تكنولوجيا

جوجل تتخلى عن ملفات تعريف الارتباط للحفاظ على خصوصية المستخدمين

قررت جوجل التخلي عن استخدام ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث (Third-party Cookies) من على تطبيق كروم بجميع الأنظمة، وذلك للحفاظ على خصوصية المستخدمين. ويأتي ذلك القرار أخيرًا بعد أبل بأربع سنوات، والتي أعلنت تخليها عن استخدام ملفات الكوكيز بمتصفحها سفاري منذ عام 2020. ويُذكر أيضًا أن موزيلا قد قررت حظر استخدام هذه الملفات في عام 2019، لتكون جوجل بذلك الشركة الأخيرة التي تتبع هذه السياسة. 

تُستخدم ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث في تتبع المستخدمين بشكل المستمر، وذلك لإنتاج تقارير مفصلة حول طبيعة استخدامهم للمتصفح. وتُعتبر هذه التقارير ذات أهمية كبيرة بالنسبة للشركات الدعائية، إذ تُستخدم في تطوير الإعلانات المُخصصة لكل مستخدم طبقًا لاهتماماته واستخداماته. وبالتالي، يُعد استخدام هذه الملفات خرقًا لسياسة الخصوصية التي تتغنى بها أغلب الشركات التقنية، إذ يبدو الأمر وكأنك مُراقب بشكل كامل عند استخدامك للمتصفح. 

ولا تكمن المشكلة فقط في ضمان الخصوصية داخل هذه الشركات، إذ تسببت هذه الملفات في الكشف عن البيانات الخاصة والحساسة لمليارات المستخدمين في حوادث خرق للبيانات العديدة التي وقعت بأنظمة هذه الشركات من قبل؛ وذلك من خلال ملفات الكوكيز التي تسجل وتحتفظ بكافة البيانات الشخصية للمستخدمين. وبالتالي، ومع تكرار هذه الحوادث، بدأت الشركات الكبرى في إعادة النظر إلى مدى أخلاقية استخدام هذه الملفات. 

رأى البعض أن جوجل رفضت التخلي عن استخدام هذه الملفات لأنها تخدم النموذج التسويقي الخاص بها، إذ تمتلك جوجل أكبر منصة إعلانية على الإنترنت (Google Ads)، والتي تستفيد بشكل كبير من هذه الملفات حتى تعرض إعلاناتها بشكل يتناسب مع توجهات كل مستخدم. ولكن على ما يبدو أن جوجل قررت التمهل في تخليها عن هذه الملفات حتى تتمكن من إيجاد بديل فعال يحقق لها نفس الربح دون أي أعراض جانبية تنتهك خصوصية المستخدمين. وبالفعل، أعلنت جوجل عن مجموعة من التقنيات الجديدة، وهي “Google Privacy Sandbox”، والتي ستعمل على تخصيص الإعلانات لكل مستخدم مع الحفاظ على أعلى درجات الخصوصية. 

كشفت جوجل أنها ستبدأ في اختبار هذه التقنية في يناير القادم، على أن تُفعل بشكل كامل مع إلغاء استخدام ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث بجميع المنصات في منتصف عام 2024.

?xml>