اخبار مصر

بيلوسي: الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان

وحذر نائب وزير الخارجية الصيني، شيه فنغ، من عواقب وخيمة لهذه الخطوة، قائلا إن الصين لن تقف مكتوفة الأيدي.

وفي الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، إن زيارة بيلوسي تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة وهي التأكيد على وحدة الصين (صين واحدة) ولا داعي لتحويل (زيارة بيلوسي) إلى أزمة.

انتقادات صينية

أدانت الصين بشدة زيارة نانسي بيلوسي، ووصفتها بأنها “انتهاك خطير لمبدأ صين واحدة”. وحذرت من “تأثير خطير” على الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان الثلاثاء، إن زيارة بيلوسي “تنتهك بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها”.

وحذرت الوزارة من أن الزيارة “تقوض بشكل خطير السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، وترسل إشارة خاطئة بشكل خطير إلى القوات الانفصالية بشأن استقلال تايوان”.

ووصلت بيلوسي، وهي أرفع مسؤول أمريكي يزور تايوان منذ خمسة وعشرين عاما، الثلاثاء إلى تايوان، على الرغم من محاولة الرئيس الأمريكي جو بايدن ثنيها عن الذهاب إلى تايبيه.

وقالت بيلوسي إنها تريد احترام التزام أمريكا الثابت لما وصفته بالديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان.

وكانت الصين قد حثت الولايات المتحدة بشدة على “التوقف عن اللعب بورقة تايوان والتدخل في الشؤون الداخلية للصين”، و”عدم السير في المسار الخطأ والخطير”.

تدريبات بالذخيرة الحية

أكدت وسائل إعلام حكومية في الصين أن الجيش سيجري تدريبات بالذخيرة الحية لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الأربعاء، مع منع جميع السفن والطائرات المدنية من دخول مناطق التدريبات.

كما أوقفت الصين الاستيراد من 35 منتجا للبسكويت والمعجنات التايوانيين، في تحذير قبيل زيارة بيلوسي.

ويعد البسكويت والمعجنات من العناصر التجارية الهامة بين تايوان والصين، بما في ذلك هونغ كونغ.

كان حوالى ثلثي الصادرات من تايوان في عام 2021 من البسكويت والمعجنات بقيمة إجمالية 646 مليون دولار، حسبما ذكرت وسائل الإعلام التايوانية.

وفي عام 2020، بلغت القيمة 660 مليون دولار ومثلت 37 في المئة من إجمالي الصادرات.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 100 شركة في تايوان ستضطر إلى التوقف عن التعامل مع الصين بعد سريان العقوبة.

ما هي سياسة “الصين الواحدة”؟

منذ عام 1979، وافقت الولايات المتحدة على الاعتراف بسياسة “الصين الواحدة”.

هذا يعني أن الولايات المتحدة تعترف بموقف الصين، وأن هناك حكومة صينية واحدة فقط.

وبموجب هذه السياسة، تتمتع الولايات المتحدة بعلاقات رسمية مع الصين، وليس تايوان.

لكن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الجزيرة وقد وعدت بمساعدتها في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بالأسلحة.

وتمثل سياسة “صين واحدة” حجر الزاوية الرئيسي للعلاقات الصينية الأمريكية.

ويهدد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين باستخدام القوة، إذا أعلنت تايوان استقلالها رسميًا.

زيارة رغم التحذيرات

ووصلت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، على متن طائرة عسكرية إلى تايبيه عاصمة جزيرة تايوان الثلاثاء رغم تحذيرات قوية من بكين.

وقالت بيلوسي على حسابها على تويتر إن زيارة وفدها تؤكد”التزام أمريكا الثابت بدعم الديمقراطية النابضة بالحياة في تايوان”.

وأضافت: “تضامن أمريكا مع 23 مليون شخص في تايوان هو أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى”، وأن زيارتها “لا تتعارض بأي حال من الأحوال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد”.وقالت إن “الولايات المتحدة تواصل معارضة الجهود الأحادية لتغيير الوضع الراهن”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمريكي قوله إن عدة طائرات حربية صينية حلقت بالقرب من الخط الفاصل عند مضيق تايوان.

وقال المصدر لرويترز إنه بالإضافة إلى الطائرات الصينية التي تحلق بالقرب من الخط الأوسط للمضيق، أبحرت عدة سفن حربية صينية بالقرب من الخط الفاصل غير الرسمي منذ الاثنين. وأضاف أن السفن الحربية والطائرات الصينية “تجاوزت” خط الوسط صباح الثلاثاء، وهي خطوة غير عادية وصفها المصدر بأنها “استفزازية للغاية”.

وقال إن الطائرات الصينية أجرت تحركات تكتيكية بشكل متكرر من خلال “ملامستها” لخط الوسط لفترة وجيزة والعودة إلى الجانب الآخر من المضيق صباح الثلاثاء، بينما كانت الطائرات التايوانية في وضع الاستعداد في مكان قريب.

لكنه أضاف أن الطائرات الصينية غادرت المنطقة بعد الظهر، لكن السفن بقيت.

وقد أدت زيارة بيلوسي إلى تايوان إلى تصعيد جديد في التوتر بين واشنطن وبكين.

وترى الصين أن زيارة بيلوسي، التي ظلت منتقدة منذ فترة طويلة لبكين، ترسل إشارة مشجعة للمعسكر المؤيد للاستقلال في تايوان وحذرت منها مرارا.

وتقول بكين إن تايوان هي جزء من أراضيها – وأرسلت طائرات حربية إلى مضيق تايوان وسفنا حربية حتى الخط الفاصل مع الجزيرة.

وتعرض موقعان رئيسيان تابعان للحكومة التايوانية لهجوم إلكتروني، على الرغم من عدم اعتراف أحد بتنفيذ الهجوم.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إنها على دراية كاملة بالأنشطة العسكرية وسترسل قوات بشكل مناسب ردا على أي “تهديدات للعدو”.

وأفاد السكان في مدينة شيامن الواقعة في جنوب شرق الصين، وتقع قبالة تايوان، وتضم وجودا عسكريا كبيرا، بمشاهدة مركبات مدرعة وهي تتحرك يوم الثلاثاء، ونشروا صورا على الإنترنت.

وقالت المتحدثة هوا تشون ينغ في إفادة صحفية يومية في بكين “في مواجهة تجاهل الولايات المتحدة المتهور لتصريحات الصين المتكررة والجادة، فإن أي إجراءات مضادة يتخذها الجانب الصيني ستكون مبررة وضرورية، وهو أيضا حق أي دولة مستقلة وذات سيادة”.

وعكست وسائل التواصل الاجتماعي الصينية المخاوف من صراع محتمل والحماسة الوطنية في الصين، وكانت رحلة بيلوسي هي العنصر الأكثر شيوعا على موقع ويبو المماثل لتويتر.