فنون

8 مشاهد من مهرجان الموسيقى العربية مع انتصافه: المغنى لسه بخير

ثنائيات الحلو والحجار ونادية وهانى.. ومدحت غواص فى بحر النغم.. الفواصل الموسيقية لشرارة وعاشور.. واستقبال الجمهور لراغب وصوت ديانا حداد

8 مشاهد على طريقة السينما لابد أن تتوقف أمامها، خلال مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، التى انتصفت فعاليته حتى كتابة تلك السطور خيث يختتم فعالياته مساء الخميس المقبل. تلك المشاهد عكست قيمة وعظمة الغناء، وكذلك أهمية هذا المهرجان في التصدى لكل ما هو هابط حتى أصبح المهرجان بمثابة رئة للغناء الجاد.

بهجة علي إسماعيل
المشهد الأول هو حالة البهجة بسبب تأثير موسيقى على إسماعيل نجم حفل افتتاح الموسيقى العربية الـ31 على الحضور، وتحول الليلة إلى محاكمة لمن تجاهلوا هذا الرجل، منذ رحيله في عام 1977، رغم ما قدمه للموسيقى العربية من أعمال خالدة في شتى فروعها الأغنية، والموسيقى التصويرية والاستعراضات لفرقة رضا، وكقائد فرقة من طراز فريد، ومكتشف للتراث، ومبتكر لفرقتي هما ثلاثي النغم أو ثلاثى المرح، وموزع موسيقى صاغ أهم الألحان الخالدة في الذاكرة لعبد الوهاب ومحمد الموجي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي وغيرهم.

كثير من الجماهير طالبوا المسئولين عن الموسيقى العربية بضرورة إعادة تقديم أعمال هذا الفنان وغيره، ممن يتم تجاهل تاريخهم. وكانت ليلة الافتتاح قد شهدت تقديم مجموعة من أعماله موسيقى خان الخليلي، وغرام في الكرنك والأيدي الناعمة والأرض، وشفيقة القبطية، وقصر الشوق، ومن الأغاني حلاوة شمسنا، أداء حنان عصام، وأم البطل أداء الميرة أحمد، ويا مغرمين أداء أحمد عفت، رايحة فين يا عروسة اداء نهى حافظ ،ويا مراكبى اداء وليد حيدر، دع سمائى غادة آدم، والختام بأغنية الأقصر بلدنا، أداء محمد رشاد.

وصاحب تلك الأعمال بالية أوبرا القاهرة، تصميم أرمينيا كامل، إلى جانب عرض مقاطع من الأفلام التى قدمت موسيقاها في خلفية المسرح عبر شاشة ضخمة، لذلك عاش الحضور مع العمل الأصلى بمصاحبة الموسيقى الحية للأوركسترا الذي قاده ببراعة المايسترو أحمد عاطف. وفي تلك الليلة كان الأوركسترا في أعلى مستوى بالتأكيد فالعزف يختلف عندما تكون الموسيقى لعلى إسماعيل، لذلك كان الأوركسترا من نجوم الليلة مع الأصوات الشابة من أبناء الأوبرا، وجميعها أصوات واعدة، تمثل مستقبل الأغنية المصرية ودار الأوبرا.

ليلة مليئة بأغاني تراثية
المشهد الثاني هو الليلة التي شهدت حضور فؤاد زبادى المطرب المغربى الكبير وأحد الأصوات التي قدمها المهرجان منذ سنواته الأولى، واشتهر بأغانى عبد المطلب وبالفعل قدم زبادى مجموعة من أعمال عبد المطلب أبدع فى أدائها ساكن في حي السيدة – بياع الهوى، الناس المغرمين – ودع هواك – مبيسألش عليا أبدا، إضافة إلى الورد جميل لـ أم كلثوم، ياعيني علي الصبر لـ وديع الصافي.

وفي نفس الليلة كانت مي فاروق صوتا من الأصوات المهمة واشتهرت بأغاني أم كلثوم، وبالفعل قدمت نخبة من أعمال كوكب الشرق بالإضافة إلى عدد الأغاني الخالدة منها: بكرة ياحبيبي، خايف أقول اللي ف قلبي، كلمني طمني، بتسأل ليه عليا، سلم علي، حبيبتي من ضفايرها، إلى جانب عدد من أعمالها الخاصة منها “آه ياطير، ياشمس، الشتا، وكان مشهد هذه الليلة انتصر للموسيقى العربية الكلاسيكية.

ليلة الثنائيات
المشهد الثالث هو الثنائيات، الثنائي الأول لنجمين كبيرين هما نادية مصطفى وهانى شاكر، والجمع بين اسمين بهذا الحجم افتقدناه منذ سنوات لكل منهما تاريخ يجعله قدار على إحياء ليلة بمفرده.

يشاركمها فى نفس المشهد نجمي الليلة الخامسة محمد الحلو وعلى الحجار كلاهما يحمل تاريخ طويل وقاعدة جماهيرية من عشاق الموسيقى العربية، محمد الحلو وعلى الحجار اعتادا الظهور مع بعضهما في أكثر من مناسبة سابقة كانت أبرزها عندما ظهرا سويا في أضواء المدينة في تسعينات القرن الماضى، وكل منها أدى أغاني الآخر، إلى جانب ظهورهما معا في أوبريت المغنى حياة الروح في 2008. كما ظهرا في عدد من البرامج سويا، ظهور نادية وشاكر والحجار والحلو يعكس بصورة كبيرة قيمة الصداقة وأن المنافسة بينهم على سلطنة الجمهور فقط.

أيضا خلال الحفل اطمأن الجمهور على الفنان محمد الحلو الذي كان قد أجرى جراحة بالقدمين منذ عدة أشهر، وتألق الحلو كعادته سواء بأداء أغانيه الخاصة مثل: يا حبييى والوسية، صدقي، إلى من همها أمري، ليالي الحلمية، عراف، أهيم شوقاً، تتر النهاية لمسلسل زيزينيا إلى جانب ألف ليلة وليلة لأم كلثوم.

راغب علامة لأول مرة
المشهد الرابع هو استقبال الجمهور لراغب علامة بشكل لم يكن متوقعا، وكان الحضور لا يمثل الشباب فقط بل كل الشرائح العمرية، وفي تلك الليلة تم تكريم راغب الذي يشارك لأول مرة في المهرجان.

الأمطار لم تعرقل المهرجان
المشهد الخامس، كانت ليلة هطول الأمطار بغزارة على القاهرة، وبالدرجة التي جعلت إقامة حفل رامى عياش عفاف راضى، على مسرح النافورة المكشوف من المستحيلات، لكن الأوبرا كانت قد أعدت قبل الحفل بيوم خشبة المسرح الكبير ليستقبل الجمهور، خاصة أن هيئة الأرصاد أعلنت عن سقوط أمطار قبل الحفل بـ24 ساعة، وبذل العاملون بالأوبرا مجهودا ضخما لنقل بعض أجهزة الصوت، وكذلك تغطية الأجهزة التي لم تنقل، مثل كشافات الإضاءة والسماعات الخارجية والمقاعد، وخشبة المسرح والديكور. وأقيم الحفل بالداخل ولم يشعر أحد بأى اختلاف.

ليلة وطنية مع محمد محسن
المشهد السادس كان بطله الفنان محمد محسن الذي قدم في بداية حفله النشيدين “أسلمي يا مصر”، ألحان صفر على، بلادي بلادي، ألحان سيد درويش، في صورة تجسد معانى الوطنية، إلى جانب فكرة تقديم النشيد الوطنى الأول لمصر، ثم النشيد الوطنى الحالي، محمد محسن من الأصوات الواعدة التي تعمل دون ضجة أو شوشرة، له تجارب مهمة سابقة أبرزها مع مارسيل خليفة.

ليلة العازفين
المشهد السابع هو وجود موسيقيين كبار الأول الدكتور حسن شرارة عازف الكمان الكبير الذي قدم كونشيرتو المصرى من مؤلفات الموسيقار الراحل عطية شرارة. والثانى هو الدكتور عماد عاشور عازف التشيللو الكبير الذي قدم لحنىي حيران وأبو عيون جريئة، في فواصل موسيقية، أكدت أهمية ضرورة وجود مساحة لمثل تلك النماذج التى أثرت الساحة بموهبتها فى العزف، حسن شرارة رائد من رواد تلك الألة وأكمل تعليمه بمعهد تشاكوفسكى بروسيا، أما عماد عاشور تشعر معه أن آلة التشيللو تغني شأنها شأن أي مطرب.

كما ضم المشهد عازف البزق السوري رامي إبراهيم الذي أبحر في تراث الألحان وقدم سماعي محير، لونجا صبا “ذكرى أجواء الحب”، وموسيقى “نبتدي منين الحكاية”.
الليالى القادمة تشهد أيضا ممدوح الجبالى عازف العود الكبير وأحد فناني هذه الآلة فى العالم العربى وله تجارب مهمه فى عدد من المناسبات.

ديانا حداد في ليلة شامية
المشهد الثامن هو وجود ديانا حداد هذا الصوت الجبلي الذى كنا نفتقده، هو صوت يذكرك بأصوات نجوم الشام مثل سميرة توفيق، هي صوت يمثل مشهد لجبال لبنان وقت العصارى مع مزيج من مشروب الزهورات، ديانا قدمت ليلة استثنائية،بكل ما تحمله الكلمة.
فى ذات الليلة كان المطرب الكبير مدحت صالح، وهو الصوت الوحيد الذى يجب أن نطلق عليه لقب الراحل الكبير عمار الشريعى غواص فى بحر النغم، لأنه مع كل عام وكل حفل يقدم أعمالا تنتمى للتراث لم يقدمها غير صاحبها الأصلى، ومع صوت مدحت عادت تلك الأعمال إلى الوجود بعد غياب ونسيان.