تكنولوجيا

مراجعة لعبة Avatar Frontiers of Pandora

في عام ٢٠٠٩ صدر فيلم Avatar في دور العرض لتنقلب صناعة الأفلام رأسًا على عقب، الفيلم حقق نجاح كبير بسبب الإخراج المتميز والمؤثرات البصرية المتطورة جدًا إلى جانب القصة المختلفة بشكل كبير. 

فيلم Avatar كان من كتابة وإخراج العالمي جيمس كاميرون والعبقرية في الفيلم تكمن في تصور عالم باندورا المميز، حيث قام جيمس كاميرون بصناعة عالم كامل من الصفر.

ثام جيمس كاميرون بتخيل كوكب كامل بداية من السكان الأصليين “النافي” ومرورًا بالكائنات الحية والنباتات، حضارة كاملة تم تصويرها من الصفر ولغة كاملة تم كتابتها لشعب النافي، هذه العبقرية لا نجدها كثيرًا في صناعة الأفلام، الامر كان أشبه بعالم مملكة الخواتم، أو مثلا عالم صراع العروش.

بالطبع بعد هذا النجاح الساحق كان من المنطقي تبني عالم Avatar في الألعاب كذلك، ولكن في الحقيقة المحاولات السابقة كانت عادية جدًا ولم يُبذل فيها المجهود المطلوب.

الآن لدينا تمثيل جديد بعالم أفاتار من خلال لعبة Avatar Frontiers of Pandora وهي اللعبة التي تأتينا من تطوير فريق Massive Entertainment ومن نشر شركة Ubisoft.

لعبة Avatar Frontiers of Pandora لها فرصة كبيرة جدًا في تقديم عالم باندورا بشكل مثالي، اللعبة تأتي في وقت تقني ممتاز حيث يمكن تقديم عالم حي ومميز افتقدناه في ألعاب افاتار الآخرى، ولكن هل تمكنت اللعبة من استغلال هذه الفرصة بالفعل؟

قصة لعبة Avatar Frontiers of Pandora

كعادتنا في المراجعة نبدأ بالقصة أولًا وفي الحقيقة ما سنتحدث عنه بخصوص القصة لا يعكس جودة اللعبة بأي شكل من الأشكال.

أحداث القصة تدور حول مجموعة من أطفال شعب النافي ينتمون إلى عشيرة تدعى “السارينتو” وهذه العشيرة كانت تمثل في الماضي دبلوماسيين حضارة النافي حيث كانت تعمل العشيرة على توطيد العلاقات بين باقي عشائر شعب النافي.

البشر قاموا بالقضاء على هذه العشيرة واحتفظوا بهؤلاء الشباب لتربيتهم كـ جنود لخدمة مصالح البشر.

تدور الأحداث ويلجأ البشر إلى تجميد هؤلاء الصبية لفترة طويلة من الزمن، وعندما يستيقظ الشباب يجدون حالة من المقاومة تجري على أرض باندورا ومع الأحداث يجد هؤلاء الشباب أنفسهم منخرطون في جبهة المقاومة ضد البشر على كوكب باندورا.

أنت كلاعب تتحكم في أحد هؤلاء الشباب وتحاول من خلال مهمات اللعبة التعرف على كوكب باندورا الذي تتفاعل معه لأول مرة، وبالطبع تقاوم البشر وتحاول توحيد باقي العشائر.

أما عن البشر فهم يتمثلون في جماعة تدعى RDA وهي جماعة تسعى إلى استغلال موارد كوكب باندورا الملئ بالموارد، وكلما ظهرت جماعة RDA في أي منطقة تجلب معها الدمار والتلوث.

بطل لعبتنا ليس شخصية محددة بل هو شخصية تقوم بتصميمها على غرار ألعاب تقلد الأدوار وهذا الأمر أضعف القصة بشكل كبير، فأنت لا ترتبط مع بطل القصة بشكل كبير، بطلنا عمومًا لا يمتلك خلفية قصصية قوية فهو مجرد أحد أفراد شعب النافي ويحاول القضاء على دمار البشر المنتشر في كل أرجاء الكوكب.

انعدام الخلفية القصصية مستمر معنا في جميع الشخصيات تقريبًا حتى البشر أنفسهم لأ نرى لهم شرير معين نحاربه، في البداية اللعبة تظهر شخصية من المفترض أنها تقود جماعة الـ RDA ولكن هذه الشخصية هشة جدًا وبدون بناء قصصي قوي عكس الشخصيات الشريرة التي تشتهر بها سلسلة ألعاب Far Cry على سبيل المثال.

للأسف اللعبة في هذه المقطة قدمت قصة متوقعة جدًا بدون أي تفاصيل عميقة، مُنذ الكشف عن اللعبة ونحن نعلم أننا سنحارب البشر فهذه القصة متوقعة ولكن في نفس الوقت كنت أنتظر بناء قوي للشخصيات وشعرت بأن هذه اللعبة بالتحديد تفتقد إلى بطل واحد مميز له معاناة وقصة تؤثر بنا.

المهام الرئيسية في اللعبة

أحداث القصة تتقدم بنا عن طريق المهام الرئيسية وهذه المهام يمكن تقسيمها إلى ثلاث أجزاء رئيسية، الجزء الأول مهام تتعرف من خلالها على عالم اللعبة، أما الجزء الثاني فهو مهام مرتبطة بالمقاومة ضد البشر، والجزء الثالث المهام المتعلقة بعشائر النافي الأخرى التي تحاول إقناعها بالانضمام إلى المقاومة.

لحسن الحظ فإن جميع المهام التي تم تقديمها كانت ممتعة جدًا هلى الرغم من أنها لا تخلو من التكرار، على سبيل المثال يوجد العديد من المهام التي تطلب منك تدمير منشأة تابعة للبشر وهذه المهام كلها تقدم نفس الفكرة ولكنها ممتعة جدًا بفضل طريقة تصميم المهمة والخريطة نفسها.

أما المهام التي تجعلك تتعرف على العالم كانت ايقونية بمعنى الكلمة وبها لحظات تحبس الأنفاس، لدينا مثلا المهمة التي تسعى خلالها إلى الحصول على الإيكران الخاص بك، هذه المهمة كانت ملحمية بشكل لا يوصف.

لمن لا يعرف الإيكران فهو كائن يشبه التنين يمكنك امتطاءه، وهنا نحن لا نحرق الأحداث فهو موضوع على غلاف اللعبة بالأساس.

المهام المرتبطة بعشيرة النافي كانت أصلية جدًا وتبرز حجم المجهود الموضوع في تصميمها حيث عملت اللعبة على نقل كل تفاصيل حضارة النافي ببراعة تامة ودقة كبيرة.

المهام الجانبية في Avatar Frontiers of Pandora

كعادة أي لعبة عالم مفتوح يوجد لدينا عدد ضخم جدًا من المهام الجانبية، وهنا للأسف يظهر تكرار واضح في هذه المهام التي تدور في نفس الفلك.

على الرغم من تكرار أفكار هذه المهام إلا أنها كانت هامة جدًا بفضل الأدوات المميزة التي تحصل عليها بعد إتمامها.

في الحقيقة المطور أنقذ هذه المهام بفضل الجوائز التي تحصل عليها منها، وتجنب بفضل الجوائز نقد صريح قد يوجه لهذه النوعية من المهام.

نعود إلى القصة قليلًا، نجد أن المهام الجانبية تعاني من السطحية كذلك وغير مرتبطة بأحداث القصة او لا تؤثر بها، هنا يمكن أن نعقد مقارنة مع مهام سايبربانك الجانبية لان هذه الأخيرة قدمت مهام جانبية متنوعة جدًا تفوقت في كثير من الأوقات على المهام الرئيسية وهو مالم يحدث في لعبتنا اليوم للأسف.

عالم باندورا أيقونة 

الآن حان الوقت لنتحدث عن الكنز الحقيقي الموجود في اللعبة والمتمثل في عالمها، هذه اللعبة تمكنت من تقديم عالم مفتوح مليء بالأنشطة والتفاصيل، عالم حي يمكنك التفاعل معه والشعور به.

يحتوي عالم Avatar Frontiers of Pandora على عدد ضخم جدًا من الكائنات الحية والنباتات التي يمكنك التفاعل معها واستغلال مواردها.

بطلنا يمتلك قدرة تمكنه من اكتشاف العالم وتتفاجئ هنا بحجم العناصر القابلة للتفاعل أو التعرف عليها، العالم عمومًا تم تقديمه بدقة متناهية.

لنتحدث عن بعض الأمثلة التي تبرز هذه الدقة، في البداية يوجد لديك النباتات ويوجد بعض النباتات تحتوي على موارد يمكنك تجميعها والاستفادة منها، ومن دقة التفاصيل فإن كل مورد تقوم بتجميعه له ظروف معينة تجعله في أفضل حالاته، مثلا يوجد نباتات يمكن جمعها وقت المطر لتحصل على أفضل جودة منها، بينما توجد نباتات أخرى يفضل جمعها بالنهار وهكذا.

نفس الأمر موجود عند صيد الحيوانات فكلما كانت ضربتك دقيقة وفي موضع قاتل كلما كان أفضل وحصلت على موارد بحالة أفضل من الضحية التي تقوم باصطيادها، التفاصيل مستمرة معنا في الصيد فأنت لا يمكنك التجول وقتل كل كائن تراه لأن فكرة اللعبة تدور حول احترام عالم باندورا لذلك يجب عليك اصطياد ما تحتاجه فقط حتى لا تفقد هويتك كأحد أفراد شعب النافي.

حتى النباتات والحيوانات موزعة على الخريطة بشكل معين فهي ليست عشوائية، لذلك قد تجد نفسك تتجه إلى منطقة معينة بالتحديد للحصول على مورد معين أو اصطياد كائن معين.

كل هذه التفاصيل جعلت عالم اللعبة حي بشكل لا يوصف وجعلت التجول به متعة نفتقدها في الكثير من ألعاب العالم المفتوح، الأمر لم يعد مجرد تجوال وتجميع الموارد بشكل عشوائي بل أصبح حقيقي وطبقًا لحاجتك كلاعب.

شخصيًا تجولت في عالم اللعبة أكثر مما ركزت على المهام القصصية، لأن مجرد التجول في هذا العالم يمثل تجربة ممتعة ولعبة مستقلة بذاتها، لن أبالغ إذا قلت أن عالم اللعبة يكفي بأن يكون لعبة قائمة بذاتها.

الإيكران الخاص بك

إيكران لعبة  Avatar: Frontiers of Pandoraإيكران لعبة  Avatar: Frontiers of Pandora

كما ذكرت سابقًا في مرحلة معينة ستتمكن من إنشاء الرابطة مع الإيكران الخاص بك، والإيكران الخاص بك هو بمثابة شرك في رحلتك فهو ليس مجرد كاين تمتطيه.

هذا يعني أن الإيكران الخاص بك لا يمكن تبديله أو تغيير اسمه ومن سخرية الأمر ستشعر بأن الإيكران له شخصية وبناء درامي أكثر من الشخصيات الموجودة في اللعبة وساعد على الأمر المهمة الملحمية التي ترتبط بها مع الإيكران

يمكنك بواسطة الإيكران التجول في عالم اللعبة أو القتال به وبالطبع الوصول إلى نقاط مرتفعة جدًا وجبال، وفي نفس الوقت تحتاج إلى الاعتناء به وتغذيته، وعمومًا الإيكران أحد الإضافات القوية جدًا في اللعبة.

اتبع حدسك ولا تهتم بالخريطة

عالم باندورا ساحر ولكنه معقد، يتكون من جبال وأشجار مرتفعة جدًا ومتشابكة، والكثير من المهام تتطلب منك الوصول إلى نقطة معينة غالبا هذه النقطة تحتاج إلى العديد من التسلق.

في نفس الوقت اللعبة تعطيك حرية كبيرة في التسلق ولكن هذه الحرية خادعة جدًا وقد تجعل تجربتك للعبة جحيم بالمعنى الحرفي.

لنشرح الأمر، قد تطلب منك اللعبة الوصول لقمة جبل شاهق وللوهلة الأولى قد تفضل تسلق هذا الجبل بشكل حر ولكن النتيجة ستكون كارثية ولن تصل إلى النقطة المستهدفة.

هنا تظهر خطية مخفية داخل اللعبة لأن الوصول إلى هذه النقطة المرتفعة يكون من حلال مسار معين ممهد قليلًا ويجب عليك استكشاف هذا المسار.

لا يمكنك الاعتماد على خريطة اللعبة بأي شكل من الأشكال فهي سيئة جدًا ولا يوجد بها تفاصيل ولا يمكن تقريبها لمعرفة المسار ولا يمكنك الاعتماد على البوصلة، يمكنك الاعتماد على حواس النافي ولكن ليس كثيرًا ايضًا.

الحل يكمن في الاعتماد على حدسك، يجب عليك أن لا تفكر في التسلق بشكل مباشر بل أبحث عن الطريق الأكثر منطقية، الطريق المعقول الذي لا يحتاج إلى قفزات غير منطقية أو تسلق مستمر، حاول أن تعيش مع اللعبة وخذ مقعد البطل بشكل حقيقي وتصرف وكأنك في الموقف بشكل حقيقي ستجد نفسك تصل للهدف بسهولة، وبعد فترة من اللعب ستجد نفسك خبيرًا في الوصول إلى هذه النقاط.

يمكنك الاستعانة بالإيكران ولكن ليس بشكل كامل، فمن خلاله يمكنك اختصار جزء كبير من المسافة أو التسلق ولكن عند نقطة معينة يجب عليك النزول على الأقدام واتباع حدسك حتى لا تضيع الكثير من الوقت.

أسلوب اللعب

القتال في اللعبة أمر أساسي وهام وممتع في نفس الوقت وفي الحقيقة أسلوب اللعب هنا هو أحد نقاط قوة اللعبة بفضل تشعبه وكثرة تفاصيله وسنتحدث خلال الفقرات القادمة عن أسلوب اللعب بشكل تفصيلي.

الأسلحة التي يمكن استخدامها

يمكن لبطلنا استعمال أسلحة البشر مثل البنادق والأسلحة الرشاشة ويمكن كذلك استعمال أسلحة النافي البدائية، وهنا يجب التأكيد على أهمية أسلحة النافي مع المعركة فلا يمكن إهمالها.

أسلحة النافي فعالة جدًا تجاه الأعداء كما أنها تمكنك من اصطياد الكائنات بشكل صحيح والأهم أنها أسلحة صامتة تساعدك على إتمام المهام بسهولة.

يمكنك دائما التسلح بـ ٤ اسلحة مختلفة وهنا ننصح بعدم إهمال الفوس الخاص بالنافي ولا تعتمد فقط على الأسلحة البشرية التي تحدث ضجيجًا ولا يمكن القتل بصمت من خلالها.

أيضًا يمكنك عن طريق الموارد التي تجمعها تصنيع ذخيرة متقدمة لأسلحة النافي وهنا اللعبة تعطيك حرية كبيرة في اختيار طريقة القتال التي تفضلها.

التسلل أمر هام

الأعداء في اللعبة على قدر جيد من الذكاء الاصطناعي وايضًا ستجدهم يتحصنون جيدًا، ولا ننسى فارق التقنية بينك وبينهم، وهنا يظهر الحل في التسلل.

معظم المهام تتطلب منك تدمير منشأة معينة عن طريقة اختراق بعض الأجهزة أو غلقها وهنا تظهر أهمية أسلحة النافي والتسلل.

يمكنك التسلل إلى هذه المنشآت وإتمام المهام في صمت تام وإذا واجهت عدو يعترض طريقك يمكنك الإجهاز عليه باستخدام قوس النافي.

لكي تتخلص من العدو من ضربة واحدة يجب عليك إصابة الهدف بشكل دقيق لأن كل هدف له نقطة ضعف معينة تقتله من ضربة واحدة ويمكنك التعرف على نقاط الضعف من خلال استخدام حواس النافي.

الضربة القاتلة يجب أن تكون دقيقة ومن مسافة قريبة نسبيًا، فحتى لو اصبحت الهدف بسهم من مسافة بعيدة لن يموت الهدف وسيقوم بإنذار البقية وستجد الأمور أصبحت أصعب بكثير.

في حالة اكتشاف أمرك و اضطرارك إلى الدخول في معركة عنيفة يمكنك هنا اللجوء إلى أسلحة البشر، وننصح هنا بالاقتراب من دائرة المعركة لكي تكون ضرباتك مؤثرة وتتمكن من قتل الأعداء.

شجرة المهارات

تضم اللعبة شجرة مهارات رائعة ومتنوعة ويتم تقسيم الشجرة إلى ٥ غصون رئيسية كل غصن يهتم بأمر معين ويحتوي على عدد من المهارات المرتبطة بهذا الغصن، لدينا مثلا غصن المحارب الذي يحتوي على مهارات تساعد على القتال، ويوجد كذلك غصن الفارس الذي يضم مهارات متعلقة بالإيكران الخاص بك وتعاملك مع كائنات البرية، ويوجد غصن. الصياد الذي يحتوي على مهارات التسلل وهكذا.

الغصون كلها هامة ولا يمكن إهمال أي منها وكلها تحتوي على مهارات هامة جدًا وممتعة في نفس الوقت، ويمكن فتح هذه المهارات عن طريق نقاط الخبرة التي تتحصل عليها من خلال تفاعلك مع عالم اللعبة أو إتمام المهام.

إلى جانب شجرة المهارات توجد وردة مهارات إضافية تعرف بإسم مهارات الأسلاف وهذه المهارات يمكن تجميعها من عالم اللعبة حيث تجدها على الخريطة بلون وردي مميز، عندما تصل إلى هذه النقطة ستتفاعل مع شجرة معينة ومنها تقوم بفتح أحد هذه المهارات، ونفس الأمر هذه المهارات هامة جدًا وممتعة في نفس الوقت.

ترقية العتاد الخاص بك

المهام الموجودة في اللعبة موزعة طبقًا لمستوى قوة معين، وكذلك شخصيتك لها مستوى قوة يرتفع كلما ازدادت جودة العتاد أو فتح مهارات جديدة في شجرة المهارات.

يجب أن تذهب إلى المهمة وأنت في نفس المستوى تقريبًا أو أقل قليلًا وهنا تظهر أهمية ترقية العتاد.

ترقية العتاد تتم عن طريق تحسين السلاح أو الملابس التي تمتلكها أو عن طريق صناعة وشراء عتاد جديد تمامًا.

عملية التصنيع في اللعبة سهلة وممتعة، تحتاج في البداية الحصول على التصميم وتحصل على التصاميم عبر التفاعل مع عالم اللعبة أو القيام بالمهام الجانبية والرئيسية وبعد ذلك يجب تجميع الموارد اللازمة للتصنيع وكلما كانت للموارد ذات جودة عالية كلما كانت الناتج سلاح أو عتاد أفضل، ولكي تحصل على موارد جيدة يجب جمعها في الحالة القياسية كما ذكرنا سابقًا.

هذا الترابط الكبير يظهر أهمية عالم لعبة Avatar Frontiers of Pandora هذا العالم الحي والغني بالتفاصيل يقدم لنا تجربة لعب متشعبة ومركبة بشكل كبير.

إدار الصحة الخاصة بك

اللعبة تأتي مع نظام إدارة صحة تجعلك ترتبط بالعالم أكثر وأكثر، بالطبع لديك مؤثر الصحة الخاص بك ويوجد كذلك مؤشر للطاقة.

مؤشر الطاقة هام جدًا لأن الطاقة هي التي تساعدك على إعادة ملء مستوى الصحة الخاص بك كلما تعرضت لضرر.

ولكي تجدد الطاقة الخاصة بك تحتاج إلى تناول الطعام، بالطبع يمكنك تناول الطعام بدون طهي ولكن التأثير هنا لن يكون كبير.

لذلك يجب عليك طهي الطعام أولًا للحصول على تأثيرات مميزة أثناء اللعب. هنا يجب عليك تجميع الموارد من الطبيعة الفاكهة والبذور من النباتات واللحم والبيض من الحيوانات والكائنات.

عملية الطهو ليس لها مسار معين، أنت تقوم بتجميع موارد وتبدأ في دمج مكونين سويًا لينتج لك طبق معين ذات تأثير معين، أي أنك تكتشف الوصفات الغذائية في هذه اللعبة.

يمكنك وضع رحيق العسل مع اللحم الدهني لتحصل على طبق معين وإذا غيرت العسل بالأعشاب العطرية مثلًا ستحصل على طبق أخر بتأثيرات مختلفة.

كل ما تم شرحه في هذه النقطة ينطبق على الإيكران الخاص بك الذي يمتلك مستوى صحة ومستوى طاقة ويجب عليك إطعامه ولكن بالطبع الإيكران يتناول الطعام بدون طهي.

استعمل دليل الصياد

اللعبة تحتوي في قوائمها على دليل يدعى دليل الصياد وهذا الدليل يمثل قاعدة البيانات الخاصة باللعبة، وهنا ننصح باستعمال هذا الدليل وقراءة المعلومات الخاصة بكل نبات او حيوان تكتشفه أو حتى عدو.

علقت في أحدى المهام، كنت متأكد من المسار ولكن المسار كان مغلف بنبات عملاق، ظللت عالق في هذه النقطة حتى ذهبت لدليل الصياد وقرأت عن النبتة ووجدت انها نبتة متصلة بأزهار صغيرة إذا لمست هذه الأزهار وتفاعلت معها تنكمش النبتة وينفتح المسار.

هذه المعلومة لم أكن أعرفها بدون دليل الصياد، وهنا قد يجد البعض ان الأمر ممل ولكنه في الحقيقة ممتع جدًا ويجعلك يرتبط بعالم اللعبة أكثر وأكثر.

لحسن الحظ اللعبة مترجمة

من الواضح أن اللعبة بها الكثير من التفاصيل وتحتاج للكثير من القراءة ولكن لحسن الحظ اللعبة معربة بالكامل سواء في النصوص أو الواجهة.

التعريب الخاص باللعبة ممتاز وسهل وسلس وتم كتابته بلغة مفهومة، هذا التعريب الجيد يجعلك تفهم أحداث القصة بسهولة حتى وإن كنت لا تعرف أفلام أفاتار، كما يمكنك بفضل هذا التعريب الولوج إلى دليل الصياد وفهم عالم اللعبة بشكل أكبر.

جودة الرسوم

الرسوم في هذه اللعبة تحفة تقنية ونقله في ألعاب يوبي سوفت وساعد على الأمر فكرة اللعبة نفسها، أحداث اللعبة تدور في عالم غني به الكثير من المشاهد المؤثرة والساحرة وهو ما تم نقله بالفعل في اللعبة.

الأشجار والنباتات والجبال تداخل سويًا لتكون لوحة زيتية رائعة، مع تصميم الكائنات الاسطوري المستمد بالفعل من الأفلام الخاصة بافاتار، عمومًا رسوم اللعبة كانت ممتازة ومبهرة وتتأثر بحالة الطقس.

بكن يوجد هنا عيب كبير وهو أن اللعبة تعتمد بشكل كامل على محركها ولا يوجد بها مشاهد سينمائية إلا قليل جدًا والغريب أن المشاهد السينمائية كانت أقل جودة من المشاهد التي تستعمل محرك اللعبة.

هذا التوجه مشهور في ألعاب عديدة ولكن هذه اللعبة بالتحديد بهذه البيئة الساحرة كان يجب أن تحتوي على مشاهد سينمائية هوليوودية ترفع من جودة التجربة.

للأسف هذه النقطة كانت محبطة إلى حد كبير بالنسبة لي، لأنه في كثير من الأوقات كانت تتصاعد الأحداث وتنتقل اللعبة إلى مشهد ولكن هذا المشهد يكون من محرك اللعبة وبالطبع لا يمكن تقديم قيمة إخراجية كبيرة باستخدام هذه النوعية من المشاهد.

على ذكر جودة الرسوم فإن اللعبة تحتوي على محاكاة دقيقة جدًا لحركة الشفاه ونحن هنا نتحدث عن حركة الشفاه للشخصيات داخل محرك اللعبة نفسه وليس في مشاهد سينمائية معينة.

هنا سنتطرق إلى نقطة ليس لها علاقة بجودة الرسوم بشكل مباشر ولكنها مؤثرة على تجربة اللعب وهذه النقطة تتعلق بتماثل الأحجام في اللعبة.

يضم عالم اللعبة مجسمات عملاقة لـ جبال وأشجار مع غابات كثيفة مليئة بالأعشاب والنباتات وفي الكثير من الأحيان تطلب منك اللعبة العثور على أشياء صغيرة جدًا مثل جهاز لوحي أو صندوق صغير، هنا تظهر مشكلة كبيرة في رؤية هذه الأشياء الصغيرة في ظل الكثافة العشبية والنباتية الموجودة في عالم اللعبة وكان من الأجدر جعل هذه الأشياء تومض للتسهيل على اللاعب.

في الكثير من الأحيان كنت أصل إلى النقطة المستهدفة بشكل سريع ولمن كنت أعاني في الوصول إلى الأداة المطلوب تجميعها وفي كثير من الأحيان كنت اتفاجئ بأن ما أبحث عنه موجود في الأساس أمامي.

نفس الأمر يتكرر أثناء القتال، عندما أقاتل الآلات العملاقة يكون الأمر مقبول ويمكن تمييز هذه الآلات بسهولة ولكن عند محاربة جندي مشاه عادي كنت أواجه صعوبة كبيرة في تحديد مكانه ورؤيته حتى مع استخدام حواس النافي، لأن الجندي يكون صغير جدًا بالمقارنة مع النباتات والأشجار الموجودة حوله.

الأصوات والموسيقى

في العادة نتحدث عن الأصوات والموسيقى في نفس فقرة الرسوم ولكن هذه اللعبة تمتلك صوتيات تحتاج إلى فقرة مستقلة.

الأداء الصوتي في هذه اللعبة بارع في الحقيقة وسنتحدث أولًا عن أداء الشخصيات المتكلمة في اللعبة، الشخصيات تتحدث بمشاعر ونبرات صوت مؤثرة وصيحات لغة النافي حماسية جدًا.

أما عن أصوات الكائنات فهي متقنة جدًا ومختلفة، صوت الإيكران يختلف عن صوت الغزال يختلف عن صوت الذئب وهذه كلها كائنات خرافية لا يوجد لها مرجعية حقيقية نستند عليها لذلك فما تم تقديمه في هذه النقطة يعتبر إبداع صافي.

بخصوص الموسيقى فهي رائعة وتتناسب مع المراحل التي تقوم بها، عندما تقوم بالتحليق بالإيكران يتم عزف موسيقى أصلية مرتبطة بحضارة النافي تجعلك تشعر بأن حضارة النافي حقيقية، وفي المهام يتم عزف موسيقى موترة تجعلك تنغمس في الأحداث.

الخلاصة

لعبة Avatar Frontiers of Pandora  قدمت عالم نعيش به بالمعنى الحرفي، عالم حي ونابض جعلني أرتبط به واحترمه على الرغم من أنه عالم خيالي، عالم يجبرك على الغوص في تفاصيل والتفاعل معه، كما احتوت اللعبة على أسلوب لعب متشعب به الكثير من التفاصيل مع شجرة مهارات رائعة، للأسف اللعبة لا يمكنها الحصول على العلامة الكاملة بسبب القصة السطحية التي لا تمتلك خلفية قوية إلى جانب غياب المشاهد السينمائية القوية ولكن في المجمل اللعبة قدمت تجربة لا يجب أن تفوتها.

?xml>