اخر الاخبار

الزلازل أين تكمن الخطورة؟ –


بقلم: عبدالله بن فيصل الصعب

تعرف الزلازل بأنها اهتزازات تحدث في القشرة الأرضية بمشيئة الله تعالى، ثم بسبب انطلاق وتحرر الطاقة الناتجة عن احتكاك الصخور و تحرك الطبقات الأرضية حول الصدوع الكبيرة ، كما تحدث الزلازل نتيجة أسباب أخرى من أهمها :الثورات البركانية، والاختراق المفاجئ للمواد المنصهرة في باطن الأرض للأجزاء الهشة من القشرة الأرضية، والتفجيرات النووية تحت السطحية، وسقوط النيازك كبيرة الحجم على سطح الأرض، والانهيارات الأرضية والنشاطات البشرية والصناعية كتفجيرات شق الطرق الجبلية وكبحيرات السدود وما تسببه من ضغط على الطبقات ومساهمة في حركة الصدوع القديمة ومن ثم حدوث هزات ذات بؤر زلزالية قريبة من السطح، وتعد الزلازل أكثر الكوارث الطبيعية تأثيراً على الإنسان ، لحدوثها المفاجئ، ولتغطيتها لمساحات شاسعة ووصول تأثيرها لمسافات بعيدة، ولما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية، وقد تتجاوز تبعات الزلازل قدرة المجتمع على التغلب عليها باستخدام مواردها الخاصة.
ويمكن تقسيم الآثار الزلزالية إلى نوعين هما الآثار الأولية وتتمثل في حدوث الحركة الأرضية العنيفة وما يصاحبها من تصدعات وسقوط المباني وغيرها والآثار الثانوية تتمثل في الحرائق والانهيارات الأرضية والفيضانات والتغيرات في مستوى سطح الماء، والهزات الأرضية من أهم العمليات الأرضية الخطرة حيث تكمن خطورتها في قوتها التدميرية الكبيرة شاهدنا على ذلك التاريخ الزلزالي للأرض وما سببته الزلازل التاريخية من دمار شديد وخسائر في الأرواح والممتلكات وما تخلفه من معاناة اجتماعية واقتصادية ونفسية للبشرية جمعاء ويختلف حجم الخسائر من بلد لآخر، ويقل بصفة عامة في الدول المتقدمة التي أخذت بصورة جدية بالوسائل التي تؤدي إلى تخفيف الخطر الزلزالي.
وتقاس الزلازل بمقياسين أحدهما لقياس الشدة الزلزالية والآخر للقدر الزلزالي ونقصد بالشدة الزلزالية بأنها قياس الظواهر التي تصف درجة إحساس الناس بالاهتزازات ومدى الدمار الذي تحدثه، ولها مقياس وضعه عالم البراكين الإيطالي ميركالي عام 1887م وهو مقياس وصفي من ثمان درجات تكون الشدة مختلفة حسب القرب والبعد عن البؤرة، وطور هذا المقياس الى 12 درجة في عام 1931م ، أما القدر الزلزالي فهو مقياس يستخدم للمقارنة بين الزلازل في كافة أنحاء العالم وهو مقياس لا يعتمد على كثافة السكان أو نوع المنشآت، لكنه مقياس كمي ينطبق على الزلازل في أي مكان ، ونظراً للاختلاف الكبير في اتساع موجة الزلازل فقد استخدم العالم ريختر في العام 1935م المقياس اللوغاريتمي للموجة وعرف القدر الزلزالي بأنه رقم لوغاريتمي عشري اشتق من معرفة سعة أكبر حركة أرضية تتبعها بواسطة جهاز الرصد على بعد(100)كم من الزلزال ومن الجدير بالذكر انه لا يوجد حد أعلى أو أدنى لمقياس ريختر ، ولو ان أقصى درجة سجلها المقياس حتى الآن كانت (8.9) وان تزايد في القدر الزلزالي درجة واحدة يعني تضاعف في حركة الأرض عشر مرات وانطلاق كمية أكبر بـ(30) مرة تقريباً، وهكذا فان الزلزال قدرة (6) درجات سيطلق طاقة أكبر بـ(30) مرة تقريباً من زلزال قدرة (5) درجات واكبر بـ(900)مرة تقريباً من زلزال قدرة (4) درجات، ويرتبط القدر الزلزالي عكسياً مع عدد الزلازل التي تحدث في العالم سنوياً ، فالزلازل ذات القدر الزلزالي المرتفع يكون عددها قليلاً في السنة ، بينما تحدث الزلازل ذات القدر المنخفض يومياً تقريباً ، وهناك ارتباط نسبي بين القدر الزلزالي والشدة الزلزالية ، فكلما زادت الشدة في منطقة ما فإن هذا يعني أن القدر الزلزالي مرتفع.
ويكمن الخطر الزلزالي في معظم الدول إلى عدة نقاط من أهمها عدم القدرة على التنبؤ بوقت حدوث الزلزال، وعدم وجود نظام إنذار آلي فعال لمراقبة الزلازل، وقوع بعض المدن بالقرب من المناطق الزلزالية ، والتضاريس الجغرافية الصعبة وقت حدوث الزلازل، وعدم ملائمة المباني السكنية وغيرها لمقاومة الزلازل، وقلة الوعي لدى الجمهور من المواطنين والمقيمين بمخاطر الزلازل، الامر الذي يتطلب من الجهات المعنية كافة الاستعداد الجيد لمواجهة مخاطر الزلازل وذلك بالعمل على معالجة تلك النقاط السالفة الذكر والتي تزيد من خطورة الزلازل ومن أهم هذه الخطوات البناء حسب كود البناء السعودي وتطبيق متطلبات مقاومة الزلازل، وتظافر جهود الجهات الحكومية في دعم التوعية والتدريب على مواجهة كوارث الزلازل كلاً حسب اختصاصه وإعداد الخطط اللازمة، و إيجاد نظام إنذار آلي فعال لمراقبة الزلازل.
وأخيراً لا يوجد مكان غير معرض للزلازل ولكن نستطيع القول بأن هناك أماكن أقل عرضة للخطر الزلزالي وأماكن متوسطة وعالية الخطورة، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ ولاة أمرنا ووطنا وأمننا من كل مكروه وسائر بلاد المسلمين.