اخبار الإمارات

برشلونة ويونايتد.. مواجهة برائحة دوري الأبطال

مانشستر يونايتد وبرشلونة (أرشيف)

مانشستر يونايتد وبرشلونة (أرشيف)

الأربعاء 15 فبراير 2023 / 22:13

سيلتقي برشلونة ومانشستر يونايتد، عملاقا كرة القدم العالمية، غداً الخميس، في مواجهة استثنائية في المسابقة الأوروبية الثانية، في ذهاب دور خروج المغلوب في الدوري الأوروبي وبحثا عن التأهل لدور الـ16 به، وهي مواجهة يمكن تخيلها في دوري أبطال أوروبا (الشامبيونز ليغ) نظراً لجودتها ومستوى الفريقين الذين سيخوضانها.

وكان من المفترض أن يخوض البارسا و’الشياطين الحمر’ هذه المباراة يوم الثلاثاء أو الأربعاء، المخصصين لمواجهات دوري الأبطال، لكن كلا الفريقين مر بفترة انتقالية خارج أفضل بطولة أوروبية، على الرغم من أنهما الآن يهدفان إلى العودة إلى بطولتهما المفضلة بعد احتلالهما مراكز متقدمة في الدوري الإسباني (الليغا) والدوري الإنجليزي الممتاز (البريميير ليغ).

ويعيش برشلونة أفضل لحظاته في الموسم، وبدأ الفريق في حصد ثمار عمل تشافي هيرنانديز، وبات يملك آليات واضحة للفوز، على الرغم من حقيقة أن اثنين من لاعبيه الأساسيين، سرخيو بوسكيتس وعثمان ديمبيلي، سيغيبان عن اللقاء بسبب الإصابة.

وفي عام 2023، حقق الفريق الكاتالوني 10 انتصارات وتعادل واحد (أمام بيتيس في كأس السوبر الإسباني)، وتعود الخسارة الأخيرة إلى 26 أكتوبر (تشرين الأول) (0-3 على أرضه أمام بايرن ميونخ)، وخسر مباراة واحدة فقط في الليغا (3-1، في 16 أكتوبر أمام ريال مدريد في البرنابيو).

ويقاس تحسن برشلونة، الذي تعلقت آماله في هز شباك المنافسين في بداية الموسم على أقدام ليفاندوفيسكي، بارتفاع مستوى خط دفاعه، وغادر برشلونة دوري الأبطال من الباب الضيق بعد تلقي شباكه 12 هدفاً (بمعدل هدفين لكل مباراة) في ست مباريات، وبدأ الفريق في التماسك بعدما قدم ثلاثي الدفاع (أراوخو وكوندي وكريستنسن) ومن ورائهم تير شتيغن أفضل مستوى لهم.

وفي الليغا، تلقى برشلونة سبعة أهداف في 21 مباراة (0.3 لكل مباراة)، بمعدل هدف كل ثلاث مباريات، وبالإضافة إلى ذلك، ظهر بيدري كمنقذ للفريق، وتراجعت هدايا ليفاندوفسكي، لكنه ما زال مهماً للغاية بالنسبة للفريق، وأظهر رافينيا أنه بديل جيد لديمبيلي.

وبسبب غياب سرخيو بوسكيتس للإصابة، منح تشافي دوراً أكبر لفرينكي دي يونغ، الذي يقدم آداء لم يقدمه من قبل، بينما يتألق جافي في خط الوسط.

ويضاف إليهم أليخاندرو بالدي، وهو صاروخ الجانب الأيسر، الذي تفوق على جوردي ألبا، بينما أصبح فرانك كيسي يحظى بمزيد من الدقائق.

ويعرف الفريقان بعضهما البعض جيداً، حيث خاضا مباراتي نهائي لدوري أبطال أوروبا منذ وقت ليس ببعيد، وكلاهما حُسم لصالح الفريق الكاتالوني: 2-0 روما (2009)؛ و3-1 لندن (2011).

ويعكس الوقت الحالي قوة الفريقين، فالبرسا يتصدر عن جدارة جدول الليغا الإسبانية، بفارق 11 نقطة عن ريال مدريد الوصيف وحامل اللقب الذي تتبقى له مباراة سيخوضها الليلة أمام إلتشي، أما اليونايتد فتجاوز عثرته في انطلاقة البريميير ليغ وينافس الآن بقوة على مراكز المقدمة مع آرسنال ومانشستر سيتي.

وستشهد المباراة العديد من الثنائيات: حيث سيسعى المتألق في خط دفاع برشلونة رونالد أراوخو لمواجهة ماركوس راشفورد الذي يشهد فترة تألق أيضاً في هز الشباك، وكذلك صدام مدافعي اليونايتد بنجم هجوم البرسا، روبرت ليفاندوفسكي، الذي لم يسبق له مواجهة “الشياطين الحمر” من قبل.

ستكون المباراة اختباراً جيداً للتأكد إذا ما كان بيدري لايزال يملك سحره الخاص أم أن لأنخل دي خيا رأي آخر في ملعب مثل كامب نو، الذي استقبلت فيه شباكه ستة أهداف في المرتين السابقتين له هناك.

على كل حال، لم يتبق الآن سوى القليل أو ربما لا شيء من اليونايتد الذي كان عليه الفريق مع كريستيانو رونالدو في مرحلته الثانية قبل رحيله لصفوف النصر السعودي، لا شيء يذكر سوى القليل من أثر مدربيه السابقين رالف رانجنيك أو أوليه جونار سولشاير، فالفريق أصبح مرة أخرى من بين أكفأ الفرق في إنجلترا وأصبح ينافس على منصة التتويج في البريميير ليغ بعد طول صيام.

وتعود هذه القوة التي أصبح يتمتع بها اليونايتد بفضل القيادة الحاسمة من قبل المدرب الهولندي إريك تين هاغ، الذي أبعد كريستيانو من الفريق، واتخذ قرارات أخرى هامة مثل إجلاس جادون سانشو لعدة أشهر على الدكة، والتعاقد مع رأس حربة جديد مثل، فوتر فيغورست، والاعتماد على ثنائي الدفاع رافائيل فاران-ليساندرو مارتينيز، ليحقق الفريق خمسة انتصارات في آخر ست مباريات، وليخسر مرة وحيدة -أمام آرسنال- في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

كما يحظى المدرب الهولندي بكاسيميرو منتعش قبل المباراة، بعد غيابه عن آخر مباراتين للإيقاف، وكذلك سانشو الذي تعافى أخيراً، وكذلك فيغورست الذي يمتلك حظوظاً للعب أساسياً، رغم عدم تسجيله للأهداف منذ 25 يناير (كانون الثاني)، لكنه شارك في التشكيل الأساسي في آخر ثماني مباريات، أو تحريك راشفورد لمركز رأس الحربة.

ويعد المهاجم الإنجليزي راشفورد هو اللاعب الأكثر تألقاً في أوروبا بعد كأس العالم في قطر: مسجلاً 13 هدفاً في 15 مباراة، حيث لم يسجل سوى في ثلاث مباريات فقط منذ انتهاء المونديال، وفي أحدها لم يلعب كأساسي.

ويروق لراشفورد اللعب كجناح عن رأس حربة، في المقابل يمكن لتين هاغ أن يواصل منح الاستمرارية لسانشو، الذي لعب في 3 من أصل آخر 4 مباريات بعدما ظل بدون مشاركة منذ أكتوبر (تشرين الأول)، أو ربما سيعتمد على المهاجم الصاعد صاحب الـ18 عاماً، أليخاندرو غارناتشو، صاحب الهدف عطلة نهاية الأسبوع في مرمى ليدز يونايتد.

أما باقي الفريق فسيكون واضحاً، حيث يعتبر فريد من اللاعبين الأساسيين في الوسط حيث يعيش أفضل شهوره في مسيرته بأولد ترافورد، في الوقت الذي سيغيب فيه كريستيان إريكسن، الذي يعتد اللعب أساسياً، للإصابة.