اخبار الإمارات

خريطة تكشف أطماع الصين.. من تايوان إلى ماليزيا

عناصر من الجيش الصيني (أرشيف)

عناصر من الجيش الصيني (أرشيف)

الجمعة 1 سبتمبر 2023 / 12:12

لا تتوقف رغبة الصين التوسعية عند تايوان، فأطماعها باتت تمتد إلى بحر الصين الجنوبي، وكل ضفافه، وصولاً إلى أجزاء من الهند، وماليزيا، والفلبين.

وفي أحدث خريطة وطنية لحدود الصين، بدت أجزاء متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي مع الفلبين محاطة بخطوط متقطعة، كذلك مناطق حدودية مع الهند، في مقدمتها ولاية أروناتشال براديش وهضبة أكساي، وامتدت الخريطة إلى حدود ماليزيا البحرية. 

وأثارت الخريطة الصينية الجديدة حفيظة الفلبين، التي سارعت إلى الاعتراض والاستنكار، ضامة صوتها إلى ماليزيا والهند في إصدار بيانات تتهم بكين بالمطالبة بأراضيها. 

توسع مبطن

ومنذ 2006، والصين تنشر باستمرار تحديثات لخريطتها الوطنية، لتصحيح التشوهات في “حدودها الإقليمية”. 
وقالت الفلبين أمس الخميس، إنها “رفضت” الخريطة الصينية الجديدة كونها ضمت خطاً متقطعاً حول المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي والتي كانت خاضعة لحكم محكمة دولية في 2016 لصالح مانيلا.
وقالت وزارة الخارجية الفلبينية في بيان، إن الخريطة هي “أحدث محاولة لإضفاء الشرعية على سيادة الصين وولايتها المزعومة على المعالم والمناطق البحرية الفلبينية (وليس لها أي أساس بموجب القانون الدولي)”.
وقدمت الهند احتجاجاً قوياً على ضم ولاية أروناتشال براديش الهندية وهضبة أكساي تشين المتنازع عليها إلى الأراضي الصينية في الخريطة الجديدة.
وقال وزير الخارجية الهندي أريندام باغشي في بيان، “قدمنا اليوم احتجاجاً قوياً عبر القنوات الدبلوماسية مع الجانب الصيني بشأن ما يسمى بالخريطة القياسية للصين لعام 2023 والتي تطالب بالسيادة على أراضي الهند”. وأضاف، “نحن نرفض هذه الادعاءات لأنها لا أساس لها من الصحة”.

كما رفضت وزارة الخارجية الماليزية “مطالبات الصين الأحادية الجانب”، معلنة أنها”متسقة في موقفها الرافض لمطالبات أي طرف أجنبي بالسيادة والحقوق السيادية والولاية القضائية على المعالم البحرية لماليزيا”.
وخلال مؤتمر صحفي دوري يوم الأربعاء، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين الشكاوى، قائلاً إن المراجعات كانت “ممارسة روتينية للسيادة وفقاً للقانون”.
وأضاف، “نأمل أن تظل الأطراف المعنية موضوعية وهادئة، وتمتنع عن المبالغة في تفسير القضية”. 

ويأتي النزاع على الخريطة الصينية الجديدة، بعد أيام من عقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ اجتماعاً نادراً وجهاً لوجه في جنوب أفريقيا حيث اتفقا على “تكثيف الجهود” لتهدئة التوترات على حدودهما المتنازع عليها. 

وجاء ذلك أيضاً بعد مشاركة الهند والصين في الجولة الـ19 من المحادثات الدورية لحل مسألة الخلافات الحدودية بينهما، وقبل اجتماع محتمل بين مودي وشي في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي الأسبوع المقبل. 

مماطلة 

الزميل البارز في منتدى المحيط الهادئ السياسي أخيل راميش، يقول بدوره، “تغتنم الهند والصين كل فرصة لتسوية خلافاتهما، لكن الأمر يبدو وكأنه خطوة إلى الأمام وخطوتين إلى الوراء”، وفقاً لما ذكرته “سي إن إن”. 
ويضيف، “في هذا المناخ، في حين أن كلا الجانبين قد يعبران علناً عن اهتمامهما بتخفيف التوترات، إلا أنني لا أرى أن هذا سيحدث. ويعمل كلا البلدين على تحقيق أهدافهما الخاصة المتمثلة في أن يصبحا قادة الجنوب العالمي”.
كانت الحدود بين الصين والهند، على الدوام، مصدراً للاحتكاك بين جيشي البلدين لعقود من الزمن، وجرى أن أشعلت تلك الخلافات حرباً في 1962، وانتهت بانتصار الصين، وفي السنوات التالية للحرب، ظهرت حدود فعلية جديدة غير محددة المعالم بشكل جيد وواضح.  

وأبرز خلاف حدودي بين الصين والهند في الوقت الحالي، هو وادي غالوان، بالقرب من إكساي تشين، التي تسيطر عليها الصين، وتطالب الهند بالسيادة عليها، وتعتبرها جزءاً من أراضيها. 

وفي 2020 اندلع قتال عنيف بين البلدين، بسبب التدافع المستمر حول فرض سيدتهما على المنطقة. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، تصاعدت التوترات مجدداً في منطقة تاوانغ في أروناتشال براديش ما أدى إلى وقوع إصابات طفيفة.

رضوخ 

وبينما تاخبار السعودية التوترات بين البلدين، انتقد سياسيون من حزب المؤتمر المعارض الرئيسي في الهند، ناريندرا مودي لتقليله من أهمية قضية الحدود.
وقال رئيس الكونغرس ماليكارغون كارغي، إن “الصين معتادة على إعادة تسمية وإعادة رسم خرائط الأراضي التابعة لدول أخرى”. وأضاف، “يجب على حكومة مودي ضمان إنهاء الاحتلال الصيني غير القانوني لمساحة 2000 كيلومتر مربع من الأراضي الهندية على طول خط السيطرة الفعلية”. وفي حديثه للصحفيين يوم الأربعاء، قال النائب راهول غاندي، “لقد كنت أقول منذ سنوات إن رئيس الوزراء كان يكذب عندما قال إنه لم يتم فقدان شبر واحد من الأرض في لاداخ”.
وأضاف، “كل إنسان في لادخ يعرف أن الصين استولت على أرضنا”. وتابع “مسألة الخريطة هذه خطيرة للغاية… يجب على رئيس الوزراء أن يتحدث عنها”.
لقد تجنب مودي إلى حد كبير التحدث علناً عن قضية الحدود مع الصين، وذهب إلى حد القول على الملأ بعد فترة وجيزة من الاشتباكات القاتلة في عام 2020، “لم يتطفل أحد علينا ولن يتطفل”.
ومع ذلك، اتخذت الهند عدة خطوات للرد على التهديدات المتصورة من الصين، بما في ذلك حظر منصة الاخبار السعودية الاجتماعي “تيك توك” وغيرها من التطبيقات الصينية المعروفة، قائلة إنها تشكل “تهديداً للسيادة والنزاهة”، بينما تتحرك أيضاً لحظر عملاقي الاتصالات الصينيين، هواوي و”وزد تي إي” من توريد شبكة (5G) الخاصة بهما.
وبسبب النزعة العدوانية المتزايدة من جانب بكين، عززت نيودلهي علاقاتها مع الولايات المتحدة، بما في ذلك من خلال الحوار الأمني الرباعي، الذي يضم اليابان والولايات المتحدة والهند وأستراليا، ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه قوة فاعلة، تجابه الصين.