اخبار المغرب

“زلزال الحوز” الأعنف في القرن الواحد والعشرين بالمغرب

يتابع الملايين عبر العالم مستجدات وتداعيات الزلزال العنيف الذي ضرب ليلة السبت-الجمعة مجموعة من المدن المغربية، لاسيما القريبة من بؤرته التي حددها المعهد الوطني للجيوفيزياء في جماعة إيغيل التابعة لإقليم الحوز بجهة مراكش آسفي.

وخلف الزلزال، الذي بلغت قوته 7 درجات على سلم ريشتر، 820 وفاة و672 إصابة؛ من بينها 205 إصابات خطيرة، حسب حصيلة محينة لوزارة الداخلية إلى حدود الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت.

بحثا عن تفاصيل ومعطيات علمية بشأن “زلزال الحوز” المدمر، اخبار السعوديةت هسبريس مع الدكتور علي ازدي موسى، خبير جيولوجي عميد الكلية متعددة التخصصات بالناظور، وكانت هذه إجاباته عن بعض التساؤلات المطروحة حول الفاجعة:

باعتبارك خبيرا في الجيولوجيا، كيف تفسر قوة زلزال منطقة الحوز؟

المنطقة المحددة كبؤرة لهذه الهزات المنتمية إلى سلسلة جبال الأطلسين المتوسط والكبير ومثلها مثل سلسلة جبال الريف المصنفة ضمن “سلاسل الجبال الألبية” تعد جيولوجيا نشيطة ومتحركة زلزاليا، نتيجة تقارب الصفائح التكتونية بالقارتين الإفريقية والأوروبية التي تنتج حركية في الفوالق الزلزالية والتي أنتجت زلزال أكادير 1960.

هذا الأمر سبق للمغرب أن أكده في مسح جيولوجي للمناطق الأكثر تهديدا بخطر الزلازل، والتي تُظهر بالفعل أن المنطقة التي شهدت الزلزال الأخير وشمال المغرب ومنطقة الريف بالخصوص هما المنطقتان الأعلى نشاطا زلزاليا.

كما يمكن تفسير قوة هذا الزلزال بثبات هذا الفيلق الزلزالي لمدة طويلة، بالرغم من أنه معروف جيولوجيا بأنه فيلق نشيط؛ ما يعني أنه كان يجمع طاقة إضافية يوما بعد يوم. ومن المعلوم أن الفيلق حين يجمع طاقة كبيرة فلابد أنه سيعرف انفجارا زلزاليا.

برأيك، ما سبب المدى الواسع لاستشعار الهزة الأرضية من لدن المواطنين القاطنين في مدن بعيدة عن بؤرته؟

هذا الأمر يعود إلى سببين؛ أولهما قوة الهزة الأرضية التي بلغت 7 درجات على سلم ريشتر والتي تُعد الأعنف في القرن الحادي والعشرين، إذ إن آخر أكبر زلزالين عرفهما المغرب داخل اليابسة هما زلزال أكادير 1960 الذي بلغت قوته 5.7 درجات على سلم ريشتر، ثم زلزال الحسيمة 2004 والذي بلغت قوته 6.3 إلى 6.5 درجات على الأكثر.

أما السبب الثاني، فيتعلق بعمق الهزة التي لم تتجاوز 8 كيلومترات، وهي هزة تقريبا سطحية؛ ما يعني أن تأثيرها يكون دائما أكثر من الهزات ذات عمق أكبر.

ما رأيك في حجم الخسائر التي خلفها الزلزال؟

الخسائر الناجمة عن الزلازل تختلف باختلاف عوامل عديدة. ومن ثمّ، فإن حجمها يزيد كلما كانت المناطق المأهولة بالسكان قريبة من بؤرة الزلزال، فضلا عن نوعية البناء ومدى جدته أو قِدمه واحترامه للمعايير المُضادة للزلازل، دون نسيان أهمية توقيت الهزة، إذ إنه كلما كانت الهزات في وقت متأخر من الليل كانت الخسائر –خاصة في الأرواح- أكبر، بحيث يكون الناس نياما؛ ما يجعل من الابتعاد عن المباني أمرا صعبا، وهو ما حصل بالفعل خلال زلزالي الحسيمة وأكادير.

هل من الممكن أن تشهد المنطقة هزات مستقبلا؟

علميا وطبيعيا، المنطقة التي تشهد هزة أصلية تتبعها أخرى ارتدادية لأيام عديدة، بعضها خفيف قد لا يُستشعر؛ لكن بعضها الآخر قد يصل إلى 5 أو 6 درجات على سلم ريشتر.

لذلك، يجب أخذ مزيد من الحيطة والحذر، والابتعاد عن البيوت التي تعرضت للانشقاقات نتيجة الهزة الأصلية.

في الختام، برأيك كيف يمكن التقليل من أضرار هذه الفاجعة؟

التضامن هو الخيار الأول والأفضل في أوقات الكوارث الطبيعية، وتجنب المشاحنات والانتقادات غير المجدية، والمساهمة في إنقاذ الأرواح سواء عبر تقديم العون في انتشال الجثث من تحت الأنقاض أو توفير الأدوية وأكياس الدم.

كما أن تقليل الأضرار يعني أيضا حماية ممتلكات ساكنة البيوت التي اضطرت إلى مغادرتها مخافة تكرار الهزات؛ وهو الأمر الذي لا شك في أن السلطات قد أخذته بعين الاعتبار في خططها للتعامل مع هذه الكارثة.

من جانب آخر، على جمعيات المجتمع المدني، لاسيما العاملة في مجال البيئة، التجند من أجل رصد أي تلوث في المياه نتيجة الزلزال.

أغتنم هذه الفرصة، عبر منبركم، لتقديم أصدق التعازي والمواساة لعائلات الضحايا.