اخبار الكويت

بايدن يشدد على ضرورة توسيع وتحديث وإصلاح وتقوية المؤسسات الدولية

(كونا) – شدد الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الثلاثاء على ضرورة توسيع وتحديث وإصلاح وتقوية المؤسسات الدولية بالإضافة إلى بناء شراكات جديدة لمواجهة التحديات المستجدة حول العالم.
وأكد بايدن في خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة التي تعقد دورتها ال78 في نيويورك إن بلاده “تسعى إلى عالم أكثر أمنا وازدهارا وأكثر إنصافا لجميع الناس” قائلا “لأننا نعلم أن مستقبلنا مرتبط بمستقبلكم ولا تستطيع أي دولة مواجهة تحديات اليوم بمفردها”.
ونوه بأن “المؤسسات التي بنيناها معا في نهاية الحرب العالمية الثانية تشكل حجر الأساس الدائم لتقدمنا وان الولايات المتحدة ملتزمة بدعمها” مضيفا ان بلاده تدرك اهمية التحديث المؤسسي لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أن ذلك “يبدأ بالأمم المتحدة ويبدأ هنا في هذه القاعة” مذكرا بأنه أعلن العام الماضي في خطابه أمام الجمعية العامة “دعم الولايات المتحدة لتوسيع مجلس الأمن وزيادة عدد الأعضاء الدائمين وغير الدائمين”.
كما لفت إلى أن الولايات المتحدة “أجرت مشاورات جادة مع العديد من الدول الأعضاء” مؤكدا مواصلة دور بلاده “لدفع المزيد من جهود الإصلاح إلى الأمام والبحث عن نقاط مشتركة وإحراز تقدم في العام المقبل”.
وشدد على وجوب تحقيق القدرة على “كسر الجمود الذي يعيق التقدم ويعرقل التوصل إلى توافق في الآراء في المجلس” بالإضافة للحاجة إلى “المزيد من الأصوات والمزيد من وجهات النظر على الطاولة”.
ورحب الرئيس الأمريكي “بجهود الدول التي تتقدم لقيادة طرق جديدة والسعي إلى تحقيق اختراقات جديدة بشأن القضايا المهمة” مشيرا إلى الجهود المبذولة فيما يتعلق بهاييتي إذ نوه بقيام “المجتمعات الكاريبية بتيسير الحوار بين مكونات المجتمع الهايتي”.
وخص بالشكر رئيس كينيا وليام روتو على “استعداده للعمل كدولة رائدة في مهمة الدعم الأمني التي تدعمها الأمم المتحدة” بالإشارة إلى إعلان كينيا استعدادها لقيادة قوة متعددة الجنسيات في هاييتي.
كما دعا مجلس الأمن إلى “تفويض هذه المهمة الآن” محذرا من أن “شعب هايتي لا يستطيع الانتظار لفترة أطول”.
وفيما يتعلق بإصلاح المؤسسات الأممية قال بايدن إن بلاده “تعمل في جميع المجالات لجعل المؤسسات العالمية أكثر استجابة وأكثر فعالية وأكثر شمولا”.
وأشار إلى اتخاذ “خطوات مهمة لإصلاح البنك الدولي وتوسيع نطاقه وحشد الاقتصادات الكبرى في العالم لتعبئة المزيد من التمويل” مشيرا إلى أن “بنوك التنمية متعددة الأطراف هي من بين أفضل الأدوات المتوفرة لدينا لتعبئة الاستثمارات الحديثة والشفافة وعالية الجودة في البلدان النامية وإصلاح هذه المؤسسات يمكن أن يغير قواعد اللعبة”.
ونوه باقتراح بلاده “ضمان أن تتمتع البلدان النامية بأصوات وتمثيل قويين في صندوق النقد الدولي”.
وتعهد بمواصلة جهود بلاده “لإصلاح منظمة التجارة العالمية والحفاظ على المنافسة والانفتاح والشفافية وسيادة القانون وفي الوقت نفسه تجهيزها للتعامل بشكل أفضل مع ضرورات العصر الحديث مثل قيادة التحول إلى الطاقة النظيفة وحماية العمال وتعزيز النمو الشامل والمستدام”.
وأبرز بايدن وجوب “إقامة شراكات جديدة لمواجهة التحديات الجديدة” خاصة تحديات التكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي الذي وصفة بأنه ينطوي على “إمكانات هائلة ومخاطر هائلة”.
وشدد في هذا الإطار على ضروة ضمان استخدام التكنولوجيا الناشئة “كأدوات للفرص وليس كأسلحة للقمع في جميع أنحاء العالم”.
ولفت إلى عمل الولايات المتحدة على تعزيز القواعد والسياسات حتى تكون تقنيات الذكاء الاصطناعي آمنة قبل إطلاقها للعامة “للتأكد من أننا نحكم هذه التكنولوجيا وليس العكس”.
كما عبر عن التزامه بالعمل من خلال هذه المؤسسة والهيئات الدولية الأخرى وبشكل مباشر مع القادة في جميع أنحاء العالم “بما في ذلك منافسينا لضمان تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحقيق الخير وحماية مواطنينا من المخاطر الأعمق”.
وتطرق بايدن كذلك إلى أن الولايات المتحددة “تعمل في كل منطقة من مناطق العالم على حشد تحالفات قوية وشراكات وعمل جماعي ذو هدف مشترك لتحقيق أساليب جديدة لمواجهة تحدياتنا المشتركة” مشيرا في هذا الإطار إلى جهود “بناء شرق أوسط متكامل أكثر استدامة” مع الاستمرار بالعمل “بلا كلل لدعم السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال دولتين لشعبين”.
وفيما يخص الصين قال بايدن ان بلاده تسعى الى ادارة المنافسة “بين بلداننا بشكل مسؤول حتى لا تتحول المنافسة الى صراع”.
وكرر موقف الولايات المتحدة انها “سوف تتصدى للعدوان والترهيب للدفاع عن القواعد الدولية بدءا من حرية الملاحة إلى التحليق وصولا إلى تكافؤ الفرص الاقتصادية التي تساعد على حماية الأمن والازدهار لعقود من الزمن” وفي المقابل “إننا أيضا على استعداد للعمل مع الصين في القضايا التي يتوقف التقدم فيها على جهودنا المشتركة.” وأشار إلى الحاجة “لبناء شراكات جديدة لتغيير الطريقة التي نتعامل بها مع التحديات وإطلاق تريليونات من التمويل الإضافي للتنمية بالاعتماد على جميع المصادر وسد الفجوات ومعالجة إخفاقات نظامنا الحالي التي كشفتها جائحة فيروس (كورونا المستجد – كوفيد 19) وضمان استفادة النساء والفتيات بشكل كامل من التقدم الذي أحرزناه وبذل المزيد من الجهد للتعامل مع الديون التي تعيق العديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل”.
وأضاف “لا نحتاج إلى الاتفاق على كل شيء لمواصلة المضي قدما في قضايا مثل الحد من انتشار الأسلحة” الذي اعتبره “حجر زاوية الأمن الدولي”.
وفي هذا الإطار قال بايدن “بعد أكثر من 50 عاما من التقدم بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية قامت روسيا بتمزيق اتفاقيات الحد من الأسلحة طويلة الأمد بما في ذلك الإعلان عن تعليق معاهدة ستارت الجديدة والانسحاب من (اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في أوروبا)”.
ووصف انسحاب روسيا من الاتفاقيتين بأنه “عمل غير مسؤول” مشيرا إلى أن الولايات المتحدة في المقابل “ستواصل بذل جهود حسن النية للحد من تهديد أسلحة الدمار الشامل والقيادة بالقدوة بغض النظر عما يحدث في العالم” منوها في هذا الإطار بأنه “في هذا العام قمنا بتدمير آخر الذخائر الكيميائية من مخزون الولايات المتحدة بأمان ووفاء بالتزامنا تجاه عالم خال من الأسلحة الكيميائية”.
وجدد الرئيس الأمريكي إدانة “استمرار كوريا الشمالية في انتهاك قرارات مجلس الأمن” مكررا في الوقت ذاته التزام بلاده “بالدبلوماسية التي ستؤدي إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية”.
كما كرر التأكيد على العمل “مع شركائنا للتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي” والثبات على الالتزام بضمان “عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي”.
وفي سياق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا المستمرة منذ نهاية فبراير من العام الماضي أكد بايدن أن الولايات المتحدة “تريد أن تنتهي هذه الحرب”.
كما أكد أنه “لا توجد دولة تريد أن تنتهي هذه الحرب أكثر من أوكرانيا ونحن ندعم بقوة أوكرانيا وجهودها للتوصل إلى حل دبلوماسي يحقق السلام العادل والدائم”.
واعتبر الرئيس الأمريكي أن “روسيا وحدها تتحمل مسؤولية هذه الحرب وروسيا وحدها لديها القدرة على إنهاء هذه الحرب على الفور”.
وشدد على وجوب “الوقوف في وجه هذا العدوان” كردع لحدوث أي أمر مماثل ضد أي دولة أخرى في المستقبل موضحا أنه “لهذا السبب ستواصل الولايات المتحدة مع حلفائنا وشركائنا حول العالم الوقوف إلى جانب الشعب الشجاع في أوكرانيا وهم يدافعون عن سيادتهم وسلامة أراضيهم وحريتهم”.
وتنعقد الجمعية العامة الحالية بمشاركة زعماء ما لا يقل عن 145 دولة إلا أن فرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وهي أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن سوف تكون غائبة.

شاهد أيضاً

الوضع في يريفان‬ يزداد سوءًا الحشود الغاضبة على سياسة الحكومة بعدم الرد على الهجوم الاذربيجاني …