اخبار فلسطين

السفير التركي لدى إسرائيل يسلم أوراق اعتماده بعد أربع سنوات من جمود في العلاقات

قدم السفير التركي الجديد لدى إسرائيل أوراق اعتماده إلى الرئيس يتسحاق هرتسوغ يوم الأربعاء في القدس، ليملأ رسميا منصبا ظل خاليا لأكثر من أربع سنوات.

شاكر أوزكان تورونلر، الذي وصل إلى إسرائيل في نوفمبر، هو دبلوماسي مخضرم شغل في السابق منصب القنصل العام لتركيا في القدس سفير تركيا لدى الفلسطينيين عمليا وكان مؤخرا سفيرا لبلاده في الهند.

في حديقة مقر رؤساء إسرائيل، عزفت فرقة عسكرية النشيد الوطني التركي وتم رفع العلم التركي. بعد ذلك سار تورونلر على البساط الأحمر ووصل المبنى حيث سلم الرسالة إلى رئيس الدولة الذي كان في انتظاره.

في خطابه إلى جانب تورونلر بعد استلام أوراق اعتماده، دعا هرتسوغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى زيارة إسرائيل.

وقال هرتسوغ: “إنها علاقة عرفت أزمات في الماضي ولكنها الآن، من دواعي سرورنا، تسير في مسار مشجع للغاية”، مشيرا إلى إمكانات التعاون في مجالات السياحة والأوساط الأكاديمية والطاقة والعلوم والثقافة والزراعة.

في خطابه باللغة التركية، شدد تورونلر على أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، لكنه لم يذكر القضية الفلسطينية على وجه الخصوص.

سفير تركيا لدى إسرائيل شاكر أوزكان تورونلر (إلى اليسار) يصافح الرئيس يتسحاق هرتسوغ، 11 يناير 2023. (Lazar Berman/The Times of Israel)

في الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو لنظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إن زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي في اليوم السابق “غير مقبولة”.

في خطابه، أعرب تورونلر عن أمل تركيا في أن تنمو التجارة الثنائية بين البلدين إلى 15 مليار دولار في المستقبل القريب. في عام 2021، بلغ هذا الرقم 7.7 مليار دولار، بزيادة حوالي 30% مقارنة بالعام السابق.

وكتب تورونلر في سجل زوار مقر رؤساء إسرائيل أنه يعتقد أن “العلاقات الودية القائمة بالفعل بين بلدينا” ستستمر في التوسع.

Turkish Amb Sakir Torunlar signs the President’s Residence guestbook, expressing his confidence that bilateral ties will continue to grow pic.twitter.com/jau1CvpBjP

— Lazar Berman (@Lazar_Berman) January 11, 2023

كما قدم سفراء أستراليا والفلبين والسلفادور وكوريا أوراق اعتمادهم إلى هرتسوغ في وقت سابق الأربعاء.

في أوائل ديسمبر، قدم تورونلر نسخة من أوراق اعتماده لغيل هاسكل، رئيس بروتوكول الدولة في وزارة الخارجية، مما سمح له ببدء العمل.

في مايو 2018، استدعت تركيا سفيرها وطلبت من سفير إسرائيل مغادرة البلاد احتجاجا على رد إسرائيل على احتجاجات على حدود غزة، والتي قُتل فيها عشرات الفلسطينيين.

في شهر أغسطس الأخير، أعلنت إسرائيل تعيين إيريت ليليان، وهي دبلوماسية بارزة لعبت دورا رئيسيا في المصالحة بين إسرائيل وتركيا، سفيرة جديدة في تركيا. وقدمت ليليان أوراق اعتمادها لإردوغان قبل أسبوعين في أنقرة.

ليليان شغلت منصب القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في أنقرة منذ فبراير 2021، وخلال هذه الفترة تحرك الجانبان ببطء ولكن بثبات لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة.

كانت إسرائيل حليفا إقليميا لتركيا لفترة طويلة قبل أن تبدأ العلاقات بينهما في التدهور بعد انتخاب إردوغان.

وصلت التوترات إلى ذروتها خلال مداهمة للكوماندوز الإسرائيلي في عام 2010 لسفينة “مافي مرمرة” المتوجهة إلى غزة، وهي جزء من أسطول هدف إلى خرق الحصار المفروض على غزة، وخلفت المداهمة  10 نشطاء أتراك قتلى في أعقاب اشتباك عنيف مع جنود إسرائيليين على متن السفينة.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتحدث في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في اسطنبول، 18 مايو، 2018. (AFP Photo / Ozan Kose)

على الرغم من الاعتذار الرسمي الذي قدمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتهم إردوغان الدولة اليهودية بـ “الحفاظ على روح هتلر حية” خلال عملية “الدرع الواقي” في يوليو 2014 ووصفها بأنها “دولة إرهاب”.

تعافت العلاقات في وقت لاحق إلى حد ما، لكن كلا البلدين سحبا سفيريهما بعد أن اتهم إردوغان في عام 2018 إسرائيل بـ”إرهاب الدولة” و”الإبادة الجماعية” عندما قُتل عشرات الفلسطينيين في احتجاجات عنيفة وقعت في غزة في مايو من ذلك العام، بعد قيام الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في خطوة مثيرة للجدل من تل أبيب إلى القدس.

وسط مؤشرات دبلوماسية العام الماضي أشارت إلى أن إردوغان يسعى إلى انفراج في العلاقات مع إسرائيل، زار هرتسوغ أنقرة في رحلة رسمية في مارس وتم استقباله في العاصم أنقرة بموكب عسكري كامل.

وزار رئيس الوزراء السابق يائير لبيد أنقرة عندما كان وزيرا للخارجية في يونيو الماضي، حيث التقى مع تشاووش أوغلو. وبعد المحادثات رفيعة المستوى التي هدفت إلى تعزيز التقارب بين البلدين، أشاد لبيد بالتعاون الأمني مع تركيا الذي ساعد في إحباط مخطط إيراني لاختطاف أو قتل مواطنين إسرائيليين في اسطنبول.

وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إلى يمين الصورة، ووزير الخارجية يائير لابيد يتحدثان إلى وسائل الإعلام بعد لقائهما، في أنقرة، تركيا، 23 يونيو، 2022. (AP / Burhan Ozbilici)

ويسعى أإردوغان إلى تحسين العلاقات مع إسرائيل والخصوم الإقليميين الآخرين لتقليل العزلة السياسية والاقتصادية المتزايدة لتركيا.

تراجعت العملة التركية في السنوات الأخيرة بشكل حاد، مما ترك تركيا في حالة اضطراب اقتصادي قبل انتخابات مقررة هذا العام.