
وقال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في كلمته بمنتدى الاعمال السادس بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الذي انطلق في بروكسل “ان الاجتماع جاء في الوقت المناسب نظرا للتطورات العالمية التي واجهناها وسنواجهها في عام 2022”.
وأضاف أنه “في ظل هذه البيئة الصعبة يلتزم الاتحاد الأوروبي التزاما كاملا بتعزيز العلاقات الاقتصادية بين كتلتينا الإقليميتين من خلال تطوير مجالات الاهتمام المشترك والعمل بطريقة أكثر تعاونا ما يمكننا من تحقيق فوائد حقيقية “.
وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي يسترشد في هذا العمل المهم بمشاوراته حول (الشراكة الاستراتيجية مع الخليج) التي نشرت في مايو من العام الجاري” موضحا أن “الهدف الاستراتيجي لخريطة الطريق هذه واضح وهو توسيع وتعميق تعاوننا مع دول مجلس التعاون الخليجي”.
ولفت دومبروفسكيس إلى أن الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون يمثلان معا 20 في المئة من الاقتصاد العالمي و5ر17 في المئة من التجارة العالمية وأكثر من نصف الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي.
وبين أن الاتحاد الأوروبي كان ثاني أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون الخليجي عام 2021 وخامس أكبر سوق تصدير لدول المجلس كما شهدت تدفقات الاستثمار الثنائية والتجارة في الخدمات انتعاشا قويا للغاية.
وشدد رئيس وزراء لاتفيا السابق على أن “منطقة الخليج تتمتع بالديناميكية وتعد نقطة اتصال مهمة بين أوروبا وآسيا وأفريقيا” مؤكدا في هذا الصدد حرص الاتحاد الأوروبي على مواصلة المناقشات مع دول مجلس التعاون بهدف “تحسين فهم مواقفنا واستئناف المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة”.
وشدد على أهمية أن تلقي مناقشات اليوم نظرة فاحصة على المجالات ذات الاهتمام المشترك ومن بينها بيئة التجارة والاستثمار والتعاون التنظيمي والجمركي بالإضافة الى أهداف التنمية المستدامة.
وفيما يتعلق ب”الاقتصاد الأخضر” قال المسؤول الأوروبي “إننا نلحظ بارتياح كبير تكثيف دول مجلس التعاون جهودها في مجالات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والاقتصاد الدائري” مؤكدا وجود “إمكانات هائلة للتآزر بين منطقتينا في هذه المجالات وغيرها من مجالات الاقتصاد الأخضر”.
وفي سياق متصل أعلن دومبروفسكيس اعتزام الاتحاد الأوروبي دعم إنشاء غرف تجارية للاتحاد الأوروبي في دول مجلس التعاون مرحبا باستراتيجيات التنويع الاقتصادي في تلك الدول.
وقال إنه “جرى إنشاء مشروع التنويع الاقتصادي بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون لدعم هذه الاستراتيجيات” لافتا إلى أن منتدى اليوم هو أحد مكونات هذا المشروع”.
وأضاف أن الأمن الغذائي يمثل أولوية لدول الخليج والتي تعمل على تطوير أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية لتعزيز قدراتها على الانتاج المحلي مبينا أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يصبح شريكا متميزا في هذا الجانب حيث استطاع تطوير تقنيات وخبرات متقدمة في مجال الزراعة .
وفيما يتعلق بموضوع حدث اليوم وهو (الشعوب والمكان والازدهار) شدد دومبروفسكيس على ضرورة “ألا ندخر وسعا في تحقيق الإمكانات الكاملة للتعاون بين منطقتينا” مؤكدا أن “منتدى الأعمال اليوم سيساهم في تحقيق هذا الهدف بطريقة هادفة وملموسة “.
من جانبه قال الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات بالأمانة العامة لمجلس التعاون الدكتور عبد العزيز العويشق للمنتدى إن “مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي وقعا قبل 35 عاما في لوكسمبورغ أول اتفاقية تعاون بينهما ومنذ ذلك الحين نمت العلاقة بين الكتلتين بشكل كبير “.
وأضاف ان وزراء خارجية دول المجلس والاتحاد الأوروبي اعلنوا من هنا (في بروكسل) في فبراير الماضي عن شراكة استراتيجية جديدة بين الكتلتين كما اعتمدوا (برنامج عمل مشترك) للسنوات الخمس القادمة لتعزيز هذه الشراكة وفي مايو أعلن الاتحاد الأوروبي عن استراتيجية جديدة مع مجلس التعاون اكد فيها أهمية هذه الشراكة.
وبين انه “لذلك فإن منتدى اليوم جاء في وقت ممتاز وذلك لاستغلال هذا الزخم” مبينا ان “برنامج العمل المشترك يتضمن مكونات اقتصادية مهمة يمكن ان يستفيد منها المجتمع الاقتصادي ويبني عليها.
وقال “لا ننكر أننا تأثرنا بالحرب في أوكرانيا والتي أدت إلى نقص امدادات الطاقة وانعدام الأمن الغذائي والتباطؤ الاقتصادي الذي قد يؤدي إلى ركود عالمي ولكن هذا أيضا هو الوقت المناسب للعمل والتعامل مع تلك التداعيات”.
وأضاف أنه رغم هذه الظروف الصعبة حققت اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي أداء جيدا للغاية في عام 2022 حيث أنجزت معلما رئيسيا في تاريخها اذ تجاوز الناتج المحلي الإجمالي المشترك تريليوني دولار للمرة الأولى ما يجعل دول مجلس التعاون الخليجي في المرتبة التاسعة بين أكبر اقتصاد في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه رغم الصورة العامة المتفائلة إلا أن هناك العديد من التحديات المقبلة لا سيما مخاطر الركود العالمي ما يعني ضرورة ان يضاعف صانعو السياسات وقادة الأعمال جهودهم لتجنب فترات الركود المحلية أو تقليل آثارها.
وفي هذا الصدد اقترح العويشق خمسة مجالات ذات أولوية للتعاون التجاري بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون وهي الطاقة والأمن الغذائي والتنويع والمشاريع التي تساهم في خلق فرص العمل والتدريب وتعليم المهارات الجديدة اللازمة لإقامة اقتصاد أكثر تنوعا.
بدوره اكد وزير الدولة للتجارة الخارجية في الإمارات الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي في رسالة مسجلة إلى المنتدى أن هذا هو الوقت المناسب للبحث عن تعميق التبادلات التجارية والاستثمارية بين الكتلتين.
وينظم المنتدى اليوم أربع حلقات نقاش تتناول تغير المناخ وأمن الطاقة والتحديات البيئية والتحول الرقمي في دول الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.

شاهد أيضاً

أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الموافقة على اعتماد …