مقالات

ماذا تعرف عن منهج مونتيسوري التعليمي؟

طريقة مونتيسوري في التعليم هي طريقة غير تقليدية للتعلم تركز على تعزيز الشعور بالاستقلالية والتنمية الشخصية في الفصل الدراسي. من خصائصها أنها تنقسم إلى فترات زمنية مدتها ثلاث ساعات للأنشطة، بينما الفصول الدراسية مختلطة الأعمار، وتحتوي على مواد ومناهج تعليمية محددة، فماذا يشرح الاختصاصيون التربيون عن هذا المنهج، الذي بات شبه أساسي في مدارسنا العربية؟

من أنشأ منهج مونتيسوري؟

من أنشأ منهج مونتيسوري؟ – الصورة من Adobestock

تم إنشاء هذا المنهج التعليمي على يد ماريا مونتيسوري، وهي طبيبة ومعلمة إيطالية لها وجهات نظرها حول التعليم أثناء عملها في روما في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر مع الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو، وقد حقق هؤلاء الأطفال، حسب رأي الاختصاصيين، نجاحاً كبيراً في مجموعة واسعة من التخصصات، ودخلوا معترك السياسة وصناعة التكنولوجيا ومنهم اتجه إلى الفنون.
من بين خريجي مونتيسوري المشهورين جيف بيزوس، مؤسس موقع Amazon.com؛ سيرجي برين ولاري بايج، المؤسسان المشاركان لشركة Google؛ آن فرانك، كاتبة مذكرات الحرب العالمية الثانية؛ الأميران ويليام و هاري، أبناء الملك تشارلز، وجورج كلوني، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار؛ وتشيلسي كلينتون، ابنة بيل وهيلاري كلينتون.
على الرغم من أن هناك العديد من الفوائد لطريقة مونتيسوري والعديد من الدراسات التجريبية تكشف عن نتائج واعدة، إلا أن هناك بعض الجوانب السلبية لهذا النوع من التعليم، مثل التكلفة العالية والافتقار إلى الدعم الواضح والثابت، ومع ذلك، لا يزال هناك عشرات الآلاف من برامج مونتيسوري في جميع أنحاء العالم.
كيف أُربي طفلي على طريقة مونتيسوري في المنزل؟

الفصل الأول من مونتيسوري

الفصل الأول من مونتيسوري – الصورة من Adobestock

تم تجهيز الفصل الدراسي الأولي الذي يعتمد على منهج مونتيسوري بطاولة وسبورة وموقد وكراسي وطاولات. وشارك الأطفال في أنشطة مثل ارتداء الملابس، وإزالة الغبار، والبستنة، واستخدموا أيضاً مواد دراسية مختلفة.
لاحظت المعلمة مونتيسوري كيف أن الاختيار الحر يسمح للطلاب بتطوير شعور عميق بالاهتمام بالأنشطة التي يشاركون فيها، بغض النظر عن أي مكافآت خارجية.
وقد غذت هذه الملاحظات الواعدة مزيداً من التطور وسمحت لها بالانتشار في جميع أنحاء العالم وقبل وصولها إلى الولايات المتحدة في عام 1912، انتشرت طريقة مونتيسوري في جميع أنحاء إيطاليا وحصلت على اعتراف في فرنسا وسويسرا والمملكة المتحدة.
وكانت هناك أيضاً خطط لفتح هذه المدارس في الأرجنتين والصين والمكسيك ونيوزيلندا والمزيد من البلدان في جميع أنحاء العالم.

ما هي طريقة تعليم مونتيسوري؟

ما هي طريقة تعليم مونتيسوري؟ – الصورة من Adobestock

1 – مونتيسوري، هي نهج للتعلم في الفصول الدراسية يؤكد على الاستقلالية والاختيار،
حيث تؤكد نظرية التدريس هذه أن الأطفال لديهم اهتمام فطري بالتعلم وسيكونون قادرين على القيام بذلك في بيئة مناسبة. هدف هذه الطريقة من التعليم هو إنشاء فصل دراسي مليء بالنظام والنظافة والجمال والانسجام.
2 – على عكس هدف معظم البيئات التعليمية الأخرى، وهو وصول طلابها إلى أقصى قدر من الإنجاز في بعض المواد الأكاديمية، فإن طريقة مونتيسوري تخلق بيئة تعزز النمو الفكري والجسدي والعاطفي والاجتماعي الأمثل للطفل.
3 – معلم مونتيسوري، المسمى”الموجّه”، يراقب كل طفل واحتياجاته وقدراته واهتماماته، ويوفر له فرصاً للعمل بذكاء ولغرض ملموس، وذلك بأدنى حد من التدخل، حسب عمر الطفل.
4 – يسمح الموجّه للطفل بالتصرف والرغبة والتفكير بنفسه، ما يساعده على تنمية الثقة والانضباط الداخلي.
5 – موجّه مونتيسوري لا يمنح جوائز أو عقوبات. حيث يجد كل طفل الرضا الداخلي الذي ينبع من عملهم الشخصي.
6 – مع الأطفال الأكبر سناً، يساعد الموجّه كل طفل في وضع قائمة بالأهداف في بداية الأسبوع، ثم يدير الطفل وقته خلال الأسبوع من أجل تحقيقها. فالأطفال أنفسهم هم المسؤولون عن تعلمهم وتطورهم.

سلبيات وعيوب منهج مونتيسوري

سلبيات وعيوب منهج مونتيسوري – الصورة من Adobestock

رغم انتشار هذه الطريقة في التعليم، لكنها لا تعتبر نظاماً مثالياً. نظراً لأن كل برنامج من برامج مونتيسوري يختلف قليلاً عن الآخر، وهناك بعض المشكلات الشائعة التي واجهها الأشخاص مع طريقة التعلم هذه، وهي:

1. يمكن أن يكون مكلفاً للغاية

هناك الكثير من المواد والموارد اللازمة للفصل الدراسي. حيث تبلغ تكلفة مدرسة مونتيسوري الابتدائية طوال اليوم ما يقارب 15,000 دولار في السنة.

2 – هو خاص بالنخبوية من أطفال العائلات

هذا البرنامج أكثر شيوعاً الآن بالنسبة لأولئك “المتميزين”. إنه برنامج مفضل للعائلات الثرية. هذا، على الرغم من أن هذا ليس ما كان يقصده البرنامج في الأصل. إلى جانب ذلك، فإن معظم برامج مونتيسوري هي مدارس خاصة.

3 – لا يضبط سلوك الأطفال

يرى البعض أن هذا النهج الأكثر “استقلالية” للتعلم ليس جيداً ويعتقد أن الأطفال لن يكونوا منضبطين بما يكفي وسيتركون ببساطة ليفعلوا ما يريدون في قاعة الدراسة. ومن ضمنها أنه يجعلهم يشككون في أي فكرة سيتعلمونها، وهذا يجعل بعض الآباء يعتقدون أيضاً أن أطفالهم يتعلمون “ببطء شديد”. وأنه لا يتعلم كفاية من بعض المواد،
لأن من حقه تعلم اللغة أو الفنون الحرفية التي يميل إليها، وهذا ما قد يجعله يهمل الرياضيات على سبيل المثال.

4 – يجعل الطلاب استقلاليين أكثر من اللازم

يعلم النظام الطلاب بالتفكير بأنفسهم، ولا يجهزهم جيداً للعمل مع فريق. حيث لا يتم التركيز دائماً على التعاون في الطريقة. وهذا يجعلهم يجدون صعوبة في مستقبلهم العملي، فهم لن يشعروا أن لديهم المهارات المناسبة المرتبطة بالعمل الجماعي. حيث يبقى الأطفال أحراراً في الفصل ويختارون ما يتعلمونه ومتى.

5 – تختلف طريقة مونتيسوري من مدرسة إلى أخرى

يأتي هذا الرأي من بعض المعلمين الذين صرحوا بأنهم درّسوا في العديد من مدارس مونتيسوري. كما كشفوا أيضاً أن هذا ليس ما تريده ماريا مونتيسوري أن يكون عليه برنامجها، وبهذا يمكن لأي مدرسة أن تقول إنها تستخدم طريقة مونتيسوري، بدون التدريب على برنامج محدد.

6 – درجات اختبار أقل

من سلبيات منهج مونتيسوري الأخرى هو الاختبارات. إنه موضوع مثير للجدل حول ما إذا كان الاختبار الموحد طريقة فعالة أو دقيقة لقياس تعلم الطفل أم لا. ومع ذلك، فهو أمر يتم اعتماده بشدة في هذا المنهج التدريسي.

7 – تغييرات مونتيسوري الحديثة

لقد تطورت بعض أشكال تعليم مونتيسوري الأكثر حداثةً وتكيفاً في السنوات الأخيرة، وبينما تحتوي الدراسات الجديدة على مبادئ تختلف عن الأصلية، لكن ليست هناك إثباتات ما إذا كانت هذه الأساليب الجديدة أكثر فعالية.
ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.