اخبار فلسطين

مقتل شرطي حرس حدود و 13 فلسطينيا في مواجهات وغارة جوية بالضفة الغربية

أعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة تسعة آخرين في اشتباكات عنيفة مع مسلحين فلسطينيين وقعت يوم الخميس في مخيم للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.

ونفذت إسرائيل غارة نادرة بطائرة مسيرة خلال المعارك في مخيم نور شمس، مما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينين في خضم اضطرابات تشهدها الضفة الغربية، حسبما أعلنت السلطة الفلسطينية.

وأصيب الرقيب ماكسيم رازينكوف بجروح قاتلة جراء إلقاء عبوة ناسفة على قوات شرطة حرس الحدود التي كانت تقوم بعملية اعتقال في المخيم. وأصيب تسعة شرطيين آخرين بجروح طفيفة، وفقا للشرطة.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 12 فلسطينيا قُتلوا في غارة الطائرة المسيرة وفي اشتباكات أخرى يوم الخميس، بينما قُتل آخر في مواجهات خلال الليل. وقُتل فلسطينيان آخران في اشتباكات في أماكن أخرى بالضفة الغربية.

واعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 10 مطلوبين فلسطينيين، بحسب الجيش الإسرائيلي والشرطة.

وقالت الشرطة إن عناصرها اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين في المنطقة، ودمرت عدة عبوات ناسفة كانت معدة للاستخدام ضد القوات.

الرقيب مكسيم رازينكوف (Israel Police)

وبحسب الجيش الإسرائيلي، تم تنفيذ غارة الطائرة المسيرة بعد التعرف على خلية مسلحة بالقرب من القوات.

وفي مواجهات منفصلة في وقت سابق الخميس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص شابا يبلغ من العمر 17 عاما في مخيم الدهيشة بالقرب من بيت لحم، وشابا يبلغ من العمر 32 عاما في بلدة بدرس غرب رام الله.

وفي بدرس، قال الجيش الإسرائيلي إن أشخاصا “ألقوا زجاجات حارقة وأجساما أخرى” وأحرقوا الإطارات وحاويات القمامة، مما دفع الجنود إلى إطلاق النار.

כוחות הביטחון בהכוונת שב״כ פועלים משעות הלילה במבצע חטיבתי לסיכול טרור במחנה הפליטים נור אשמס שבחטיבת מנשה.
הכוחות פועלים למעצר מבוקשים, סיכול תשתיות טרור והחרמת אמצעי לחימה>> pic.twitter.com/hUvflQOstB

— צבא ההגנה לישראל (@idfonline) October 19, 2023

وفي ساعات الليل أيضا، قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بهدم منزل عضو في حركة حماس قتل الجندي شيلو يوسف أمير في الضفة الغربية في شهر يوليو.

وأظهرت لقطات مصورة حفارة وهي تقوم بهدم منزل أحمد ياسين غيدان في قرية قبيا وسط الضفة الغربية.

قوات الاحتلال تواصل هدم منزل الــشهيد أحمد ياسين غيظان في قرية قبيا غرب رام الله. pic.twitter.com/VCq5SmvEvd

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 19, 2023

في شهر أغسطس، قال الجيش الإسرائيلي إنه أبلغ عائلة غيدان بنيته هدم منزلها.

تتبع إسرائيل سياسة هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات قاتلة.

وكان غيدان قد قتل أمير بعد إطلاق النار عليه بالقرب من مستوطنة أدوميم في 6 يوليو، قبل أن يُقتل برصاص قوات الأمن.

#شاهد:

اشتباكات مسلحة عنيفة مستمرة في مخيم نور شمس pic.twitter.com/Pcf9MQswaP

— Newpress | نيو برس (@NewpressPs) October 19, 2023

وشهدت الضفة الغربية عدة اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الأيام الأخيرة، والعديد من محاولات تنفيذ هجمات فلسطينية، بحسب الجيش.

ورغم أن الاهتمام كان منصبا إلى حد كبير على حدود إسرائيل مع قطاع غزة ولبنان، إلا أن التوترات تصاعدت إلى حد كبير في الضفة الغربية منذ زحف الآلاف من مسلحي حماس إلى جنوب إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر وقيامهم بقتل نحو 1400 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين. وأطلقت إسرائيل حملة للقضاء على الحركة، حيث قُتل أكثر من 3700 شخص في غاراتها الجوية في غزة حتى الآن، وفقا للسلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس.

ودعت حماس مرارا وتكرارا الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الانتفاض ضد إسرائيل لدعم قضية الحركة.

شهدت ليلة الثلاثاء اضطرابات واسعة في الضفة الغربية مع غضب الفلسطينيين في أعقاب انفجار مميت في مستشفى في غزة ألقت حماس باللوم فيه على غارة إسرائيلية، على الرغم من نفي إسرائيل مسؤوليتها وتزايد الأدلة التي تشير إلى أن صاروخا فلسطينيا تم إطلاقه بشكل خاطئ وكان موجها لإسرائيل هو سبب الانفجار.

ودعت حماس إلى شن هجمات ضد القوات الإسرائيلية، حيث خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في جميع أنحاء الضفة الغربية للاحتجاج على الانفجار. أطلقت القوات الفلسطينية في رام الله الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذي طالبوا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالتنحي عن منصبه لعدم دعمه الكافي لحركة حماس.

وأظهرت مقاطع فيديو متظاهرين في رام الله وهم يهتفون “الشعب يريد إسقاط الرئيس”.

فلسطينيون يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات خلال مظاهرة في رام الله بالضفة الغربية، 18 أكتوبر، 2023. (YURI CORTEZ / AFP)

قدمت إسرائيل أدلة متزايدة تظهر أن صاروخا أطلقته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية على إسرائيل لم يصل إلى هدفه وسقط في موقف للسيارات في المستشفى. ونفت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الانفجار. وخلال زيارته لإسرائيل، أيد الرئيس الأمريكي جو بايدن الرواية الإسرائيلية، قائلا إن استنتاجه يستند إلى معلومات وزارة الدفاع الأمريكية.

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الخميس أن قواته اعتقلت 524 مطلوبا فلسطينيا في أنحاء الضفة الغربية، من بينهم أكثر من 330 ينتمون إلى حماس، منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر.

خلال اليوم الأخير، تم اعتقال 63 ناشطا في حماس، وفقا للجيش.

في الأسبوع الماضي، قال هيئات أممية إن الأسبوع الأول من القتال في غزة كان الأسبوع الأكثر دموية للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ عام 2005، حيث قُتل 55 فلسطينيا في مواجهات مع القوات الإسرائيلية وفي مداهمات اعتقال وهجمات نفذها مستوطنون يهود، بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وفي المجمل، قُتل ما لا يقل عن 81 فلسطينيا في الضفة الغربية على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين منذ 7 أكتوبر، وفقا للوزارة.

متظاهرون فلسطينيون يدفعون حاوية قمامة خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية في أعقاب مسيرة تضامنية مع غزة نظمها أنصار حركتي فتح وحماس، في مدينة الخليل بالضفة الغربية، 13 أكتوبر، 2023. (HAZEM BADER / AFP)

منذ توغل حماس المباغت إلى جنوب إسرائيل، والذي اجتاح فيه مسلحون الحدود إلى داخل الأراضي إسرائيلية من قطاع غزة عن طريق البر والجو والبحر، مما أسفر عن مقتل حوالي 1400 شخص واختطاف ما لا يقل عن 203 رهائن من جميع الأعمار، شددت القوات الإسرائيلية قبضتها على الضفة الغربية وأغلقت المعابر المؤدية إلى المنطقة والحواجز بين المدن، وهي إجراءات تقول إنها تهدف إلى منع هجمات.

الغالبية العظمى من الذين قُتلوا في 7 أكتوبر عندما استولى مسلحو حماس على التجمعات السكنية الحدودية الإسرائيلية كانوا من المدنيين رجال ونساء وأطفال وشيوخ. وتم إعدام عائلات بأكملها في منازلها، وقتل أكثر من 260 شخصا في مهرجان موسيقي، وسط أعمال وحشية مروعة ارتكبها المسلحون، في الهجوم الذي وصفه بايدن بأنه “أسوأ مذبحة للشعب اليهودي منذ المحرقة”.

ووقعت عدة اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ذلك الحين، حيث تحدث الجيش عن أكثر من 10 محاولات لتنفيذ هجمات.

ويأتي تشديد الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية في الوقت الذي تشعر فيه إسرائيل بالقلق من تصاعد الصراع إلى حرب متعددة الجبهات، وخاصة احتمال انضمام منظمة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إلى المعركة.

شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي يحمل علما فلسطينيا انتُزع من محتجين فلسطينيين خلال اشتباكات عقب مظاهرة دعما لقطاع غزة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، 13 أكتوبر، 2023. (AP Photo/Majdi Mohammed)

لكن الفلسطينيين يزعمون أن الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في الضفة الغربية لم تؤد إلا إلى زيادة عدم وضوح الخط الفاصل بين القوات الإسرائيلية والمستوطنين المتطرفين والعنيفين. رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، وهو مستوطن يميني متطرف وله تاريخ طويل من التحريض ضد العرب، على هجوم حماس بتوزيع المزيد من الأسلحة على المستوطنين وتكليف المستوطنين بمهمة الأمن.

وفي بيان له بعد الهجمات التي نفذتها حماس في جنوب إسرائيل، قال بن غفير إن مكتبه يقوم بتوزيع 10 آلاف سلاح، بالإضافة إلى معدات قتالية وسترات واقية وخوذات، على المدنيين الإسرائيليين مع التركيز بشكل خاص على سكان المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وقال: “سنغير العالم حتى تتم حماية المستوطنات. لقد أمرت بتسليح الوحدات المدنية الاحتياطية على نطاق واسع من أجل حماية المستوطنات والمدن”.

منذ ذلك الحين، ، اتُهم المستوطنون بإطلاق النار على فلسطينيين مما أدى إلى سقوط قتلى في عدة حالات لم يتم توضيح ظروفها بعد.

صورة تظهر مستوطنين ملثمين بالقرب من قرية قصرة بالضفة الغربية، 11 أكتوبر، 2023. (Screenshot, X used in accordance with Clause 27a of the Copyright Law)

في الشهر الماضي، قالت الامم المتحدة إن 1100 فلسطيني نزحوا بسبب عنف المستوطنين في العام الماضي، وهو رقم غير مسبوق. وقال “تحالف حماية الضفة الغربية”، وهو تجمع من منظمات الإغاثة والدول المانحة ويدعم التجمعات السكنية الفلسطينية، إنه خلال الأيام القليلة الماضية فقط، تم تهجير حوالي 200 إلى 300 فلسطيني في وادي السيق ومناطق أخرى غالبا على أيدي مستوطنين مسلحين.

وتأتي معظم الهجمات من مواقع استيطانية تم إنشاؤها دون تصريح من الحكومة ولكنها محمية من قبل الجيش الإسرائيلي.

ويعيش أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي في نحو 150 مستوطنة في أنحاء الضفة الغربية التي تضم نحو 2.5 مليون فلسطيني. ويعتبر المجتمع الدولي بمعظمه المستوطنات غير قانونية وعقبة رئيسية أمام السلام.

استولت إسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في حرب “الأيام الستة” عام 1967. ويريد الفلسطينيون هذه الأراضي لإقامة دولتهم المستقبلية.