اخبار مصر

في اليوم العالمي لمكافحة الملاريا.. العمل على تحقيق عالم يخلو من المرض

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، قالت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية د. ماتشيديسو مويتي، يوم الاثنين إنه على الرغم من جائحة كوفيد-19، فقد شهد العام الماضي “اختراقات مهمة في مجال الوقاية من الملاريا ومكافحتها.”

وقالت د. ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا في إشارة إلى تطعيم الملاريا القائم على البروتين: “أصدرت منظمة الصحة العالمية في أواخر العام الماضي توصيات بارزة بشأن استخدام اللقاح الأول ضد الملاريا – لقاح RTS,S المضاد للملاريا.”

اقرأ أيضا|روسيا تدعو مجلس الأمن للضغط على أوكرانيا وضمان حرية الملاحة البحرية

وأضافت أن هذا التطعيم “سيُستخدم للوقاية من الملاريا بين الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، والذين يعيشون في ظروف انتقال متوسطة إلى عالية.”

استخدام التدابير بحكمة
يخصص اليوم العالمي لمكافحة الملاريا (25 نيسان/أبريل من كل عام) لتركيز الاهتمام العالمي على الأمراض المعدية التي ينقلها البعوض، وتأثيرها المدمِّر، لا سيّما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وقالت د. مويتي إن هذا العام يتماشى مع دعوتها لتوسيع نطاق الابتكار على وجه السرعة ونشر أدوات جديدة لمكافحة الملاريا، مع الدعوة إلى الوصول العادل للوقاية والعلاج – في سياق بناء قدرة النظام الصحي على الصمود.

وتابعت تقول: “بينما يُعدّ هذا تقدّما رائدا في تطور أدوات جديدة لمكافحة هذا المرض، مع إمكانية إنقاذ ملايين الأرواح، فإن الإمدادات محدودة حاليا.”

على هذا النحو، من المهم التأكد من أن الجرعات المتاحة يتم استخدامها لتحقيق أقصى قدر من التأثير، مع الاستمرار في الوصول إلى الأشخاص الأكثر تعرّضا للخطر.

تهديد كبير
تظل الملاريا تشكل تحديا كبيرا للصحة العامة والتنمية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ففي العام الماضي، حدثت حوالي 95 في المائة من الحالات المقدرة بـ 228 مليون حالة في منطقة منظمة الصحة العالمية/أفريقيا، بالإضافة إلى 602,020 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها.

وبحسب ما ورد، فإن ستة من تلك البلدان الأكثر تضررا تمثل ما يصل إلى 55 في المائة من الحالات على مستوى العالم و50 في المائة من هذه الوفيات.

وقالت المسؤولة الأممية: “على الرغم من بعض التباطؤ في التقدم المحرز في الحد من حالات الإصابة بالملاريا والوفيات، وتعطيل الخدمات الصحية بسبب كـوفيد-19، لا نزال متقدمين كثيرا عمّا كنا عليه في عام 2000. ونحن بحاجة إلى إعادة إحياء هذا الزخم والبناء على التطورات الأخيرة.”

الاستراتيجية
في غضون ذلك، قالت برنامج (UNITAID) التابع لمنظمة الصحة العالمية والذي يهتم بإيجاد حلول مبتكرة لمنع وتشخيص وعلاج الأمراض بسرعة أكبر في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل، إن أكثر من ثلثي الوفيات الناجمة عن الملاريا تحدث بين الأطفال الأفارقة دون سن الخامسة.

وبتمويل مشترك من قبل UNITAID والصندوق العالمي والتحالف العالمي للقاحات والتمنيع، يتم تقديم لقاح الملاريا الأول في العالم للأطفال كجزء من حزمة شاملة من الرعاية الوقائية.

مكافحة النواقل، التي تستهدف البعوض الذي ينشر الأمراض، هي عنصر حيوي وفعّال للغاية في استراتيجيات القضاء على الملاريا.

من خلال الاستثمارات في الناموسيات من الجيل التالي التي تكافح المقاومة المتزايدة للبعوض، والمواد الطاردة للحشرات، ومن خلال معالجة الأشخاص والمواشي بالأدوية التي تقتل البعوض الذي يقرصهم، يقود UNITAID التقدم نحو تطوير أدوات جديدة وفعّالة.

الأهداف الموضوعة
مع العمل على تحسين الفحص والعلاج للملاريا المتصورة النشيطة – أكثر أنواع الملاريا شيوعا خارج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى – يساعد برنامج UNITAID على تحسين رعاية الأشخاص في بلدان آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية.

وتدعو استراتيجية الملاريا العالمية لمنظمة الصحة العالمية إلى خفض الحالات والوفيات بنسبة 90 في المائة على مستوى العالم بحلول عام 2030 – وهو هدف يتطلب استثمارات عاجلة لتطوير ونشر الابتكارات الحاسمة لحماية الناس في كل مكان من الملاريا.

يتطلب ذلك التركيز على البحث؛ الاستفادة من الأدلة من أجل الاستخدام الفعّال للموارد مع تحقيق نتائج قابلة للقياس؛ العمل على مقاومة الأدوية والمبيدات الحشرية؛ الاهتمام بالسلالات الجديدة التي تظهر في المنطقة والتي يصعب اكتشافها وعلاجها.

الالتزام بمكافحة الملاريا
قالت د. مويتي إن اليوم العالمي لمكافحة الملاريا هو مناسبة “لتجديد الالتزام السياسي وتشجيع الاستثمار المستمر في الوقاية من الملاريا ومكافحتها.”

ودعت البلدان والمجتمعات المتضررة من الملاريا إلى العمل بشكل وثيق مع شركاء التنمية للقضاء على المرض مع المساهمة أيضا في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة.

وتابعت تقول: “أنا شخصيا، والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا، لا نزال ملتزمين بالكامل بمكافحة الملاريا.”

وأكدت أنه “يمكننا التغلب على هذا التحدي إذا تعاونّا بشكل وثيق مع الحكومات والشركاء والمجتمعات.. لتحقيق أفريقيا خالية من الملاريا.”