اخر الاخبار

معظم أعضائها من الأثرياء البيض… ماذا نعرف عن حركة «المتفائلون بالتكنولوجيا»؟

تبرز حركة سياسية جديدة وقوية ولديها تمويل جيد في أميركا، تُعرف باسم «المتفائلون بالتكنولوجيا (techno optimists)».

ووفق موقع «أكسيوس» فإن هذه المجموعة، معظمها من الرجال الأميركيين الأثرياء البيض، في منتصف العمر، وهم يشغلون وظائف في قطاع التكنولوجيا أو يملكون شركات أو صناديق استثمار.

بنى المتفائلون بالتكنولوجيا أفكارهم على فلسفة تشبه الحركة السياسية غير المنظمة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، والبودكاست، والمشروعات الصحافية الجديدة، والتبرعات السياسية والنشاط السياسي.

وفي هذا الإطار، غيّر هؤلاء الأباطرة سياسة منصة التواصل الاجتماعي «إكس» بأكملها، وقاموا ببناء شبكة بث صوتي (بودكاست) قوية وشعبية.

ماذا يؤيد المتفائلون بالتكنولوجيا؟

المتفائلون بالتكنولوجيا يعتقدون بأن التكنولوجيا ستنتج الخير أكثر من الشر. أو بمعنى آخر فإن التكنولوجيا وفقاً لهم تلعب دوراً رئيسياً في ضمان سيادة الخير على الشر.

هم يدعمون أيضاً حرية التعبير عن العقيدة، والذكاء الاصطناعي، والأفكار المناهضة لوسائل الإعلام التقليدية، والصواب السياسي، وإجماع النخبة.

يؤمن المتفائلون بالتكنولوجيا بأن التكنولوجيا تحررية، وأنها تحرر الإمكانات البشرية، والنفس البشرية، والروح الإنسانية. وأنها تفتح المجال لما يمكن أن يعنيه أن تكون إنساناً، وذلك بحسب بيان (للاطلاع على البيان اضغط هنا) عن الحركة نشره رائد المتصفحات والمؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن هورويتز على موقعه.

مارك أندريسن (بلومبرغ)

ووفق نهجهم، فإن التفاؤل التكنولوجي هو فلسفة مادية، وليس فلسفة سياسية، ويقولون في نهجهم: «نحن لسنا بالضرورة يساريين، على الرغم من أن البعض منا كذلك. نحن لسنا بالضرورة يمينيين، على الرغم من أن البعض منا كذلك. نحن نركز مادياً، لسبب ما، على فتح فجوة على كيفية اختيارنا للعيش وسط الوفرة المادية».

ويضيفون: «من الانتقادات الشائعة للتكنولوجيا أنها تزيل الاختيار من حياتنا؛ لأن الآلات تتخذ القرارات نيابةً عنا. وهذا صحيح بلا شك، إلا أن ذلك تقابله حرية خلق حياتنا التي تتدفق من الوفرة المادية الناتجة عن استخدامنا للآلات. إن الوفرة المادية من الأسواق والتكنولوجيا تفتح المجال أمام الدين، والسياسة، واختيارات كيفية العيش، اجتماعياً وفردياً».

«المتفائلون بالتكنولوجيا» حزب أم فلسفة؟

«المتفائلون بالتكنولوجيا» اسم غير كامل للحركة. لكنه يجسد روحاً محفزة لآيديولوجية ناشئة.

ورغم أن الحركة ليست حزباً سياسياً وهي فلسفة، فإن بعض المستثمرين المليارديرات في مجال التكنولوجيا الذين يمولونها ويغذونها يتحدثون بشكل خاص عن أنها قريباً ستكون حزباً.

أما في الوقت الحالي، فيعدّ «المتفائلون بالتكنولوجيا» اتحاداً فضفاضاً لأشخاص أقوياء جداً لديهم عدد كبير من المتابعين الذين يتشاركون المنصات والأفكار والأساليب والمعتقدات، وفق «أكسيوس».

ماذا يملكون؟

لدى «المتفائلون بالتكنولوجيا» منصة «إكس» المملوكة من قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، حيث يشنون حرباً ضد التفكير والمؤسسات التقليدية.

قطب التكنولوجيا إيلون ماسك (رويترز)

ووفق «أكسيوس»: «لقد تحوّلت (إكس) من معقل للتفكير الجماعي لوسائل الإعلام السائدة في عام 2020، إلى معقل للتفكير الجماعي التكنولوجي/ المناهض للمؤسسة في هذه الانتخابات. إنهم يرحّبون ببعضهم بعضاً من خلال إعادة التغريدات والمقابلات الخاصة على (إكس) فقط».

ولديهم بيانات فلسفية استفزازية، وأبرزها «بيان المتفائلون بالتكنولوجيا» للمستثمر مارك أندريسن، الذي قال إن «التكنولوجيا هي مجد الطموح الإنساني والإنجاز، ورأس الحربة للتقدم، وإدراك إمكاناتنا».

كذلك، لدى «المتفائلون بالتكنولوجيا» نظام بيئي إعلامي متنامٍ يعمل عبر الإنترنت ويحظى بمشاركة كبيرة على «إكس». غالباً ما يقوم هؤلاء الكتاب، مثل مات تايبي (Matt Taibbi) المؤلف والصحافي ومذيع البودكاست، وباري ويس (Bari Weiss)، الصحافية والكاتبة، وغلن غريتوارد (Glenn Greenwald) الصحافي والكاتب الحالي والمحامي السابق، بالترويج لبعضهم بعضاً والحصول على دعم في ملفات البودكاست.

مشاهير من «المتفائلون بالتكنولوجيا»

ومن بين أعضاء هذه المجموعة الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والمؤسس المشارك لشركة رأس المال الاستثماري القوية أندريسن، ورجل الأعمال والمستثمر الأميركي بن هورويتز، والملياردير بيل أكمان وغيرهم.

هل يتدخلون بالسياسة الأميركية؟

ولوحظ أن هناك تأثيراً مشتركاً للمتفائلين بالتكنولوجيا في السياسة، حقيقياً ومتزايداً.

وبحسب موقع «أكسيوس» يقحم «المتفائلون بالتكنولوجيا» أنفسهم في سياسة كل شيء. يتم توزيع وجهات نظرهم أو آرائهم على نطاق واسع في ملفات البودكاست، ولا سيما برامج «Rogan’s» و«All-In» و«Lex Fridman’s».

وساعد «المتفائلون بالتكنولوجيا» في تعزيز فيفيك راماسوامي خلال ترشحه لانتخابات الحزب الجمهوري، كما دعّموا روبرت.إف. كيندي جونيور مرشحاً مستقلاً.

ترمب أم بايدن (رويترز)

سباق بايدن ترمب

وفق «أكسيوس»، فإنه بحال كان لدى المتفائلين بالتكنولوجيا مرشح رئاسي، فهو روبرت كيندي جونيور. ولكن إذا رأوا أنه غير قادر على الفوز فمن المرجح أن يدعموا الرئيس السابق دونالد ترمب أكثر من الرئيس جو بايدن، وذلك بناء على ما يعلنون عنه في البودكاست. وبحسب الموقع فإن عشرات الملايين من الأميركيين، خصوصاً الرجال البيض خارج المدن الكبرى، يستمعون إليهم أو يقرأونهم أو يتابعونهم.