اخبار المغرب

مؤتمر دولي يتدارس بفاس تثمين النفايات

استعرض خبراء ومختصون من المغرب والخارج، مساء الأربعاء بمدينة بفاس، مجموعة من القضايا التي تهم قطاع الماء وتدوير وتثمين النفايات، فضلا عن تدارسهم أنجع الآليات التي يجب اعتمادها لمعالجة المياه العادمة، تبعا لآخر الأبحاث العلمية المرتبطة بهذا الموضوع.

جاء ذلك خلال افتتاح النسخة الثامنة من المؤتمر الدولي حول الماء وتدوير وتثمين النفايات التي تحتضنها الجامعة الخاصة بفاس، على مدى يومين، بتنظيم من مجموعة التفكير حول التنمية المستدامة والجامعة المذكورة.

وأبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء فرص الاستثمار الواعدة في مجال معالجة المياه العادمة وتدوير وتثمين النفايات الصلبة، المنزلية والصناعية، خصوصا بالمغرب الذي يعاني من محدودية الموارد المائية وضغط النفايات على منظومته البيئية.

وتدخل في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر البروفيسور خالد فارس، الأستاذ بكلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، بتقديمه عرضا حول نتائج الدراسات التي قامت بها جامعته حول تثمين النفايات، والتي قال إنها موضوع خمس براءات اختراع باسم جامعة القاضي عياض.

وأكد الخبير المغربي، في معرض مداخلته حول نتائج هذه الدراسات، أن معامل تكرير السكر بالمغرب تنتج سنويا حوالي 270 ألف طن من النفايات التي تعرف عند الفلاحين بمادة “الجير”، مبرزا أنه يتم التخلص من هذه النفايات الهائلة في المجال البيئي دون الاستفادة منها في أي شيء.

وأفاد المتدخل ذاته، في تصريح لهسبريس، بأنه قرب المشاركين في المؤتمر من نتائج دراسة تخص خلط نفايات “جير” معامل تكرير السكر بمادة مرج معاصر الزيتون، المضرة بالبيئة، للحصول على أسمدة يمكن استثمارها في القطاع الفلاحي.

وأوضح الخبير ذاته أنه استعرض، أيضا، في عرضه العلمي بهذه المناسبة، نتائج دراسة تخص عصارة “الليكسيفيا”، التي تلحق ضرار خطيرا بالمياه الجوفية والسطحية، والناتجة عن تخمر النفايات المنزلية والصناعية بمطارح النفايات، مبرزا أن حل هذه المعضلة، وفقا لنتائج الدراسة المذكورة، “غير مكلف ويرتكز على إضافة نفايات تكرير السكر إلى هذه العصارة للحصول على خليط يمكن استعماله، أيضا، كسماد للمزروعات”.

من جانبه، استعرض عزيز البدراوي، المدير العام لمجموعة أوزون للنظافة، وهو يتحدث عن تجربة مجموعته في تدبير قطاع النفايات خلال الجلسة العامة لهذا المؤتمر، (استعرض) مبادرة “أوزون” في تثمين النفايات وفرزها بمدينة فاس، التي قال إنها كانت الأولى من نوعها على الصعيدين الوطني والإفريقي.

وأكد البدراوي، في تصريح لهسبريس، أن “على المغرب البدء من الآن في تدوير النفايات وتثمينها بتبني مبادرات دولية في هذا المجال، والاستفادة من المعطيات التي توفرها الإحصائيات التي تخص تصنيف النفايات في البلاد”، مشيرا إلى أنه “يمكن، وبانخراط الجميع، جعل تثمين النفايات ينطلق من المنازل قبل وصولها إلى حاويات الأزبال”.

من جهته، تطرق منير الباري، رئيس الائتلاف المغربي لتثمين النفايات (COVAD)، في مداخلته خلال أشغال اليوم الأول من هذا المؤتمر، للدور الذي يلعبه الائتلاف في قطاع تدبير النفايات، مبرزا أن المغرب ينتج 26 مليون طن من النفايات، نصفها مصدره أوراش البناء، والنصف الآخر عبارة عن نفايات منزلية وصناعية.

وأفاد الباري، في تصريح لهسبريس، بأن “الائتلاف يشتغل، اليوم، على دراسة تخص تثمين النفايات”، مبرزا أن “نتائج هذا العمل تبقى واعدة ويمكن أن تساهم في خلق أزيد من 60 ألف منصب شغل بالمغرب، وتحقيق قيمة مضافة تناهز ملياري درهم سنويا”.

وأضاف رئيس الائتلاف المغربي لتثمين النفايات أن هذه الدراسة، التي قال إن نتائجها ستخرج إلى حيز الوجود في غضون الأشهر القليلة القادمة، “اشتغلت على 13 محورا، من بينها النفايات البلاستيكية وزيوت السيارات والمطاعم والورق و’الكارطون’ والزجاج والبطاريات”.

يذكر أن المؤتمر المذكور، الذي يعرف مشاركة دولية من بلغاريا وتركيا وفرنسا، سيتوج بإصدار عدد من التوصيات، تخص تثمين النفايات ومعالجة المياه العادمة؛ فضلا عن إبراز آخر المبادرات المغربية والدولية الناجعة المعتمدة في هذا المجال لتحقيق التنمية المستدامة.