اخبار الإمارات

أكراد تركيا وسوريا والعراق.. بين الإحباط والأمل بعد فوز أردوغان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)

الثلاثاء 30 مايو 2023 / 11:03

في مفارقة لافتة، يتصاعد منسوب القلق بين الأكراد في تركيا وسوريا، فيما يتعاظم تفاؤل أكراد العراق، بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة.

آثار فوز الرئيس التركي رجب أردوغان  بولاية رئاسية ثالثة، مخاوف أكراد سوريا الذين علقوا آمالاً كبيرة على سقوطه،  وإنهاء المعارضة التركية، التي نددت في السابق بتدخلات أنقرة الخارجية، عقدين من حكمه رفع في نصفههما  شعار القضاء على ما يسميه الإرهاب الكردي، حسب موقع ميدل إيست أون لاين.

هجمات جديدة

ويتحسب الأكراد في سوريا للأسوأ بعد تجديد الأتراك لأردوغان ويستعدون لموجة هجمات جديدة قد تطالهم. وفي القامشلي، شمال شرق سوريا، يبدي أكراد خشيتهم من تداعيات فوز الرئيس التركي مع تهديده مراراً بهجمات على مناطقهم التي يعتبرها معادية.

واستغل أردوغان  تحالف منافسه غير الرسمي مع حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، لاتهامه بالعمل مع “إرهابيين”، إذ أنه يعتبر الحزب جناحاً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضد أنقرة منذ عقود وتصنّفه السلطات منظمة “إرهابية”‘ إلى جانب الوحدات الكردية في سوريا  رأس الحربة في  الحرب على داعش في سوريا.

وتسيطر أنقرة على شريط حدودي في سوريا بطول 120 كيلومترا وأعلن أردوغان مراراً أنه يسعى إلى إقامة “منطقة آمنة” فيه بعمق 30 كيلومتراً، لمنع الهجمات على تركيا، ولاحتضان  الاجئين السوريين العائدين من تركيا، طوعاً.

وتسود مخاوف من أن تترافق  إعادة اللاجئين السوريين مع حملة عسكرية على المناطق الكردية.

من جهة أخرى يشك شق آخر من أكراد سوريا في المصالحة بين أنقرة ودمشق، ويعتقد أن النظامين السوري والتركي قد ينخرطان في تسوية يدفع الأكراد ثمنها لاحقاً، حسب  صحيفة العرب اللندنية.

تطور سلبي

وقال الخبير في الشأن الكردي موتلو غيفير أوغلو للعرب: “انتصار أردوغان  هو بالتأكيد تطور سلبي للأكراد” خاصةً في سوريا، مرجحاً أن يواجهوا  “مزيداً من الضغوط وهجمات بطائرات دون طيار وتمكين أكبر للمجموعات المسلحة” الموالية لأنقرة ويرى أن الأكراد “في وضع صعب أساساً وقد يزيد صعوبة لأن حكومة أردوغان  ترى في الأكراد  تهديداً للأمن القومي”.

ويتزامن فوز أردوغان  مع تحولات دبلوماسية متسارعة في المنطقة، تشكّل سوريا أحد محاورها بعد مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية بجدة السعودية، منذ أيام، في خطوة توّجت تقارباً عربياً مع دمشق بعد عزلة استمرت  11 عاماً.

وتقود روسيا أبرز داعمي دمشق، جهوداً لتطبيع العلاقات بين أردوغان  والأسد اللذين جمعتهما صداقة وعلاقة عائلية قبل اندلاع النزاع، ورغم أنها لم تحرز تقدماً بعد، مع اشتراط دمشق انسحاب تركيا من سوريا، لكن عدة اجتماعات عقدت بين مسؤولين من البلدين، بحضور موسكو وطهران الداعمة بدورها لدمشق.

وفي حين يخشى أردوغان  أن يقيم الأكراد حكماً ذاتياً قرب حدوده، تصرّ دمشق على تقليص مكاسب الإدارة الذاتية الكردية خلال سنوات النزاع واستعادة السيطرة على أراض واسعة من الأكراد تضم أبرز حقول النفط والغاز وسهولاً زراعية واسعة ومنذ 2016، شنّت تركيا 3 عمليات عسكرية داخل سوريا استهدفت أساساً  الأكراد وسيطرت مع فصائل سورية موالية، على مناطق حدودية واسعة بين البلدين.

أكراد تركيا والعراق

وفي تركيا صوّت الأكراد لتحالف الأمة المعارض في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة على أمل إزاحة حزب العدالة والتنمية الحاكم، ولكن فوز الأخير أثار قلقهم من 4 قضايا مهمة تمثلت في مصير حزب الشعوب الديمقراطي، المحسوب على الأكراد، والملاحق قضائياً، والذي قال وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، في تصريحات تلفزيونية قبل أيام، إنه “يهدف إلى تسميم الديمقراطية التركية”، حسب “سكاي نيوز” الإثنين.

كما يبقى ملف حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله أوجلان، الذي يسعى الأكراد لإطلاق سراحه هو وبقية السجناء الأكراد على المحك بالإضافة لقضية استمرار الاعتقالات في صفوف السياسيين والناشطين من الأكراد في الداخل التركي مع استمرار العمليات الأمنية والعسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب تركيا.

أما أكراد العراق فيأملون مزيداً من التعاون بين حكومة إقليم كردستان العراق، والرئيس التركي، خاصة استئناف  تصدير النفط من الإقليم إلى تركيا وزيادة التبادل التجاري.

ووصف مستشار رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني سعد الهموندي، العلاقات بين كردستان العراق وتركيا بـ”الجيدة” و”ستتحسن”، وتوقع كذلك الاتفاق بين أنقرة والإقليم  على منع حضور حزب العمال الكردستاني في الإقليم.

ويمثل الأكراد حوالي خمس سكان تركيا الـ 85 مليوناً، وأظهرت الانتخابات البرلمانية في 14 مايو (أيار) تراجع تصويت الأكراد لحزب العدالة والتنمية، مقابل التصويت لتحالف الأمة المعارض، وخاض الأكراد في تركيا، ضمن تحالف العمل والحرية الكردي الذي فاز بـ66 مقعداً في البرلمان الذي يضم 600 مقعد.