اخر الاخبار

إنَّه زمن الاعتدال والوسطية ! – عين الوطن


إنَّه زمن الاعتدال والوسطية !

د. عبدالمجيد الجلاَّل

توجهات مبدئية ، لقادة هذه البلاد ، من أجل المحافظة ، على قِيم المجتمع ، ومبادئه ، المُستندة إلى ثوابت الشريعة السَّمْحَةَ النبيلة ، فهذا أمرٌ لا مجال فيه لأية خيارات قد تصطدم بها .
لكن ، وللتوضيح أكثر ، وبمنطق الاعتدال ، والوسطية ، لا يمكن اعتبار الاستمتاع ببرامج الترفيه ، التي لا تخدش الحياء ، ضمن سياق الانحلال الذي حذر منه الملك سلمان ، حفظه الله ، بقوله ” لا مكان لمُنحل يرى في حربنا على التطرَّف وسيلة لنشر الانحلال ” ، إذ أنَّ الترفيه الجاري اليوم ، يتم ، بهدف إحياء جوانب الفرح والابتهاج ، لدى الشعب السعودي ، والتخلص تماماً من الأفكار المُنغلقة ، والمتوجسة ، والمُبررات غير المنطقية ، التي كانت سائدة ، إبان فترة التشدد الديني ، غير المأسوف عليها ، ومن ثمَّ لا يمس إطلاقاً ، بثوابت ومبادئ الشريعة الإسلامية !
لقد جاء في وثيقة رؤية 2030 ، عن برامج الترفيه ، ما نصه ” تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية ، ليتمكن المواطنون ، والمقيمون ، من استثمار ما لديهم ، من طاقاتٍ ومواهب ، وتشجيع المستثمرين ، في الداخل والخارج ، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية ، وتخصيص الأراضي المُناسبة ، لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية ، من مكتبات ومتاحف ومسارح ، وغيرها ، ودعم الموهوبين ، من الكُتَّاب ، والمؤلفين ، والمُخرجين ، والفنانين ، ودعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية ، متنوعة ، تتناسب مع الأذواق ، والفئات ، كافَّة ، ولن يقتصر دور هذه المشروعات ، على الجانب الثقافي والترفيهي ، بل سوف تكون أداة اقتصادية ، لتعزيز موارد الاقتصاد الوطني ، وخلق المزيد من فرص التوظيف ، للشابات والشباب السعودي !
على كل حالٍ ، الوطن دخل مرحلة جديدة ، بفكرٍ ورؤى متطورة ، لجهة بناء الإنسان السعودي الوسطي المعتدل ، القادر وحده على قيادة الوطن ، نحو تحقيق الكثير من المنجزات والمكاسب الوطنية ، في الأمن والاستقرار والتنمية ، والحضور الإقليمي والدولي الفاعل ، والعمل مع المجتمع الدولي ، لبناء منطقة استقرار لا ترتهن إلى خلايا الإرهاب ، والميليشيات ، والفكر المُتطرَّف ، الذي يحمل الكثير من عوامل وأسباب الفوضى والأجندة المشبوهة .
خلاصة القول ، قلتُ سابقاً ، ولا زلتُ أقول ، السعوديات ، والسعوديون ، عطشى لمثل هذه التطورات الدراماتيكية ، للخروج من تداعيات مرحلةٍ صعبة ، ومُستفزة ، ومُحرجة ، إلى آفاقٍ رحبةٍ ، تحت سماءٍ تتوهج حضارياً وثقافياً ، ومع فكرٍ مُستنير، يُتيح الاستمتاع بمباهج الحياة ، كالغناء ، والمسرح ، والسينما، والمتحف، وسائر الفنون الجميلة.