اخبار الكويت

كويتيات ناجيات… هزمن «الخبيث» – الراي

لا ينبئك عن مرض السرطان، مثل مريضة عانت منه، وسهرت تقاتل خوفاً من الهزيمة الجسدية والنفسية.
هذا الغول المرعب، الذي غالباً ما تلعب الصدفة القاسم المشترك الأكبر في اكتشاف الإصابة به، ما إن يأتي ذكره، حتى تتداعى للأذهان كميات من الهموم ليس أولها الألم، وليس آخرها جرعات الكيماوي، وما يصاحبها من تساقط الشعر.
ورغم الذكريات المفعمة بالآلام، تحدثت ثلاث بطلات كويتيات لـ«الراي»، عن رحلة الصراع معه حتى النصر عليه، ما يجعلنا نعلق الجرس في رقبة من تهمل الكشف المبكر.
المتعافيات اللائي ظهرن بروح معنوية عالية، يشددن أزر بعضهن، أكدن على دور الدعم المعنوي من الأهل والرفاق، لافتات كذلك إلى أهمية نشر التوعية، إعمالاً لمبدأ «درهم وقاية خير من قنطار علاج».
«قُلت له: هذا ابتلاء ولابد أن أكون على قدره»

وضحة الباطني

وضحة الباطني: الطبيب استغرب من ثباتي
– ربي أعطاني القوة… وتحليت بالصبر والأمل ما أمدني بالطاقة الإيجابية


تعمل وضحة الباطني (36 عاماً) كفني تعقيم في وزارة الصحة. الباطني، التي تعافت من سرطان الجلد (الميلانوما، وهو أحد أخطر أنواع سرطان الجلد)، كانت أصيبت به في العام 2009 واكتشفت إصابتها عن طريق الصدفة.
وعن بدايات اكتشاف المرض قالت الباطني «منذ الصغر كنت أعاني من مسمار لحم في إصبع قدمي، وكنت أتعامل معه كأمر اعتيادي وورم طبيعي، إلى أن ارتطم الورم بحافة الطاولة ونزف، وتم نقلي لمستشفى الرازي لأخذ عينة من مكان الورم، وبعد أسبوع ظهرت نتيجة العينة، وللأسف الشديد تم ابلاغي (وضحة انتي فيج سرطان) من دون أي تمهيدات»، مضيفة «لكن أعطاني ربي وقتها الصبر والقوة، وقلت الحمدلله. واستغرب الطبيب من ثباتي».
وتابعت «وجهت حديثي للطبيب قائلة له: هل لو بكيت أو صرخت سترجع صحتي؟ هذا ابتلاء من رب العالمين، ولا بد أن أتعايش معاه، وأكون على قدر البلاء»، مضيفة «لم يكن وقتها ثمة توعية أو انتشار للعيادات النفسية لمن يعاني من الصدمة جراء هذه الحالات».
أورام… واستئصال
وزادت «أبلغني طبيبي بعدها أنه سيقوم بتحويلي لمستشفى حسين مكي جمعة، وكم كنت أخاف من هذا الاسم. وطلبت بديلاً فتم تحويلي لمستشفى شيخان الفارسي، حيث تم ابلاغي بضرورة استئصال الورم مع بتر الإصبع لكني رفضت»، مضيفة «قدمت أوراقي للعلاج بالخارج وتمت الموافقة لذهابي للندن، وقابلت الطبيب بعد اجراء الفحوصات بالكامل، وتم ابلاغي بنفس التشخيص الذي كان في الكويت، ولذا قمت بإجراء العملية».
وزادت «عدت للكويت، وبعدها بفترة ظهر ورم في الساق، وتم استئصاله في الكويت، ومكثت سنوات يظهر فيها الورم وأقوم باستصاله»، لافتة إلى أنه «في أعقاب ذلك ظهر ورم بالفخذ وذهبت إلى أميركا، وخضعت لعملية استئصال، وتم أخذ رقعة من الفخذ، وخلال العملية تم اكتشاف عدة أورام في الخلايا الليمفاوية في الحوض، تمت إزالتها».
وتابعت «عدت للكويت على كرسي متحرك، وبعد فترة ظهرت عدة أورام في الساق والفخذ، وذهبت إلى فرنسا، وأبلغوني أن العملية لن تكون مجدية وبدأت خطة علاجية، وأخبروني بضرورة اللجوء للعلاج الكيماوي، الذي كنت أخشى من مضاعفاته وخاصة الألم وتساقط الشعر».
الطاقة بالصبر والأمل
وعن كيفية تخطيها تلك الصعوبات، قالت «رغم بعدي عن أهلي وأولادي ورفيقاتي خلال فترة العلاج، إلا أنني كنت أتحلى بالصبر والأمل الذي أعطاني الطاقة الإيجابية، بل كنت أضحك وأعيش حياتي بشكل طبيعي رغم التعب»، لافتة إلى أنها «تعرفت على أناس في الغربة كانوا مثل الأهل، وكنت أشجع الأطفال على أخذ العلاج، وأقول لهم نحن أقوى من السرطان وسوف نتغلب عليه».
اختفاء جميع الأورام
واختتمت بالقول «بعد عودتي للكويت أجريت الفحوصات، وتأكدت من اختفاء جميع الأورام، وخلال هذه الرحلة لايمكن أن أنسى وقفة أمي وأخواني وأخواتي وأبنائي وصديقاتي، فقد كانوا نعم السند والعون لي في رحلتي، ولم يقصروا معي، بل وضعوني في العين والقلب وعلى الرأس، لدرجة أنهم كانوا يتناوبون على البقاء بشكل دائم».
الفحص والتوعية
وشددت الباطني على ضرورة المبادرة بالفحص، لافتة إلى أنه «الرعاية الصحية نوعاً ما كافية، لكن لابد من وجود توعية أكثر حول كل أنواع السرطانات على مدار العام».
«الفحص المبكر لتجنب المضاعفات والتعامل مع أي طارئ»

أفراح الخياط

أفراح الخياط: إهمالي للفحص كبدني 3 عمليات… للشفاء الكامل


تسرد أفراح الخياط، انطلاقة رحلتها مع السرطان، بقولها «في 2020 شعرت بكتلة في الثدي اليمين وأهملتها لفترة زمنية دون فحص، لكن قررت فحصها عندما شعرت أنها تكبر. وكان ذلك في أحد ملتقيات السرطان، حيث اكتسبت خبرة حول طريقة التعاطي مع أورام الثدي والفحص المبكر، وكيفية الفحص الذاتي في البيت».
وزادت «أجريت ثلاث عمليات، والآن الحمد لله لا أقوم إلا بالمراجعة الدورية العادية»، مشيرة إلى أن «التعافي أتى بعد فترة من الخوف والتفكير في المضاعافات وتساقط الشعر، وغيرها من الصور الذهنية المرتبطة بهذا المرض».
الخياط، التي تعافت بعد قرابة عامين، شددت على «أهمية الملتقيات التوعوية وندوات الفحص المبكر لسرطان الثدي، بجانب دور الأهل والأصدقاء، ودعمهم المتواصل»، مضيفة «بعد انقطاع عن العمل، قررت عدم التفكير في الأمر حتى تم الشفاء التام، رغم ما سبق ذلك من خوف وقلق».
وشددت على «ضرورة الفحص المبكر لتجنب أي مضاعفات وسرعة التعامل مع أي طارئ»، مضيفة «دولتنا الحبيبة والفرق التطوعية لمرضى السرطان، تدعم وتوفر المعلومات التي تساعد على معرفة أماكن مراكز الفحص لسرطان الثدي».
«10 أشهر من التعب والعلاج الكيماوي والإشعاعي»

شيماء الهويدي

شيماء الهويدي: أخي فهد رفع روحي المعنوية
«أنت قوية… ستنتصرين على السرطان»


اكتشفت شيماء الهويدي، إصابتها في خواتيم العام 2017، وتقول «كنت أشعر بوخز مثل الصخر في صدري اليسار، وذهبت إلى المستوصف ومن ثم تحويلي للمختصين وعمل الأشعة المطلوبة التي أظهرت الورم».
وتطرقت لعلاجها في الخارج قائلة «سافرت للعلاج بالخارج في لندن مع أخي فهد، وكانت حالتي النفسية صعبة، لدرجة أنني اعتزلت الناس تماماً»، لافتة إلى أن «رحلة العلاج استغرقت قرابة 10 أشهر من التعب بفعل العلاج الكيماوي والإشعاعي، والحمدالله على كل حال».
وعن دور الأهل والأقارب، قالت «كان الداعم النفسي القوي أهلي وصديقاتي، وأخص بالذكر أخي فهد الذي كان بالنسبة لي الدنيا كلها خلال فترة علاجي، وكنت أستمد منه قوتي ولم يترك يدي أبداً، وكان دائماً ما يرفع من روحي المعنوية ويردد كلاماً إيجابياً (أنت قوية وسوف تنتصرين على السرطان)».
وشددت على «ضرورة الفحص المبكر الدوري لتجنب كافة الأمراض، وخاصة مرض السرطان»، معربة عن شكرها وامتنانها لكل من ساندها أو دعمها.
أصرت على العلاج في الكويت بدلاً من لبنان

صونيا حسن

صونيا حسن: صدمة قوية تجاوزتها بفضل الله… وصرت أقوى
بالصدفة المحضة، اكتشفت المتعافية اللبنانية صونيا حسن، إصابتها بمرض السرطان في العام 2018، لدى ملاحظتها ورماً صغيراً في الثدي بالفحص المنزلي.
تروي صونيا «كانت صدمة قوية جداً، فلم أكن أتوقع إصابتي بهذا المرض الخبيث. ظللت أبكي وكنت مصدومة ولم أستطع الحديث، ولم أكن أفكر إلا بالموت».
وزادت «بدأت رحلة العلاج، وكان فيها بعض الصعوبات بسبب تعرضي لمشاكل في القلب أثناء العلاج الكيماوي»، مضيفة «أجريت العملية وتلقيت العلاج الإشعاعي، وتعافيت تماماً ولله الحمد»، لافتة إلى تجاوز أسرتها لتلك المرحلة «طبعا كانوا بجانبي أكيد، والعامل الأكبر الذي ساعدني كوني إيجابية، ووقوف متشافيات من المرض معي، وأكيد التوعية ساعدتني لتجاوز المرحلة».
تنصح صونيا النساء عموماً بالفحص المبكر، لأن كل ما اكتشف المرض مبكراً كان علاجه أسهل. وتوجهت للمريضات بالقول «أنتن بطلات تحاربن عدواً شرساً، وربنا يحبكن واختاركن. اصبرن وثقن بالله».
صونيا التي رفضت العلاج ببلدها وطلبت من زوجها العلاج بالكويت «لأنها بلدي الثانية ومعتادة عليها. الحمدلله كانت الأمور طيبة وماقصروا معي. وعلاجي كله كان هنا».
وختمت «أشكر رب العالمين، أنه يسر لي علاجي، وأنه اختارني للاختبار الصعب، وبفضله تجاوزته، وكنت قوية وصرت أقوى».
7 وسائل للمواجهة
1- بناء شبكة دعم.
2- الحصول على نصائح الخبراء والمختصين.
3- التحدث مع المرضى الآخرين أو الناجين من السرطان.
4- توسيع المعرفة بالمرض.
5- الحد من مستوى الإجهاد النفسي.
6- قضاء الوقت في ممارسة النشاط المحبب.
7- الحفاظ على مستوى النشاط.
الأنواع الأكثر انتشاراً
1- سرطان الثدي.
2- سرطان الرئة.
3- سرطان البروستات.
4- سرطان المبيض.
5- سرطان البنكرياس.
6- سرطان القولون.
7- سرطان الكبد.
8- سرطان الكلى.
9- سرطان الفم.
10- سرطان الجلد.
11- سرطان الرحم.
أعراض سلبية محتملة
– الشعور بالحزن لفترات طويلة، مع بكاء متكرر.
– فقدان التركيز.
– تقلب المزاج: غضب حاد وانزعاج مستمر.
– تغيرات واضحة بالعادات اليومية.
-انخفاض معدلات الطاقة والتعب دون أن يكون السبب في ذلك الإصابة بالمرض.
– انخفاض معدلات النوم بشكل ملحوظ لفترة تمتد إلى أسبوعين.
آليات المواجهة
– تعزيز المعلومات حول نوع المرض، وسبل العلاج المُتبعة.
– إجراء اجتماعات دورية مع الطاقم الطبي المسؤول عن تقديم الرعاية الصحية.
– الحصول على المساعدة من بقية أفراد الأسرة في القيام بالأعمال المنزلية.
– التحدث إلى شخص مقرب حول المشاعر التي تُسبب القلق.
– استشارة الأخصائي النفسي.