د طارق الحبيب لـ الأنباء المرضى في الخليج يخجلون من الإفصاح عن زيارة الطبيب النفسي
- الخلل في الحياة الزوجية أو الوظيفية من علامات الاضطراب النفسي
- الفرق كبير بين «اللايف كوتش» والأخصائي النفسي.. وليست لي علاقة بـ «الطاقة»
- «نوبات الذعر» والرعشة من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في هذا الجيل
- 4 مؤشرات إذا وجد أحدها لدى الشخص فإن الأمر يستدعي زيارة الطبيب النفسي
دعاء خطاب
Doua_khattab
«الله لا يعيد جيل الطيبين»، لعل هذا التصريح للدكتور طارق الحبيب كان الأبرز خلال الأسابيع الماضية، والذي جاء خلال لقاء متلفز ما تسبب في تعرضه إلى هجوم من رواد السوشيال ميديا، حيث اعتبره البعض إهانة للآباء والأجداد، وانقسمت الآراء حوله بين مؤيد ومعارض. «الأنباء» تواصلت مع البروفيسور واستشاري الطب النفسي والأمين العام لاتحاد الأطباء النفسيين العرب د.طارق الحبيب، والذي أوضح أنه قدم قراءة نفسية اجتماعية قارن خلالها بين الجيلين بشكل علمي. وكشف د.الحبيب، خلال لقائه مع «الأنباء» عبر الهاتف، عن زيادة الوعي في الخليج بأهمية الطب النفسي وهو ما يفسر زيادة الإقبال على مراكز «مطمئنة» بمختلف فروعها في الدول العربية، إلا أن المرضى في الخليج لايزالون يخجلون من الإفصاح عن زيارتهم للطبيب، كما تحدث عن أكثر الأمراض النفسية انتشارا والمؤشرات التي تستدعي زيارة الطبيب والفرق بين «اللايف كوتشنج» والأخصائي النفسي.. فإلى تفاصيل اللقاء:
رغم توضيحك لمقصدك بـ «الله لا يعيد جيل الطيبين» الذي أثار الجدل مؤخرا إلا أنك مازلت في مرمى نيران المتابعين.. هل تود التراجع عن ذلك التصريح أم تصر على التوضيح؟
٭ أثار المقطع المتداول من لقائي بتلفزيون الكويت الجدل وانقسمت الآراء حوله، وأنا الآن لست بصدد الدفاع عن نفسي أو التراجع، لكنني أود تقديم قراءة اجتماعية نفسية ومقارنة لتبيان الفروق بين جيل الطيبين والجيل الحالي، وأول هذه الفروق «بين الجيلين» هو توافر وسائل النقل والمواصلات، فقديما إذا فكرتم تذهبون إلى مكان ما «تشيلون هم»، أما الآن فلا، الشيء الثاني قالوا «إن جيل الطيبين طلعك يا طارق وغيرك من الدكاترة»، لكن الآن في دكاترة أكثر. الفرق الثالث المرونة الشخصية وقدرة الإنسان في مجتمعنا الآن للتكيف مع أخيه في نفس المجتمع أو غيره من المجتمعات الأخرى أكبر بكثير عما كان قديما. كما أن القدرات العقلية للطفل في الوقت الحالي أسبق وأنضج مقارنة بالطفل في الزمن السابق.
وفي سياق المقارنة، فإن «جيل الماضي لو عاش نفس الظروف الحالية لكان أقل جدية، كما أن التدين في بعض المجتمعات سابقا كان جبريا أو تقليديا أو نفاقا أو مجاملة عكس الوقت الحالي، كما الجيل الماضي كان يعيش علاقة تربوية سلطوية»، ولابد من التأكيد على أن «الأصل هو التربية على مركز التحكم الداخلي، بأن تكون تصرفات الشخص تسير مع مبادئه، لا أن تتم التربية على أساس مركز التحكم الخارجي بالنظر إلى آراء الآخرين».
إثارة الجدل
بماذا ترد على من يرى أن تصريحاتك المثيرة للجدل الهدف منها البحث عن الشهرة؟
٭ كما ذكرت لك، انني تكلمت عن هذا الأمر ووضحته عبر حسابي الخاص في مواقع التواصل بمقطع مصور تجاوزت مدته 7 دقائق، كما كانت لي العديد من المداخلات والمقابلات التلفزيونية التي وضحت من خلالها مقصدي، لذلك أرى أن الحديث عنه الآن غير مجد خاصة أن الموضوع قد انتهى.
العلاج النفسي
من واقع خبرتك، ما أكثر المشاكل النفسية التي يعاني منها أغلب هذا الجيل؟
٭ أكثر مشكلات نفسية موجودة في العيادات الإكلينيكية هي: نوبات الذعر وهي نوبات من الخفقان والرعشة والتعرق المفاجئ، وبينها فترات ويكون الشخص مترقب ومتحفز من حدوث نوبات أخرى مفاجئة، وهذا الشيء قد يمنع المريض من السفر أو استخدام المصاعد والجلوس بمفرده، وإذا كانت هذه النوبات خفيفة يمكن علاجها من خلال الجلسات النفسية ووفقا لشدتها يتم اللجوء إلى الأدوية الطبية.
قديما كان اللجوء لاستشاري نفسي من الأمور التي يخجل البعض منها، هل ترى أن الوعي بأهمية العلاج النفسي قد زاد مؤخرا؟
٭ من وجهة نظري فإن الوعي بالطب النفسي في دول الخليج يفوق أي مكان في الوطن العربي إن لم يكن في العالم، لكن بعض المرضى لا يفضلون الإفصاح عن زيارة الطبيب خجلا من الحديث عن الأمر وليس خجلا من زيارة الطبيب.
ما أغرب مشكلة نفسية تعاملت معها أو لجأت إليك؟
٭ لا أذكر مشكلة محددة لأن المشاكل غريبة ومتعددة في بعض أحوالها.
مؤشرات مرضية
ما العلامات أو المرحلة التي تستدعي اللجوء لاستشاري طب نفسي؟
٭ إذا تأثرت أركان حياتك الأربعة بالعلة النفسية، إما الحياة الزوجية أو الاجتماعية أو الوظيفية أو الدراسية، حيث يعد وجود أحد المؤشرات الأربعة التالية ـ على الأقل ـ شرطا أساسيا في تشخيص أي اضطراب نفسي:
1 ـ تعطل عام أو تدهور في حياة الشخص وأدواره ووظائفه الاعتيادية عمليا أو اجتماعيا.
2 ـ شعور ذاتي بضيق أو معاناة نفسية لا يستطيع التعامل أو التأقلم معها داخليا.
3 ـ خطر على نفسه أو على الآخرين.
4 ـ مشكلة في علاقة الشخص مع الآخرين، أو «انحراف» شديد عن عرف المجتمع المحيط، بما فيه المدى الواسع للسلوكيات المقبولة فيه من فئات المجتمع المختلفة.
تكنيك علاجي
انتشرت مؤخرا وظيفة «اللايف كوتشينغ» فما رأيك بها، وما الفرق بينها وبين الأخصائي النفسي؟
٭ هناك فرق كبير بين «الكوتشينغ» والعلاج النفسي، فإن «اللايف كوتش» هو المدرب الذي يقدم دورات تدريبية فردية أو جماعية والمدرب لا يعالج مشكلة نفسية لدى المتدرب ولا يتحدث عن الأشياء التي حدثت في الماضي، بل يسعى إلى تطوير أشياء تتعلق بالمستقبل، ويدعم ثقة الفرد في نفسه وقدرته في الاعتماد على ذاته لتخطي أي عقبات قد تواجهه في الحياة العملية أو الحياة الاجتماعية بمختلف جوانبها، بينما الطبيب النفسي لابد أن يكون دارسا لمهنة الطب ومتخصصا في الطب النفسي بعد ذلك.
ما رأيك بعلم الطاقة الروحية، وهل بالفعل لديه القدرة على العلاج من كل شيء؟
٭ ليس لدي رد على هذا السؤال، فعلم الطاقة ليس تخصصي، ولذا لا أفضل الحديث عنه ويفضل سؤال المختصين به.
هل يستطيع أي شخص علاج نفسه مستعينا بقراءة الكتب المتخصصة أو مشاهدة فيديوهات تحفيزية دون اللجوء لمختص؟
٭ المريض لا يستطيع علاج نفسه إلا بمساعدة طبيب أو مختص، بينما من يعاني من نقص مهارات يستطيع من خلال القراءة أن يطور من ذاته، كما أن القراءة والإطلاع بشكل عام أحد أهم السبل التي تساعد على التوازن النفسي، وتساعد على إرساء قواعد تنظيم العقل الذي يعاني من التشتت.
دورات تدريبية
رغم أنك درست الطب والجراحة إلا أنك لم تمارسه وتخصصت في الطب النفسي؟
٭ لم أغير مجال دراستي لكنني أكملت وتخصصت في الطب النفسي، فحتى يتسنى لي علاج المرضى وكتابة الوصفات الطبية وصرف الأدوية كان لابد من دراستي لتخصص الطب فهي عملية متسلسلة.
مركز «مطمئنة» له عدة أفرع في دول مختلفة، أي الدول عليها إقبال أكثر من المراجعين؟
٭ الإقبال على فروع مركز «مطمئنة» كبير في مختلف الدول مثل الكويت والسعودية والبحرين ومسقط والقاهرة، وأعزو ذلك إلى أن التوعية تكون من خلال «السوشيال ميديا» فلا توجد قناة خاصة تابعة للدولة تقوم بهذا الدور.
هل يستطيع أي شخص الانضمام إلى الدورة التدريبية عبر مركز «مطمئنة» والحصول على شهادة مدرب دولي معتمد؟
٭ كل شخص له حق الانضمام إلى الدورات التدريبية في مركز مطمئنة بفروعها المختلفة للعامة والموجهة وللمختصين أيضا بعد التسجيل واستيفاء شروط التسجيل كافة فيتم نيل الشهادة المعتمدة للمتدربين في كل دولة.
