اخبار فلسطين

هرتسي هليفي يصبح رئيس الأركان الـ23 للجيش الإسرائيلي

تولى الميجر جنرال هرتسي هليفي الثلاثاء رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي، ليصبح القائد الـ23 للجيش وليحل محل رئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي، الذي انهى ولاية استمرت لأربع سنوات قاد خلالها الجيش في فترة من عدم اليقين المتزايد بالنسبة للجيش.

بدأت مراسم تسليم واستلام المنصب الساعة العاشرة صباحا في ديوان رئيس الوزراء بالقدس، حيث تمت ترقية هليفي (54 عاما) إلى رتبة لفتنانت جنرال.

هليفي، الذي شغل مؤخرا منصب نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، وهو منصب محوري على طريق الوصول إلى القمة، يتولى زمام الأمور في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تصاعدا للعنف في الضفة الغربية، ومجموعة من التحديات على حدودها مع غزة ولبنان، وحملة آخذة بالتطور ضد إيران في سوريا.

تأتي التحديات الأمنية في الوقت الذي يستهدف فيه أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينية الدينية الجديدة التسلسل القيادي للجيش، مع خطط لإعادة هيكلة السلطة العسكرية في الضفة الغربية.

وقال وزير الدفاع يوآف غالانت في الحفل إنه سيعمل على كبح جماح “الضغط الخارجي” على الجيش الإسرائيلي حتى يتمكن هليفي من أداء مهامه، في إشارة واضحة إلى الوزيرين اليمنيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وقال غالانت “بين السلطة والمسؤولية في الجيش، هناك مفهوم أساسي واحد: وحدة القيادة. لكل جندي وضابط، هناك قائد واحد، وفوقهم جميعا هناك رئيس الأركان، أعلى قيادة في الجيش، الخاضع لوزير الدفاع والممتثل للحكومة”.

وأضاف “بحكم منصبي وحسب ما يقتضيه القانون، سأعمل حتى يتمكن رئيس الأركان، هيرتسي هليفي، من الاضطلاع بمسؤولياته. في غضون ذلك، سأتأكد من أن الضغوط الخارجية السياسية والقانونية وغيرها ستتوقف عندي ولن تصل إلى أبواب جيش الدفاع”.

وزير الدفاع يوآف غالانت (وسط الصورة) يلتقي برئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد هيرتسي هليفي (يسار الصورة) ورئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي (يمين الصورة) في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 16 يناير، 2023. (Ariel Hermoni / Defense Ministry)

متحدثا في المراسم، ودّع كوخافي الجيش الإسرائيلي بعد أكثر من 40 عاما من الخدمة، من ضمنها أربع سنوات كقائد له، وقال “أقول وداعا لجيش الدفاع، الذي أحبه كثيرا. تحية لكم جميعا وأشكركم على شرف قيادة جيش الشعب”.

وأضاف كوخافي “في أيام الاستقطاب والخلاف بالتحديد، تذكرنا الخدمة العسكرية المشتركة لجميع شرائح المجتمع بأننا شعب واحد، وله هدف واحد ومستقبل مشترك”.

في خطابه، أشار هليفي إلى التهديدات الأمنية التي تواجه إسرائيل، وقال محذرا “ليعلم أعداؤنا: يمكننا أن نفعل ما نقول إننا سنفعله، ونحن على استعداد للقيام بأكثر بكثير مما نقول”.

واضاف “سنجهز الجيش الاسرائيلي للحرب على ساحات بعيدة وقريبة. سنقوم بتوسيع جودة التجنيد لجيش الدفاع من جميع طبقات السكان، مصدر قوتنا؛ وسنعزز جيش الاحتياط ونحافظ على جيش إسرائيلي موحد ومركّز وأخلاقي ومهني، بعيدا عن أي اعتبار آخر غير الأمن”.

في غضون ذلك، استخدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطابه لمهاجمة النظام الإيراني.

وقال نتنياهو “إيران مسؤولة عن 90٪ من مشاكل الشرق الأوسط. هذا النظام يهدد بتدميرنا. لن ننتظر وضع سيف حاد على رقابنا. سيفعل الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد كل ما يلزم [لمنع ذلك]”.

واضاف “لن ننجر الى حروب لا داعي لها ولكن في اليوم الحاسم سنقاتل. سيتعين علينا ابداء استعداد للتضحية من أجل الحفاظ على حريتنا وأمننا ووجودنا ذاته”.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المقبل هرتسي هليفي (على يسار الصورة) ، يلتقي برئيس الأركان المنتهية ولايته أفيف كوخافي في مكتب رئيس الوزراء في القدس، 16 يناير، 2023. (Israel Defense Forces)

بعد استلام مهامه، توجه هليفي إلى القاعة التذكارية الوطنية لقتلى إسرائيل بجوار المقبرة العسكرية في جبل هرتسل.

وتماشيا مع التقاليد، سيقوم بعد ذلك بزيارة الحائط الغربي في البلدة القديمة بالقدس.

كما سيلتقي هليفي مع رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ في مقر رئيس الدولة في القدس قبل أن يتوجه إلى تل أبيب لاستلام عصا القيادة رسميا في مراسم الاستلام والتسليم.

في مقر قيادة الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، سيقوم حرس الشرف بتحية هليفي وتوديع كوخافي.

يوم الجمعة، حذر رئيس الأركان المنتهية ولايته كوخافي من خطة الحكومة لإعادة هيكلة السلطة العسكرية في الضفة الغربية، كجزء من مكتب جديد داخل وزارة الدفاع مُنح لوزير المالية ورئيس حزب “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش.

التقى هليفي بسموتريتش في الأسبوع الماضي، قبل المراسم الرسمية لتسليم واستلام المنصب يوم الإثنين. في غضون ذلك، لن يلتقي كوخافي بسموتريتش وقال إن الجيش الإسرائيلي لن يتلقى أوامر منه أو من وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، بن غفير.

“الجنرال الفيلسوف”

يحمل هليفي، وهو متزوج وأب لأربعة أبناء بالإضافة إلى كونه عداء هاويا، درجة البكالوريوس في الفلسفة وإدارة الأعمال من الجامعة العبرية، ودرجة الماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة.

قائد المنطقة الجنوبية في جيش الدفاع الإسرائيلي الميجور جنرال هيرتسي هليفي في صورة غير مؤرخة. (Israel Defense Forces)

وهو يقيم في مستوطنة كفار هأورانيم الواقعة على حدود الضفة الغربية بالقرب من مدينة موديعين. على الرغم من أن البلدة تخضع لسلطة المجلس الإقليمي بنيامين، إلا أنها ذات ميول يسارية نسبيا، حيث ذهب ما يقرب من 80٪ من الأصوات في الانتخابات العامة التي أجريت في شهر نوفمبر إلى ما هي الآن أحزاب المعارضة.

سُمي هليفي، المولود في القدس، على اسم عمه، وهو جندي مظلي أيضا، الذي قُتل في 7 يونيو 1967، عندما استولت القوات الإسرائيلية على الحائط الغربي خلال حرب “الأيام الستة”.

والد هليفي هو من نسل الحاخام أفراهام يتسحاق كوك. نشأ في بيت متدين ودرس في مدارس دينية في طفولته. توقف عن ارتداء الكيباه (القلنسوة اليهودية) في مرحلة ما خلال خدمته العسكرية، لكنه قال ذات مرة إنه لا يزال ملتزم دينيا.

اشتهر هليفي في وسائل الإعلام بأنه “الجنرال الفيلسوف”.

في مقابلة أجرتها معه في عام 2013 صحيفة “نيويورك تايمز”، قال هليفي إنه وجد أن دراساته الفلسفية كانت أكثر فائدة بكثير في الجيش من إدارة الأعمال.

وقال: “كان الناس يقولون لي إن إدارة الأعمال هي للحياة العملية والفلسفة للروح. على مر السنين، وجدت أن الأمر عكس ذلك تماما لقد استخدمت الفلسفة بشكل عملي أكثر”.

ذكرت المقابلة التي أجريت قبل نحو عشر سنوات أن هليفي “يُعتبر مرشحا بارزا لقيادة الجيش يوما ما كرئيس للأركان”.