اخر الاخبار

وزير الداخلية الفرنسي يؤجج لخطاب الإسلاموفوبيا في فرنسا وأوروبا وأمريكا !


وزير الداخلية الفرنسي يؤجج لخطاب الإسلاموفوبيا في فرنسا وأوروبا وأمريكا !

د. عبدالمجيد الجلاَّل

في تصريح مُستفز ، ومُستهجن ، ادعى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان ، بأنَّ الإسلام السني تحديداً ، هو دين الإرهاب ، ويمثل أكبر تهديدٍ ، لبلاده ، وكذلك لأوروبا ، وحتى لأمريكا !
ويأتي ذلك ، في سياق الحملة المسعورة ، المُعادية للإسلام والمسلمين ، التي تقودها نخبة باريس ، بهدف تحقيق مكاسب سياسية ، ضيقة ، لا تخدم التوجه العالمي في ضرورة احترام الأديان ، وحتى دون احترامٍ ، للغالبية الساحقة في العالم الإسلامي ، التي تعتنق المذهب السني !
التوجه الفرنسي ، يتعارض بالكلية ، مع سياسات المملكة العربية السعودية ، ودول المنظومة العربية والإسلامية ، التي تنتهج مبادئ الحوار وآدابه مع الآخر، وتأصيله ، وإشاعته ، وترفض مظاهر التطرَّف والإرهاب ، وخطابات الكراهية ، وتتمسك بشدة ، بمبادئ التعايش السلِّمي بين الأديان والثقافات الإنسانية المختلفة.
وكما تلتزم بذلك ، تدعو كل دول العالم ، إلى الالتزام باحترام الأديان والثقافات الإنسانية المختلفة ، خاصة فرنسا !
على كل حالٍ ، الإرهاب ، والتطرَّف ، والتشدَّد، سلوكيات شاذة مرفوضة ، وهي موجودة ، في كل الأديان والثقافات الإنسانية ، ولا ينبغي البتة ، إلصاق الأمر ، بدينٍ بعينه ، وتحميل الإسلام وحده ، كل مظاهر التطرَّف والتشدَّد والإرهاب !
يقول النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي ، مانون أوبري بأنَّ منهج العلمانية ، لا يعني على الإطلاق ، اتخاذه مبرراً لإثارة خطابات الأحقاد والكراهية ضد عموم المسلمين .
ويقول د. راشد المبارك ، رحمه الله ، في كتابه ” التطرَّف خبز عالمي” : لم تعرف دفاتر التاريخ ، ثقافة واحدة ، خلت من أفراد زرعوا فيها ما يوقظ الصراع ، أو يُشعله بسبب تطرفهم ، فقد وُجد التطرَّف في كل الشعوب، ومورس من قبل أفرادٍ وجماعات ، من أتباع كل الديانات والمذاهب ، على اختلاف أطيافها … وإذا كان هذا التطرَّف ، وما يثمر أو يفرز من عنف هو خبز عالمي ، وُجد ويوجد في كل الشعوب والمجتمعات ، فإنَّ البحث والمعالجة يجب أن يكونا ممتدين ومتسعين بقدر امتداده وتعدده، وأن يكونا شاملين له في مواقعه ومنابعه .
ما جرى ، ويجري ، من محاولات لشيطنة الإسلام ، وتأجيج حالة الإسلاموفوبيا ، وخطابات الكراهية ، في فرنسا ، ستكون له تداعيات خطيرة ، على الأمن الفرنسي، وعلى التعايش المُشترك بين الفرنسيين ، وما حالة الفوضى ، والجدل ، الجارية اليوم في فرنسا ، والانقسام الخطير بين مكونات المجتمع الفرنسي ، إلا دليلٌ على خطورة خطابات العنصرية والكراهية ، التي يتبناها اليمين الفرنسي المتطرَّف!
خلاصة القول ، العالم ، اليوم ، بحاجة ماسة ، إلى نشر مبادئ السلام والتعايش السلمِي بين البشر على اختلاف معتقداتهم وثقافاتهم ، ورفض أجواء وخطابات الكراهية ، أو تأجيج نظريات صدام الحضارات ، فتداعياتها خطيرة على أمن المجتمعات ، والسلم الأهلي على وجه العموم!